كتاب اعمل ٤ ساعات في الأسبوع

Book-Cover

كتاب اعمل ٤ ساعات في الأسبوع (المؤلف: تيموثي فيريس)

هل أنت غني فعلًا؟ الغنى ليس مرتبطًا بالأرقام التي تحققها شهريًّا فحسب؛ بل بحجم الجهد المبذول والوقت الذي تستغرقه لتحقيق هذا المبلغ والقيود التي توضع عليك لأجل تحصيله من عدد ساعات العمل والمكان والأوقات المحددة.

"منصور" يتقاضى سنويًّا ١٠٠ ألف جنيه و"حلمي" يتقاضى سنويًّا ٥٠ ألفًا. من المنطقي أن تقول إن منصور أغنى من "حلمي"! حسنًا وماذا لو قلت لك إن "منصور" يعمل ١٠ ساعات في اليوم كي يصل لهذا الرقم، و"حلمي" يعمل ساعتين في اليوم فقط؟ هناك فرق أليس كذلك؟

وأيضًا "منصور" يعمل في مدينة متوسط المعيشة فيها أغلى ٥ أضعاف من المدينة التي يعيش فيها "حلمي"، وبالإضافة لذلك "منصور" عليه الذهاب لشركة والبقاء في مكان واحد ووقت محدد، و"حلمي" يمكنه العمل في أي مكان وأي وقت!

النظرة الجديدة

ذلك المثال يوضح الفرق بين الدخل الأساسي والدخل النسبي، والفرق بين النظرة التقليدية للغني التي تنظر للموضوع من خلال المال على أنه عامل التقييم الوحيد.

النظرة الجديدة التي يتكلم فيها الكتاب عن ثلاثة عوامل:

  • المال
  • الوقت
  • الحرية

التعريف

ليس للنقود قيمة طالما أنك لا تجد الوقت للاستمتاع بها. وقتك هو رأس مال حياتك. ربما تجلب لك النقود ما تريد؛ لكنك لن تستمتع بشيء كما تريد.

دكتور "عطية" طبيب أطفال متمرس لديه عيادة كبيرة، ونجح ببناء سمعة جيدة لنفسه، الناس أصبحت تثق به وعيادته تستقبل الكثير من المرضى، يمكننا القول إنه بنى نظامًا ناجحًا، وأصبح يحقق دخلًا كبيرًا يسمح بالعيش بمستوى رفاهية عالٍ، ولكن لديه نقطة ضعف قاتلة، فلو حدث له أي ظرف طارئ، كأن يمرض مثلًا، ولم يستطع الذهاب بنفسه إلى العيادة فدخله وعمله سيتوقفان.

عمله وسمعة العيادة، نظامه كله مبني على شخصه هو وأي تغير بسبب عدم وجوده سيؤثر في عمله.

 حتى لو أراد السفر مع أسرته في عطلة الصيف، العيادة ستكون مغلقة والكشوفات متوقفة، وفي هذه الفترة مدّخراته تتناقص. دخله مربوط بوجوده في مكان ووقت معينين، وفي حالة عدم وجوده في الوقت والمكان المحددين دخله سيتأثر.

القدرة على التحكم بالوقت

في أثناء بنائك لحياتك تذكر ذلك المثال جيدًا. لماذا أنت محتاج للمال؟ المال نفسه ليس له قيمة، أنت تحتاج إلى المال لأجل القوة التي يوفرها لك، وتحتاجه أيضًا لنمط الحياة الذي يأتي مع الغنى.

وتذكر أيضًا أن أهم مبدأ في نمط حياة الغني هو امتلاكه القدرة على القيام بما يشاء بحياته في الوقت الذي يريده.

إذا ليس صوابًا أبدًا أن تمتلك المال الذي سيملكك المنتجات المادية التي ترغب في اقتنائها، ولكنك لن تملك الحرية ولا القدرة على التحكم في حياتك ووقتك.

ستشتري كل ما تريده، ولكنك لن تستمتع بأي شيء.

امسح الغموض عن القلق

الغموض يغذي القلق!

لا شك أنك تؤجل اتخاذ خطوة ما في حياتك الشخصية والمهنية لأجل غير مسمى فقط؛ لأنك متردد أو خائف من اتخاذ هذا القرار في ذلك الوقت. اسأل نفسك بوضوح ما أسوأ ما يمكن أن يحدث إن اتخذت مثل هذا القرار؟ بهذه الطريقة تمحو الغموض حول سبب عدم اتخاذك للقرار الفعلي.

كثرة التسويف غير المبرر تولد شعورًا بالقلق والتوتر الدائمين؛ فإذا صارحت نفسك بسبب تسويفك ستبني تصورًا واضحًا للأمور من حولك، وترى المشكلة بحجمها الحقيقي ويسهل عليك معالجتها.

ابحث عن اللامعقول

"عباس" يملك مركب صيد؛ المكان الذي يصطاد فيه يوجد فيه نوعا سمك، النوع الأول منتشر، نسبة وجوده ٩٠ في المئة، والآخر نادر ونسبة وجوده ١٠ في المئة.

كل نوع من الأسماك له طُعم مختلف. "عباس" يمكنه اختيار نوع طُعم واحد ليستخدمه في الصيد، المنطقي أنه سيختار طعمًا لنوع السمك الشائع! ولكن كل الناس سيفكرون مثله وكل المنافسين سيفعلون مثله وستكون فرصة وحصة "عباس" في السمك هذا أقل من فرصته نجاحه مع السمك النادر.

الناس يعتقدون بأنهم لن يحققوا إلا الأشياء العادية المتوسطة، لذلك تكون المنافسة على الأهداف المتوسطة أكبر من المنافسة على الأهداف الكبيرة.

ما تراه أنت غير معقول في بعض الأحيان يكون أسهل من المعقول والمنافسة عليه أقل.

الإزالة

وفر 80% واحذف 20%

عود نفسك على التخلص مما لا يحقق لك النتائج المرغوبة إذا فشلت في تعديله؛ واستغل الوقت والجهد الضائعين لأجل الحفاظ على ما يخدم قضيتك فعلًا. 

لو أنك تعمل في خدمة العملاء وهناك 20% من العملاء يثيرون الشكاوى والقلق بدون داعٍ؛ فلا مشكلة من خسارتهم لتوفير جهدك لخدمة الـ80% المتبقية من العملاء المخلصين الذين سيعوضونك بالتأكيد عن الخسارة إذا أحسنت خدمتهم.

نمِ نقاط قوتك وتجاهل نقاط ضعفك

تجاهل نقاط ضعفك

نصيحة غريبة؟! لكن الحقيقة أن الوقت الذي تستهلكه في إصلاح نقاط ضعفك يمكن أن تستغله في تنمية نقاط قوتك والتفرد بها. هذا لا يعني تجاهل نقاط الضعف التي تعيقك، ولكن تجاهل ما يمكنك العيش بدونه ولا تطور ذاتك عن طريق تقسيم وقتك لجزءين، جزء تزيد فيه نقاط قوتك وجزء تُصلِح فيه نقاط ضعفك، ولكن الأفضل والأسهل والأمتع والأكثر إنتاجية أن توجه وقتك ومجهودك كله في مضاعفة نقاط قوتك فقط.

نقاط ضعفك لو أصلحتها ستكبر ببطء، وأقصى درجة ستصل إليها أنك ستصبح متوسطًا أو جيدًا في هذه الجزئية التي كنت ضعيفًا فيها، لكن نقاط قوتك لو ضاعفتها ستصبح متميزًا جدًّا فيها.

الانشغال الدائم = كسل

"خالد" لديه مشروع صغير، وذلك سبب له انشغالًا كبيرًا جدًّا، فلم يعد يجلس مع أسرته أو يخرج مع أصدقائه، هو يترجم انشغاله هذا على أنه نجاح.

ولكن انشغاله ليس دليل النجاح، الانشغال الدائم دليل كسل وفشل في الإدارة.

انشغالك وعدم امتلاكك للوقت معناه عدم امتلاكك للأولويات، معناه كسل في التفكير وتنفيذ الأعمال بعشوائية.

درّب نفسك على فن عدم الإنهاء.

انسحب فورًا

"منة" اعتادت منذ طفولتها على أكل طبق طعامها كاملًا، وزُرع في رأسها فكرة أنه عليها عمل أي شيء بدأت فيه للنهاية. وبعد أن كبرت، وحتى عندما لا يعجبها أمر ما فهي تكمله للنهاية. لو فكرت كتفكير فقط بأنها لن تنهي الأمر، ستشعر بتأنيب الضمير وبأنها أضاعت مجهودها من دون جدوى.

انسحب فورًا عندما تشعر بأنك تريد الانسحاب.

لو كنت تأكل طعامًا لم يعجبك، أو تقرأ كتاًبا، تشاهد فيلمًا لو شعرت بأنك لا تريد إتمام الأمر فتوقف عنه بدون تأنيب ضمير على الثمن الذي دفعته فيه، ولا تجبر نفسك على دفع ثمن أغلى بأن تضيع وقتك على شيء لا تراه مفيدًا.

تمرنك على مثل هذه الأمور البسيطة سيساعدك على أخذ قرارات على مستوى أكبر.

اقطع الانقطاع

حارب المشتتات

رسائلك البريدية، رسائلك الشخصية، إشعارات فيسبوك وتويتر.. كل هذه مشتتات قاتلة ومضيعة للوقت. حدد وقتًا لإنهاء هذه المهام الصغيرة، ولا تقطع انشغالك وتركيزك بها على مدى اليوم.

الواقع يمكن التفاوض معه

القواعد التي تحكم العالم الحقيقي هي مجموعة من الأوهام التي اتفق الناس عليها؛ واتفاقهم عليها حولها لقوانين ثابتة رغم أن معظمها يمكن كسره بسهولة وبدون أي عواقب.

اطلب المغفرة وليس الإذن

لا تطلب الإذن!

إذا كان ما تفعله غير مؤذٍ لمن حولك؛ فلمَ تضيع وقتك طلبًا لموافقة؟ افعل ما تريده طالما ستتحمل تبعاته كاملة ثم اشرح لهم ما فعلته بعد ذلك واطلب عفوهم.

 سأطرح مثالًا لست متفقًا معه أخلاقيًّا، ولكنه يشرح الفكرة بمنتهى الوضوح.

"محمود" يريد أن يستعير سيارة والده، وهو يعلم بأن أباه سيرفض، سيركب السيارة ويقودها، هو قبل التنفيذ أبوه كان من الممكن أن يقف أمام السيارة ويمنعه من الحركة لكنه بعد أن تحرك بالسيارة؛ فأبوه سيفكر ألف مرة قبل أن يقف أمام السيارة وهي تسير.

طلب المغفرة بعد أن يصبح الأمر واقعًا أسهل مئة مرة من طلب الإذن ونحن لا نزال على البر.

اهرب من خططك لحياتك المؤجلة

اهرب منها أو أنجزها الآن! لن تمهد ظروف الحياة الطريق المثالي لك لتحقيق كل ما تريد؛ فإما أن تتنازل أو تبدأ فورًا.

الميكنة 

اخلق تدفقًا ماليًّا باستخدام الطيار الآلي.

لو تخيلنا مبنى كبيرًا يمثل سوق العمل، وكل دور فيه يمثل درجة من درجات العمل.

  • الدور الأول يمثل العبودية الكاملة، عمل فيه نسبة المجهود والوقت أكبر ما يمكن والحرية أقل ما يمكن.
  • الدور الأخير يمثل العكس تمامًا أقل قدر من المجهود والوقت وأكبر قدر من الحرية.

توكيل الأشخاص للعمل بدلًا منك

الميكنة والتشغيل الذاتي هي المصعد الذي سينقلك بين الأدوار من الأسفل للأعلى والطريقة التي ستستطيع بها أن تبرمج الطيار الآلي الخاص بك هي التي ستمكنك من الوصول لأعلى دور، وهناك ستتمكن من تحقيق أكبر نجاح ممكن على المستويين المالي والاجتماعي وتستطيع تحقيق أكبر استمتاع ممكن بحياتك

تفويض الخدمات مقابل أجر والاكتفاء بالإدارة لم يعد متوقفًا فقط على الأفراد، بل أصبحت الدول والشركات تتبنى هذا الأسلوب، فتجد شركة تصنيع هواتف، مكسبها كله من تصنيع الهواتف وبيعها، والمفارقة بأنها لا تصنع بنفسها أي هاتف، بل تكتفي بالأفكار وهندسة المنتج وتوكل وتتعهد لشركات ومصانع في الصين ودول أخرى بالتطبيق، وتكتفي هي بالإشراف فقط.

أي شيء تقوم به ويمكن استبدالك بشخص ينفذه عنك ولديك الموارد ادفع الثمن واستبدل نفسك بشخص آخر مكانك يقوم بالأمر فورًا.

استعن بمصادر خارجية

أوكل المهام التي لا تتطلب وجودك إلى غيرك، ووفر طاقتك لما هو أثمن من ذلك.

 يمكن في البداية ألا تتوفر لديك الإمكانيات لتستطيع ميكنة الخطوات، وستكون مضطرًا لعمل كل شيء بنفسك، ولكن ضع في ذهنك أن هذه هي الخطة الأفضل، عندما تتوفر الموارد استبدال الخطوات التي تقوم بها بنفسك ووكلها لأشخاص آخرين، وابدأ اختبار الغياب بإخفاء نفسك من المعادلة شيئًا فشيئًا إلى أن تصل في النهاية لوضع، حيث إنك لا تنفذ أي عمل بيدك غير التفكير والإشراف، في حين أن التنفيذ والخطوات كلها يقوم بها أشخاص غيرك.

"أيمن" لديه موقع إلكتروني صغير يبيع فيه المنتجات المصنوعة يدويًّا على الإنترنت في البداية، وبسبب قلة موارده كان يفعل كل شيء بنفسه، فكان يرد على العملاء ويصمم الحملات الإعلانية ويتفق مع البائعين ويوصل الطلبات لشركات الشحن، ولكن بمجرد أن أصبح المشروع أقوى أصبح يوكل أشخاصًا ليقوموا بالمهام بدلًا منه. استبدل كل المهمات التي كان يقوم بها بموظف، وركز هو على الإدارة والإشراف والتفكير. في البداية كان عدم وجوده معناه توقف العملية كلها، أما الآن في أثناء نومه، فالعمل يسير على خير ما يرام.

ميكن الدخل تصنع الحرية.

الخاتمة

  • لا تنظر للأمور من منظور المال فقط

الحرية والوقت قبل المال، وإلا ستجد نفسك غنيًّا على الورق، ولكنك لا تملك الوقت ولا الحرية للاستمتاع بمالك.

الأموال التي تخسرها يمكن تعوضها لكن كل دقيقة تخسرها لن تعود ثانية. 

  • ركز على المهم

امسح كل الأشياء والأمور التي لا تعمل، وكل الناس الذين يشدونك للأسفل، امسح الـ٨٠ في المئة من عملك الذي يجلب لك ٢٠ في المئة من النتائج، وركز على الأمور القليلة التي تؤدي لنتائج كبيرة.

  • تبنِ وضع الطيار الآلي

قم بإنشاء نظام يستبدلك أنت شخصيًّا. قسم عملك لأجزاء ومهام صغيرة استخدم الطيار الآلي، وأوكل أناسًا لتقوم بالمهام بدلًا منك واخفِ نفسك من الصورة شيئًا فشيئًا بذلك ستستطيع امتلاك عملك، وليس السماح لعملك بامتلاكك.