كتاب كيف تغير تصرفات أي شخص ج٢ (المؤلف: دافيد ليبرمان)

اليوم لدينا 8 أشخاص كل واحدٍ منهم لديه مشكلة ما.

المكتئب 

الشخص الأول فتاة، حدثت معها مشكلة كبيرة جدًّا، ومن بعد ذلك وهي لا تبتسم أبدًا.

هذا يكفي! 

عادةً لو أردت أن تساعد شخصًا حزينًا فإنك غالبًا ما تحاول أن تشعره بالفرح، بأن تحدثه عن التفاؤل مثلًا أو عن الأشياء الجميلة، ولكن ليس ذلك ما يحتاج إليه، عندما يكون الشخص حزينًا يحتاج إلى أن يشعر بحيوية الحياة، لا بسعادتها.

لو وددت مساعدتها اطلب منها النصيحة في أمر يخصك أو اطلب منها المساعدة في إنجاز مهمة خاصة بك،

• وهكذا فأنت تُظهر ثقتك بها وذلك سيشعرها بأنها جديرة بالثقة ويمنحها شعورًا أفضل اتجاه نفسها.
• كما أنك تُعطيها الفرصة للمشاركة وذلك يكسبها الأهمية والاستقلالية؛ لكي تشعر بالرضا عن نفسها.

وبهذه الطريقة فأنت ستخرجها من مُحيطها ومشكلاتها إلى الانشغال بأمور أخرى، وذلك سيساعدها بأن تصرف طاقة ووقتًا أقل على سلبياتها.

المدمن

أما الشخص الثاني فهو مدمن عادات سيئة ولا يستطيع التخلص منها.

المحبة غير المشروطة 

الإدمان والعادات السيئة بصورةٍ عامة ليست هي المشكلة بحد ذاتها، وإنما المشكلة الحقيقية تكمن في دعم الذات واحترامها وتقديرها. غالبًا ما يكون الشخص المصاب بعادةٍ سيئة فاقدًا لتقدير ذاته.

كيف له أن يكتسب ذلك الاحترام؟

منك ومن الناس من الأشخاص المقربين منه.

قدم له محبةً وقبولًا غير مشروطين، اقضِ معه وقتًا أطول واجعله يشعر أنك تُحبه من دون شروط وتحترمه على ما هو عليه، حتى وإن لم يتغير فأنت ستبقى تبادله الاحترام والحب نفسه. كلما كان راضيًا عن نفسه، زادت ثقته بنفسه وحبه لها وبما أنه يحب نفسه فستجده يتراجع تدريجيًّا عن السلوكيات المحطمة للذات.

أما المشكلة الثانية هي أن الدعم الذاتي لديه ضعيف جدًّا، لذلك فأنت تحتاج إلى أن تعيد بناء دعمه الذاتي.

ابدأ بسلوكيات بسيطة جدًّا بحيث إنه كلما فعلها وطور مهاراته فيها، سيشعر برضا عن نفسه. هذا سيبني مفاهيم ذاتية مرتبطة بالصورة المتقدمة والناجحة التي يود أن يكون عليها وسيساعده على بناء الدعم الذاتي لديه.

التنمر 

الشخص الثالث كثيرًا ما يهاجمك ويتصرف بطريقةٍ سيئة معك، ماذا لو أردت إيقافه عن ذلك؟

كن أذكى من الشخص الآخر! 

لا يتصرف المتنمر هكذا لأنه شخص سيئ، ولكن غالبًا ما يكون مضطرًا لفعل ذلك؛ فهو لا يحب نفسه لذلك ينقل مشاعر عدم المحبة إليك. في العادة يواجه المتنمرون الأشخاص الأضعف منهم كونهم هدفًا مناسبًا لتفريغ تلك المشاعر.

إذا أردت إيقافه يجب أن تكون أقوى منه.

مَن القوي؟

صاحب السلطة والمتحكم بزمام الأمور. إذًا حاول أن تسيطر على الأمور وبذلك سيتضح له أنك الأقوى وحتى لو لم تكن كذلك!

فمثلًا لو كنت معتادًا أن أُهاجم طفلًا كل صباح، وأضربه. ردة فعله كانت إما البكاء وإما الصراخ؛ ولكنه اليوم قرر أن يواجهني ويتصرف وكأنه أقوى مني. كيف يمكنه فعل ذلك؟ عندما أتيت لأضربه تقدم إليَّ وقال: انظروا أنه قادم سوف يضربني. إنه حقًّا شجاع سيفعل ذلك صدقوني! فضربته، وظهرت وكأنني أنفذ ما يطلبه مني! وكلما أتيت لضربه أصبح يستخدم الأسلوب نفسه سيقول ما أنا قادم على فعله، هكذا سأتوقف عن الضرب لأن الموضوع بالنسبة لي لم يعد مسليًا، ولم أعد أشعر أنني المسيطر كما في السابق.

غير المتسامح

الشخص الرابع من الصعب جدًّا أن يسامحك؛ فماذا تفعل؟

القليل من السحر

لو وددت أن تصالح من هو غاضب منك؛ فإنك بحاجة إلى استخدام التضليل.

التضليل هو أن تحاول إبعاد نظر الشخص عن المسبب الأساسي للغضب؛ لكي تفعل ذلك قدم له هديةً مثلًا أو أي شيء من هذا القبيل، ذلك سيساعده بألا يركز على ما حدث وتصبح فرصة أن يسامحك أسهل. وحاول ألا يكون هناك رابط بين ما تقدمه له وبين طلبك الصلح.

من لا يعتذر

الشخص الذي يرى في الأِسف ضعفًا.

إعادة خلط الأوراق 

لو أردت من أحد أن يعتذر لك عما فعل فأنت بحاجة إلى معبر. لا تحاول التفكير بتفاصيل الموقف الذي حدث بينكما ولا تناقشه فيه.

لو افترضنا بأن شخصًا ضرب آخر. عندما تريد أن تصلح بينهما حاول ألا تركز على ما حدث بينهما، ولكن فكِّر في حادثة قديمة حدثت معهما في الماضي واستخدمها كمعبر وجسر لك من أجل المصالحة، مهما كانا مصرين على الخصام ذلك الموقف سيحرك مشاعرهما وهكذا أنت قمت بإعادة خلط الأوراق.

العدوان السلبي

سأظهر لك كيف! 

أفضل طريقة للتعامل مع العدوان السلبي هي أن تكشفه.

نقطة ضعفه هي أن تكشف ما يفعله من تلاعب وهذا سيجعله يستسلم. لو أن أحدهم يتهجم عليك ويحاول الإساءة إليك، اكشف ما يفعله أمام الجميع، حتى لو أنكر أنه يتعمد ذلك، كن على يقين أنه لن يفعل ذلك مرة أخرى لأنه أصبح متهمًا بذلك. وبالطبع هو لا يريد أن يثبت على نفسه التهمة بتكرار فعله.

هناك طريقة أخرى للتعامل مع هذا النوع من الناس وهو أن تبادله العدوانية السلبية بعدوانية سلبية؛ فمثلًا لو أنك قمتِ بتقسيم أعمال المنزل بينك وبين أختك وبعد ذلك لاحظت بأنها لا تقوم بدورها، في حين تفعلين أنتِ كل شيء! بكل بساطة توقفي عن عمل أي شيء، وبذلك ستشعر بالمسؤولية وستقوم بدورها.

التأخير 

غالبًا يكون لعدم الالتزام بالمواعيد سببان:

• أولهما أن المتأخر يريد أن يشعر بالسيطرة وأنه لا يمكن لأحد التحكم فيه.
• والسبب الثاني هو أن المتأخر يعاني انعدامَ الشعور بالوقت.

ادفع الثمن

حاول أن تجعله يشعر بأهمية الوقت أكثر. وضح له قبل حدوث الموقف بأنك ستضع زمنًا معينًا؛ لانتظاره ولو تأخر عن الوقت المحدد ستذهب وتتركه، وحاول ألا يكون أسلوبك هجوميًّا.

أيضًا لو قمت باجتماع وحددت وقت البدء تقريبًا الساعة 9:10، غالبًا سوف يتأخر الناس لأنهم سيتوقعون أن الآخرين سيتأخرون. ولكي أحل هذه المشكلة يمكن أن أجعل وقت الاجتماع دقيقًا مثل 8:57، ذلك سيجعل الجميع حريصين أكثر على الوقت.

التذمر 

كشف القناع 

السبب الأساسي وراء تلك التصرفات هو البحث عن الاعتراف، إذ يحاول الكثير من الناس دفعك للاعتراف بدورهم بتلك الطريقة، بأن يتذمروا من كل شيء! فالأم لا تتذمر لأنها تشتكي من تصرفاتك أو من أعمال تنظيف المنزل، ولكنها تحاول أن تطلب منك أن تراعي مشاعرها أكثر، والحل هنا أن تعترف بدورها وتثني عليها. وسوف تجدها تتوقف عن تلك الطرق غير المباشرة التي كانت تستخدمها لطلب ذلك منك.