كتاب لغات الحب الخمس

Book-Cover

كتاب لغات الحب الخمس (المؤلف: غاري تشابمان)

"أحمد" و"منى" تزوجا حديثًا، كل منهما يحب الآخر، يعتقدان بأن ذلك يكفي، وأن حياتهما ستظل سعيدة للأبد طالما أن الحب موجود.

لكن للأسف مع الوقت الطرائق التي يتعاملان بها ستؤدي لخلافات ومشكلات، وفي النهاية سيخرج الموضوع عن السيطرة.

الحب (الرومانسي) مؤقت وسيختفي بسرعة، لكن ما يبقى ويدوم هو الحب الدائم أو المحبة. الحب الدائم يمكننا تشبيهه بالهاتف الذي بين يديك الآن، هاتفك حتى يعمل عليك أن تشحنه بين الحين والآخر بحسب استهلاكك واستعمالك له.

كذلك الحب إن توقفت عن شحنه فسيتوقف عن العمل، وحتى تستطيع شحنه عليك أن تفهم الطبيعة الخاصة بشريكك واللغة التي يتكلم بها ويفهمها لتتواصل معه بها.

لا يتكلم كل الناس اللغة نفسها؛ فقد تكون اللغة التي تستخدمها، وتحاول التعبير فيها غير مفهومة للطرف الآخر والعكس صحيح.

 كل شخص يفهم الحب بطريقته ولغته الخاصة! والمشكلات تظهر عندما يقدم شخص المحبة بالطريقة نفسها التي يفهمها هو ويتجاهل أن الطرف الثاني قد تكون طبيعته مختلفة، وأولوياته مختلفة والطريقة التي يعالج بها الأمور مختلفة عنه تمامًا.

أول قاعدة اليوم: نحن مختلفون، ونتكلم لغات مختلفة، فلا تفترض بأن شريكك يتواصل ويستجيب بطريقتك نفسها أو أن له احتياجاتك نفسها.

مثال:

"منى" مثلًا، مفهومها عن الحب أنه كلمات التشجيع، و"أحمد" يفهم لغة الهدايا - لغته الخاصة - التي يفهمها ويستطيع ترجمتها.

هو يبذل كل ما في وسعه وهي سترى بأنه لا يقوم بأي مجهود وتشعر بأنه غير مهتم، أما هو سيشعر بأنها جاحدة وغير مقدّرة، لذلك سيتوقف تمامًا عن المحاولة وزواجهما سيدخل مرحلة الخرس التام.

"أحمد" و"منى" كلاهما يعطي، ولا أحد منهما يحصل على النتيجة التي يحتاج إليها وترضيه، وفي النهاية كلاهما سيتوقفان عن التعبير مع إحساسهما بعدم التقدير من الطرف الآخر، ولن يلاحظ أي منهما مجهود الآخر ولا حجم ما يبذله.

مثال:

"سما" كل يوم في أثناء عودتها من المدرسة تقف لتتفرج على محل أسماك الزينة الخاص بالعم "عزمي"، هي كان قد بدأت بتوفير مصروفها منذ عدة أيام واليوم اشترت سمكة صغيرة، وكانت في غاية السعادة تحمل السمكة للمنزل وعندما تصل تضع لها طعامها وتنام، ستستيقظ لتجد سمكتها قد ماتت من الجوع، وتكتشف الخطأ الذي ارتكبته، لا يجوز أن تقدم "سما" لسمكتها الطعام العادي الذي أحضرته من الثلاجة، بل يجب أن يكون الطعام مناسبًا للسمكة وإلا فإنها لن تستطيع تناوله وستموت.

 بذلك لا تكون "سما" قد قامت بواجبها، والسمكة غير مطالبة ولن تتمكن أصلًا من العيش على طعام "سما".

قبل أن تعطي شريكك أي شيء عليك أن تعرف أولوياته، وتتحدث معه بناءً على ترتيب الأشياء وأهميتها بالنسبة له وليس بالنسبة لك أنت. 

التشجيع

"تامر" و"حنان" يزوران أصدقاء جددًا لأول مرة، كان "تامر" يتحدث في أثناء قيادته عن معرفته بكل تفاصيل تلك المنطقة، والآن مضت نصف ساعة ولم يصل، ويبدو أنه لا يعرف شيئًا عن المكان.

"حنان" ستقول له: أرأيت لقد أضعت الطريق، يبدو أنك لا تعرف المنطقة كما كنت تدّعي، سوف أتصل بأصدقائنا وأسألهم عن العنوان.

"حنان" تريد أن تخرج زوجها من الحيرة التي وقع بها، ولكنه سيترجم كلامها على أنها غير واثقة بقدراته.

هي تسانده بالطريقة نفسها التي ترغب أن تجدها منه لو كان الموضوع معكوسًا، ولكنها ستحصل على رفض، وسيترجم "تامر" الكلام بطريقة ثانية، سينزعج ويقاوم ويستاء.

كلمات التشجيع والتقدير مهمة جدًّا وتجاهلها يهدد أي علاقة. الرجل يحب القوة والإنجاز، اثنِ على نجاحه وإنجازاته تلك هي أهم أولوياته.

المرأة تفضل الشكل والذكاء، اثنِ على شكلها وذكائها، وبين الحين والآخر عرفها وجودها في حياتك كم يعني لك، ولا تتوقف عن إرسال الرسائل مهما حصل.

مثال

زوجان مرا بظروف صعبة في بداية زواجهما، والزوجة وقفت بجانب زوجها وساعدته إلى أن تحسنت ظروفهما، في البداية كان يذكرها دائمًا بمعروفها ويقول لها بأنه ممتن جدًّا على مساندتها له في اللحظات الصعبة بكلمات بسيطة وصادقة، وبعد مرور مدة شعر الرجل بأن زوجته بالتأكيد أصبحت تعرف مشاعره عن هذا الموضوع، وسيتوقف عن قول أي شيء! مما سيتسبب في استيائها.

لا تعتمد على أن الموضوع أصبح معروفًا ومسلمًا به، بل قد تحتاج إلى إرسال الرسالة نفسها بصورة مستمرة وتشعر شريكتك بالتقدير. لا تتوقف عن كلمات التشجيع طول الوقت سواء بصورة منفردة أو أمام المعارف؛ أهلك وأهلها.

إذا كان شريكك أو شريكتك يجعلك سعيدًا، فلا تتوقف عن إرسال رسائل توضح بأنه سبب في سعادتك ولا تهمل ذلك أبدًا بإرسالها كل فترة.

الإطراء أفضل مئة مرة من الإلحاح في الطلب

تطلب "مروة" من "خالد" أن يصلح شيئًا في المنزل كان قد كُسر. هو مشغول؛ لذلك ستلح عليه عشرين مرة، سيكون الموضوع مزعجًا بالنسبة لهما.

 لكن "مروة" ستتوقف للحظة وتقول له الموضوع في صورة إنه بطلها وبأنها معتمدة عليه وعلى قدراته بأن يحل لها الموضوع، وستجده تغير تمامًا وقام مسرعًا ليحل المشكلة.

الوقت

تتحدث "هدى" مع "كريم" عن مشكلة. المشكلة في نظره تافهة ويعرف تمامًا كيف تُحل،كان سابقًا قد قال لها رأيه في الحل مباشرة، ولكنها تضايقت فقرر هذه المرة أن يتظاهر بأنه يستمع إليها، وعندما تنتهي سيخبرها الحل، هو مهتم جدًّا لكنه لا يشاركها التأثر ويقول لها أجل.. أجل..

عندما أنهت حديثها عن المشكلة أخبرها عن رأيه والحل، وبذلك اعتقد "كريم" بأن كل شيء على ما يرام، ولكنها خرجت من الموقف بشرخ كبير وشعرت بأن الهاتف أهم منها.

طالما أنها تشاركك مشكلاتها ذلك يعني أنها تثق بك، استمع إليها جيدًا وإياك أن تظهر لها عدم الاحترام.

شارك المشكلة معها، ولا تحاول حلها، كل ما عليك فعله هو المشاركة فقط.

 استمع لها باهتمام، اشتركا في أنشطة تقومان بها معًا، وعندما تخصص لها وقتًا، فاقضِه معها بشكل جدي ولا تقم بأمور أخرى في الوقت نفسه.

أعمال خدمية

"فتحي" بعد أن أنجبت زوجته طفلهما الجديد؛ أصبحت مشتتة ومرهقة ولم تستطع أن تركز في عملها ولا في البيت ولا في رعاية الطفل.

"فتحي" سيساعدها في كل شيء حتى في عملها الخاص.

إنجاز عمل من أجل شخص ما وخصوصًا لو أنك غير مطالب بأن تقوم به، هو وسيلة جميلة جدًّا للتعبير عن المحبة تُشعِر الطرف الثاني بأن شريكه موجود بجانبه، ومهتم به.

لو ضحيت بجزء من مجهودك من أجل الطرف الثاني سيكون تأثير ذلك كبيرًا جدًّا بالنسبة له.

المهم أن تقوم بالمساعدة بسعادة وليس بأسلوب يظهر بأنك مضطر ومُجبَر على فعل ذلك، ولا تطلب أي شيء في المقابل.

الهدايا

كل النقط التي تحدثت عنها هي أشياء معنوية لكن الهدية مختلفة، ليس بسبب قيمتها المادية إطلاقًا، الهدية شيء يمكنك أن تراها بعينيك وتلمسها بحواسك، الهدية تعبير عن المحبة يمكنك أن تمسكه بيدك ودليل على أنك تفكر في الطرف الثاني.

الهدايا ليست لقيمتها المادية، فأنت لو أحضرت هدية غالية جدًّا ولكنك قدمتها بصورة سيئة، ستكون قيمتها بالنسبة لها أقل من هدية بسيطة تقدمها بصورة جميلة.

فهي عندما تفرح بهدية غالية يكون السبب هو الشعور بأنك بذلت جهدًا كي تهديها هذه الهدية أو بأنك تقدرها جدًّا. قدم الهدايا في المناسبات وغير المناسبات، ولكن حاول أن تختار الهدية بعناية، لأنه في بعض الأحيان يكون اختيار الهدية أهم من قيمة الهدية نفسها.

وليس من الضروري أن تحضر هدية غالية، يمكن لكلمة بسيطة من القلب تلصقها بمغناطيس على باب الثلاجة، أن تكون أجمل مفاجأة.

خاتمة

  • الناس مختلفون في ترتيب الأولويات واللغات التي يفهمون بها المحبة. حاول أن تفهم لغة الشخص الذي تشاركه الشعور، وتعرف ترتيب أهمية كل لغة بالنسبة له، لكي يستطيع سماع ما تقوله ويرى مجهودك بحجمه الطبيعي.
  • هو أو هي تحتاج إلى التشجيع طول الوقت، ولا يجوز أن تفترض أن الشخص المقابل لك يعرف ويفهم أهميته بالنسبة لك، ولا تتوقف عن إرسال الرسائل أبدًا.
  • خصص مع شريكك وقتًا لتقوما فيه بأنشطة مع بعضكما، واطمئن الهاتف لن يطير! 
  • الهدايا المستمرة مهما كانت بسيطة هي تعبير ملموس عن المحبة والاهتمام.
  • الأفعال أقوى مئة مرة من الكلام، شريكك أو شريكتك ستشعر بأنك تساندها لو قمت بجزء من أعمالها نيابة عنها بطيب خاطر.