كتاب تعزيز تقدير الذات

Book-Cover

كتاب تعزيز تقدير الذات (المؤلف: رانجيت مالهي)

لو تابعت مجموعةً عشوائية من الناس، ستجد أن جزءًا ليس بالقليل منهم يفتقرون إلى تقدير الذات السوي؛ يكرهون أنفسهم بسبب عيوب يرونها في أنفسهم.

وقد لا يتصف أحدهم من الأساس بذلك العيب الذي يكرهه في نفسه؛ فقد نجد شخصًا ذكيًّا يكره نفسه لأنه يعتقد أنه غبي، أو شخصًا جميلًا يكره نفسه لأنه يرى أنه دميم.

هذه الظاهرة تكون لدى الذكور والإناث على السواء، ولكنها تنتشر أكثر لدى الإناث بسبب الفكرة المترسخة مجتمعيًّا حول أن قيمتهن الاجتماعية تتوقف على جاذبيتهن الشكلية.

تقدير الذات

هو تقييم المرء الكلي لذاته. تقييمه هذا يشير إلى أي مدى هو يؤمن بنفسه وبأهليتها وقدرتها واستحقاقها للحياة.

أعراض نقص تقدير الذات

لو اعتبرنا أن نقص تقدير الذات أو انعدامه مرضًا؛ فإن له عدة أعراض، أشهرها: القناع.

الشخص المنهزم يحاول الاختباء خلف ذاته، بأن يكون على غير حقيقته؛ مرتديًا قناعًا يخفي مشاعره الناجمة عن ضعف تقديره لذاته.

الأقنعة

يوجد أربعة أقنعة مشهورة:

قناع الأستاذ لطيف

مرتدي هذا القناع لطيف مع الناس بصورة مبالغ بها، بالنسبة له هذه هي الطريقة التي ستجعله محبوبًا من قبل الناس ولن يهاجموه.

قناع السيد مسكين

مرتدي هذا القناع كثير الشكوى ولا يتحدث سوى عن المشكلات؛ عن سوء صحته وسوء معاملة البعض له؛ وهذه هي طريقته لاستقطاب اهتمام الآخرين به.

قناع الأستاذ عنيف

خلف العنف يقبع جبنه، وقسوة تصرفاته تخفي مخاوفه.

قناع السيد عظيم

يستخدم التفاخر بالنفس والتباهي بالذين يعرفهم لكي يخفي شعوره بالضعف.

أهمية تقدير الذات

شخصياتنا وسلوكنا يتشكلان من الأساس من خلال صورتنا الذاتية عن أنفسنا، نحن نتصرف بهذه الطريقة محاكاة للشخصية التي نظن أننا عليها.

نبوءة تحقق ذاتها

لو أن هناك شخصية تعتقد أنها غير محبوبة من الناس ولا تمتلك جاذبية، وهذا يجعلها تتصرف بطريقة تدفع الآخرين للابتعاد عنها، وقد كان من الممكن أن يكونوا أصدقاء لها ولكنها عملت على تنفيرهم منها، ثم ترى قلة صداقاتها فيترسخ اعتقادها أنها غير محبوبة وغير جذابة.

حدود إنجازاتك

صورتك عن نفسك تحدد حدود إنجازاتك؛ أي ما تقدر أو لا تقدر على عمله. إنك مقيد بحدود أفكارك الذاتية؛ أفكارك تترجم لواقع. العديد من الناس لا يصلون إلى النجاح الذي يستحقونه في الحياة بسبب ضعف صورتهم الذاتية عن نفسهم.

حل نقص تقدير الذات

تعلم قبول الذات – لا مثالية

لكي ينمو قبولك لذاتك، أنت بحاجة إلى تقبل نفسك دون قيد أو شرط.

صورة الذات وذاتك الحقيقية – لا تشاؤم

تحتاج إلى تحويل الأفكار الهدامة إلى أخرى بناءة؛ لتعديل صورتك الذاتية عن نفسك.

المسؤولية الذاتية

كلما كان إحساسك بالمسؤولية الذاتية أكبر، زاد من تقديرك لذاتك.

تعلم قبول الذات

قبول الذات يعني احترامها ومحبتها، وفي الوقت نفسه، الاعتراف بالجوانب التي يعتريها القصور أو نقاط الضعف. ببساطة قبول الذات هو قبول نفسك كما هي من غير قيد أو شرط؛ مع عدم الإنكار والتبرؤ من جوانبها السلبية.

أن تتقبل المشكلات التي فيك؛ لا تثقل على نفسك بتوقع أنه من الواجب عليك أن تكون إنسانًا مثاليًّا في كل شيء، لا شيء في الحياة بهذا الكمال. تخلى عن إلحاح السعي إلى الكمال؛ فإنه يقلل من تقدير الذات. الكماليون لا يمكن أن ينظروا لأنفسهم بعين الرضا مهما حققوا من نجاح في الحياة.

الصورة الذاتية المشوهة – البرمجة

من أين أتى تقديرك المتدني لذاتك؟ إنك ضحية برمجة قديمة بها مدخلات سلبية. تجارب الماضي شكلت رؤيتك للعالم، إنك تحملها على عينك مثل نظارة ملونة يتلون كل عالمك بلونها.

البرمجة القديمة أتت من الطريقة التي نظر بها إلينا الأشخاص المهمون في حياتنا، أو طريقة رؤيتهم للأشياء والأفكار المجردة بصورة عامة. نفترض أن تلك الأفكار صحيحة وواقعية رغم أنها قد لا تكون كذلك؛ وبناءً على افتراضاتنا تلك تتقرر سلوكياتنا.

تغيير صورة ذاتك

لو استطعنا تحويل الأفكار السلبية الهدامة إلى أفكار إيجابية بناءة، فسنتمكن من تغيير صورتنا الذاتية المهزومة عن أنفسنا.

جدول البرمجة القديمة/ البرمجة الجديدة

الأفكار المنطقية

هناك أفكار عامة قد تكون مقتنعًا بها، مثل أن النجاح يعني أن تنال محبة واستحسان جميع الناس، استبدل هذه الفكرة بواقع أنه من المستحيل أن تحصل على حب الجميع، وذلك بسبب اختلاف القيم بين الناس.

قد تكون لديك قناعة أن مصير الفرد متوقف تمامًا على البيئة المحيطة به، استبدل هذه الفكرة بقناعة أن لا أحد يقدر أن يشعرك بالغضب إلا إذا أذنت له.

ربما ترى أنه على كل شخص أن يبذل كل ما في وسعه ليحقق الكمال، استبدل هذه الفكرة بحقيقة أنه ليس باستطاعتنا الوصول إلى الكمال.

كذلك اعتقاد أن السعادة في الممتلكات والمال، استبدله بفكرة أن السعادة هي حالة ذهنية لا علاقة لها بكم رصيدك بالبنك وما شابه.

كن مسؤولًا عن حياتك

المسؤولية الذاتية تعني في الأساس أنك مسؤول عن نفسك؛ بمعنى أنك قادر على اختيار نوعية الاستجابة التي ستصدر منك كرد فعل لأحداث معينة في حياتك.

قد لا تمتلك سيطرة كاملة على كل الظروف الفعلية التي تتفاعل مع حياتك، ولكن طريقة استجابتك لها تتحددها أنت.

مثال

في طريق مزدحم ومتعطل السير فيه؛ هذا موقف غير مرغوب، فيه تضييع وقت، من الطبيعي أنك تحس بعدم ارتياح، إنك تتعامل مع هذا الموقف على أنه أمر لا بدَّ منه.. لا أقول إن عليك أن تفرح هنا، ولكن تكيف. راقب استجابتك، لا تجعل الظروف الخارجية تفرضها عليك، يمكنك أن تستغل الحدث لمصلحتك، تنجز مكالماتك.. ترد على إيميلاتك، تسمع أو تقرأ موادَّ مفيدة.

كلما تمرنت على التحكم بطبيعة استجابتك وردود أفعالك، تعزز تقديرك لذاتك من دون أن تقصد حتى.

عامل نفسك باحترام

كما تعامل الناس الأغراب عادة. كثيرًا ما نتصرف مع أنفسنا بأساليب لن نتصرف بها مع أحد نهتم لأمره. مثلًا متى آخر مرة أخبرت فيها صديقك أنه بشع أو أنه ليس جيدًا بما يكفي أو أحبطت أحلامه بأي طريقة؟

لا تهن أو تؤذِ نفسك مهما أحسست بالسوء؛ هذا النوع من المعاملة سيؤدي إلى إحساسك بشعور أسوأ.

احترم جسمك واعتنِ بصحته

لا تقم بإهانة شكلك الخارجي. اهتم بمظهرك ولبسك وحافظ على عافيتك ولياقتك، لن يحسن ذلك من أدائك البدني وحسب، ولكنه سيشعرك بالزهو.

لا تزعج نفسك بالأمور التي لا يمكن أن تسيطر عليها

ركز على ما يمكنك تغييره، مهم يكون دافعك من التطوير هو أنك ترغب في أن تُحسن شعورك، وليس بسبب إحساسك بأنك لست جيدًا بما يكفي.

اعتنِ ببيئتك

نظف ورتب بيتك أو مكان نومك، كلما امتلكت مشاعر جيدة تجاه المكان الذي يحتويك، رضيت أكثر عن نفسك.

حقق شيئًا ما

غالبًا ترتبط مشكلات احترام الذات بمشاعر عدم النجاح. قم بتحديد أشياء يمكن تحقيقها واعمل على تحقيقها، قد تكون إنجازات صغيرة، لا يهم، سوف تحس بالثقة والنجاح.

كلما أحسست بخلل في هذا الجانب، يعني أن لديك نقصًا واحتياجًا، لا بدَّ أن تملأه بمهام منخفضة التوتر، مثل إنجاز المصالح أو التسوق؛ شعور الإنجاز سيشعرك بالامتلاء ويشعرك بشعور جيد تجاه نفسك.

أحط نفسك بصحبة إيجابية

حاول تجنب الناس السلبيين، الذين يتواقحون معك ويعيقون بناء تقديرك السليم لذاتك.

مارس السلوكيات اللطيفة

كلما أحسست بشعور سيئ تجاه نفسك، جرب واصنع شيئًا لطيفًا لشخص آخر، وسيتحسن شعورك لأنك أولًا أنجزت أمرًا مفيدًا بمساعدة غيرك. وأيضًا كلما أبديت اهتمامك بالآخرين، سيردون لك اهتمامًا مماثلًا.