كتاب قواعد الطعام

Book-Cover

كتاب قواعد الطعام (المؤلف: مايكل بولان)

كان هناك رجل يعيش حياته الغذائية بعشوائية؛ لكنه قرر أخيرًا الاهتمام بصحته، ليعيش حياة أفضل؛ كانت مشكلته أنه لا يعرف من أين يبدأ! وفي أحد الأيام سمع عن عجوز حكيم يستطيع مساعدته، ذهب للعجوز وسأله متلهفًا: ماذا عليَّ أن آكل؟ 

فأجابه العجوز قائلًا: كُل طعامًا. ثم أغلق باب منزله تاركًا الرجل في حيرة من أمره.

في اليوم التالي، أخبره الفتى أنت تمزح أليس كذلك؟ وأضاف: أنا آكل طعامًا، ما الجديد في الأمر؟

 وهنا ابتسم العجوز، وكان في يده تفاحة وقال: يبدو أنك لم تفهم ما قصده! في عصرنا الحالي أصبح مفهوم الطعام غير سليم؛ حيث أصبحنا ننظر لوجبة الطعام على أنها مجرد سعرات حرارية بدون الاهتمام بالمواد الغذائية التي نحصل عليها منها! فهذه التفاحة هي طعام، ولكننا أصبحنا ننظر إليها على أنها:

  • عشرون سعرة حرارية
  • خمسة مليجرام بروتين
  • عشرون مليجرام كربوهيدرات

لكن إذا صنعت منتجًا في مصنع وبه المكونات نفسها، فذلك ليس مثل التفاحة هو ليس طعامًا بل (مواد قابلة للأكل).

أول الأمر عندما أخبرتك أن تأكل طعامًا؛ كنت أريدك أن تفرّق بين الطعام الحقيقي وبين المواد القابلة للأكل.

كيف تفرق بين الطعام والمواد القابلة للأكل؟

الشروط الخمسة للطعام

  • أن تعرفه جدتك

لا تأكل أي طعام لا تعرفه جدتك أو تعترف به على أنه طعام؛ أي إنه لم يتم اكتشافه منذ خمسين أو مائة عام، لأن الطعام الذي لا تعرفه جدتك على الأرجح هو مواد كيميائية من الصفر أو طعام قديم تم معالجته بطرق كيميائية وأُعطِي اسم جديد.

  • مكوناته موجودة في المطبخ 

 إذا كان الطعام يدخل في تكوينه مكونات كثيرة؛ فلا بدَّ من أن تكون هذه المكونات متوفرة في مطبخك. أي أنك لو طلبت من طفل في الخامسة من عمره أن يقرأ لك المكونات وتمكن من قراءتها بدون أن يتلعثم في نطقها، عندها يكون ذلك الطعام طعامًا حقيقيًّا.

مثال: عبوة منتج ظهر مؤخرًا بشكل جديد، مكوناتها كثيرة جدًّا وغير معروفة مثل ثنائي الجليسريدات وأحادي السليلوز وغيرها…

هل تلك المكونات متوفرة لدى بمطبخ الناس!

لا، ستجدها في معامل الكيمياء فقط!

كلما أصبح نطق مكونات المنتج أصعب، تأكد أنك بعيد عن الطعام الحقيقي. 

  • أن يكون اسمه مختلفًا من لغة لأخرى 

هناك مثلًا، البطيخة ستجد اسمها في اللغة العربية مختلفًا عن اسمها في اللغة الإنجليزية عن اسمها في اللغة الصينية، وهكذا.

على الجانب الآخر، هناك المواد القابلة للأكل مثل: شيتوس، برينجلز شيبس وغيرها..

ما الجزء المشترك بين هذه الأطعمة؟ أن لها الاسم نفسه سواء كنت تشتريها من الهند أو أسبانيا أو الصين، ولذلك فهي ليست طعامًا حقيقيًّا!

  • طعام قابل للعفن 

لا تأكل طعامًا غير قابل للعفن بصورة طبيعية!

مثال: أنت اشتريت قطعة كيك من محل قريب من بيتك، وحدث أمر ما فسافرت ولم تأكلها، ولكنك عندما رجعت وجدت قطعة الكيك مثلما تركتها، لم تتعفن!

حتى البكتيريا لم ترها على أنها طعام، في حين أنك تراها طعام! البكتيريا والفطريات أكثر خبرة منا،

الطعام الحقيقي يفسد بعد مرور الوقت، إذا لم يتعفن الطعام؛ فهو مجرد مواد تم معالجتها كيميائيًّا بصورة كبيرة.

  • طعام لا يدعي أنه صحي

طعام لا تراه إلا في إعلانات التلفاز، وبالأخص عندما يقول عن نفسه إنه منتج صحي، فمثًلا رقائق البطاطس مكتوب عليها أنها خالية من الدهون المشبعة، وأنه لا توجد فيها مواد حافظة!

سواء كان المنتج بطاطس أو أي منتج آخر يكون مكتوبًا عليه ادعاءات صحية؛ فغالبًا هي مجرد عبارات تسويقية؛ قد يكون بالفعل خاليًا من الدهون المشبعة أو خاليًا من الدسم؛ ولكن ذلك لا ينفي أن المنتج تعرض لعمليات كبيرة من المعالجة، حتى إن اختفت الدهون، فعادة ما يتم إضافة النشويات والسكريات وبعض المواد الكيميائية المضرة لتعويض ضعف النكهة.

سلوكيات اتبعها مع الطعام

  • مائدة طعام: كُل طعامك على مائدة طعام، ولا تأكل وأنت تقوم بنشاط آخر، وبالأخص إذا كان هذا النشاط فيه تسلية؛ لأنك سوف تميل إلى تناول كميات أكبر من دون أن تدرك ذلك.
  • تناول الطعام ببطء: لأن العقل يميل للشعور بالشبع بعد عشرين دقيقة تقريبًا، بغض النظر عن كمية الطعام، فإذا أردت تناول الطعام أقل، كُل ببطء واستخدم أطباقًا صغيرة.
  • لا تأكل اللحوم كثيرًا: لا يعني ذلك أن تكون نباتيًا، ولكن اترك تناول اللحم للمناسبات الخاصة؛ لأن تناول اللحوم بكثرة يشكل خطرًا على الشرايين وعضلات القلب. هناك علاقة طردية بين خطورة اللحم وبين عدد أطراف الحيوان، كلما زاد عدد الأطراف في الحيوان زاد تأثيرها السلبي؛ فأكل لحم حيوان كالجاموس مثلًا يكون أكثر خطورة من لحم الدجاج والأقل خطورة هو تناول لحم السمك. 
  • كُل طعامًا بألوان كثيرة: كلما كانت وجبتك تحتوي على ألوان كثيرة كان أفضل،

مثل:

  • اللون الأخضر كالفلفل
  • اللون الأحمر كالطماطم
  • اللون الأصفر كالليمون
  • اللون الأبيض كالأرز

لكن المهم أن تدرك أن كل لون له فائدة؛ فكلما زاد عدد الألوان التي تأكلها خلال اليوم استفاد جسمك من الطعام أكثر!