كتاب ٦٠ ثانية ويتم تعيينك

Book-Cover

كتاب ٦٠ ثانية ويتم تعيينك (المؤلف: روبن راين)

كان يا ما كان.. كان في واحد اسمه "عباس"، عباس كان يبحث عن عمل، ونشر سيرته الذاتية في عدة أماكن، وفي اليوم الثاني والعشرين بينما كان جالسًا من دون فعل شيء محدد، أتاه اتصال من إحدى الشركات التي كان قد قدم فيها، وحددوا معه موعد المقابلة بعد ثلاثة أيام، مشكلة "عباس" أنه لم يكن جيدًا تمامًا في مواضيع مقابلات العمل وما شابه، وهو الآن معنا لكي نساعده.

مكونات مقابلة العمل

إن كل ما يهم الشخص الذي يجري المقابلة مع "عباس" أربع نقاط، وهو سيختار الشخص الذي استوفى النقاط الأربع الآتية:

▪ هل المتقدم يمتلك التعليم أو الخبرة التي تتطلبها تلك الوظيفة؟

▪ هل هو فعلًا صادق ويقول الحقيقة بخصوص مهاراته؟

▪ هل المتقدم يمتلك المهارات البشرية اللازمة للتعامل مع زملائه ومديره مثلًا؟ ويمتلك الأخلاقيات المناسبة لاستئمانه على هذا المنصب أو على اسم الشركة؟

▪ هل يأخذ الموضوع بجدية أم أنه غير مهتم بالشغل؟

سؤال غير مباشر

نبدأ بالجزء الأصعب، تحديدًا النقطتين الثانية والثالثة؛ عندما يسألك الشخص الذي يجري المقابلة مثلًا: لماذا غادرت شركتك السابقة؟ هل تراه مهتمًا بك لهذه الدرجة؟! هل أنت صديقه ويرغب بالاطمئنان عليك؟! كلا بالطبع؛ هو فقط مهتم بالكيفية التي ستتحدث بها عن عملك السابق ويقيم طريقة تعاملك مع جهة لم يعد بينك وبين أصحابها أي دافع لمداهنتهم، إجابتك هنا ستخبر الكثير عنك، ستكشف شيئًا عن أخلاقياتك ومهاراتك الشخصية.

عندما يسألك عن تجربة فشلت بها أو ما هو أكبر عيوبك، فهو غير مهتم بالسؤال نفسه وإنما سيقيم من خلال إجابتك ما إذا كنت صادقًا مع نفسك وتمتلك القدرة على الاعتراف بعيوبك، أو أنك تراوغ لتخفيها، أو أنك نرجسي ومغرور وترى نفسك خاليًا من العيوب… حسنًا.

لقد أجبت للتو وقلت مثلًا إنك فشلت في كذا، فعلى من ستضع اللوم؟ هل تتحمل المسؤولية أم أنك شكاء وتلقي المسؤولية على غيرك؟ وهل تعلمت مما حصل؟ هل صححت أخطاءك وقمت بحل المشكلة؟

لاحظ هنا السؤال يبدو وكأنه عن حادثة محددة، ولكنه غير مهتم بها بقدر ما يهم أن يعطي فكرة عن طبيعة شخصيتك وطريقتك في التعامل، إجابتك ستشي بالكثير عنك وعن الطريقة المحتمل أنك ستعامله وتعامل زملاءك بها مستقبلًا لو تم اختيارك.

البُعد التقني للمقابلة

نصل إلى الجزء الأسهل نوعًا ما؛ البُعد التقني، الأسئلة من نوع "كلمني عن نفسك" و"لماذا سوف أختارك؟" و"ما نقاط قوتك؟" و"هل ترى نفسك مناسبًا لهذه الوظيفة؟".. الغرض هنا هو التعرف على ما إذا كان لديك الخبرة أو المهارة المناسبة للشغل أو لا. كما ترى، أسئلة واضحة ومباشرة، ومع ذلك العديد من الناس تقع في أخطاء غبية في الإجابة عنها.

مثلًا: أتقدم لوظيفة مبيعات والسؤال الموجه لي "كلمني عن نفسك". ليس مطلوبًا أن أحكي عن كوني كنت بطل الجمهورية في لعبة التنس ثلاث مرات، رغم أن هذا إنجاز كبير ولكن لا تنسَ أن تركز على الجهة التي يريد الشخص الذي يجري معك المقابلة أن تركز عليها. الغرض من السؤال هنا هو أن يعرف هل أنا مستوفٍ لمتطلبات الوظيفة المعروضة أم لا. هل كلامي في موضوع التنس هي الإجابة المقبولة عن هذا السؤال؟ كلا؛ لقد ضيعت دقيقتين من وقت المقابلة على لا شيء وأنقصت من تقييمك.

لتستحق النظر في طلبك لا بدَّ من أن تجيب الإجابة النموذجية، وهي موجودة أمامك من البداية ولكن لم تنتبه إليها. لو نظرت إلى نص الإعلان عن الوظيفة لوجدت أنه قد ذُكر فيها عدة شروط تحدد المرشح المطلوب. تفحص تلك المواصفات واحصر أيًّا من مهاراتك وخبراتك لها علاقة بالمطلوب، ثم ركز في إجاباتك على تلك الخبرات والمهارات المتوافقة مع المطلوب في الإعلان، وتجنب التطرق لأمور جانبية.

مدى الجدية

الآن، بالأخير سيرغب الذي يجري معك المقابلة بالتأكد من أنك جاد بالفعل في تقديمك.

قبل التوجه إلى المقابلة وفي أثناء تحضرك لها، قم بالبحث على الإنترنت عن الجهة التي أنت ذاهب إليها، ثم في المقابلة حاول ذكر معلومة متعلقة بهم كنت قد عرفتها من خلال بحثك المسبق عنهم، مثلًا وضع الشركة الحالي، إنجازات جديدة، أي شيء مناسب يمكن وضعه بوسط الكلام لتعطي انطباعًا أنك تأخذ الأمر على محمل الجد، ولتقوية الانطباع أظهر حماسك واهتمامك بالتعليقات التي ستقال لك منهم واطرح عليهم أسئلة متعلقة بالعمل… ينبغي أن تصل بموعدك، مرتديًا ملابس مناسبة، ولا تنس إغلاق هاتفك.

هكذا تقريبًا نكون أنا وأنتم و"عباس" اكتسبنا فهمًا جيدًا عن كيفية سير المقابلات الشخصية. الآن، عباس سيقول: أنا عندي مشكلة، أنا سأتوتر وعلى الأغلب لن أتمكن من التفكير بكل النقاط التي شرحت لي عنها وأنا بوسط المقابلة..

مهلًا؛ ومن قال لك أن تفكر في أي شيء وأنت في المقابلة؟ من المفترض أن تفكر فيها قبل موعد المقابلة.

النجاح في مقابلة العمل

النجاح في مقابلة العمل يعتمد على التمرين. تتدرب وتكون جاهزًا مسبقًا، لا توجد مقابلة عمل ناجحة من دون تدريب وتمرين مكثف. لا تدخل مقابلة توظيف وأنت متصور أن من الأفضل أن تدع نفسك لترد بعفوية، إنك بهذا ترجح نسبة خسارتك.

تسعين بالمئة من أسئلة المقابلات التي قد تُطرح عليك، متوقعة ومعروفة. احصل على تلك الأسئلة وكذلك الأسئلة التقنية في مجال اختصاصك، وتتخيل أنها موجهة لك وتجيب عنها وتكرر بقدر ما يمكنك التكرار.

التغلب على القلق والتوتر

التحضير الكافي يساعدك على السيطرة على القلق والتوتر، وأيضًا يجعلك تترك أفضل انطباع ممكن. بشرط؛ في أثناء إجابتك تخيل أنك تقدم إعلانًا في التلفزيون.. الإعلان كلما كان يوصل الرسالة في مدة أقصر كان أحسن، فترة انتباه الناس قصيرة، لذلك احرص على ألا تزيد مدة كل إجابة على ستين ثانية، دقيقة واحدة لا أكثر.

الجهة المستهدفة على الأرجح يصلها مئات السير الذاتية، وتجري عشرات المقابلات، فلكي يتم اختيارك عليك أن تكون واضحًا ومباشرًا، ليس فقط أن تكون إجاباتك صحيحة ولكن مختصرة وتصل بسرعة.

كيف تجتاز مقابلة عمل؟

لتجتاز مقابلة عمل ممتازة تحتاج للقيام بثلاثة أمور:

▪ تدقق في المطلوب في إعلان التوظيف.

▪ تعتصر تفكيرك حتى تستخرج أي مهارات أو خبرات عندك ممكن تلبي احتياجات الوظيفة المستهدفة.

▪ تتدرب على الأسئلة جيدًا في أثناء التحضير للمقابلة.

أسئلة مقابلات العمل

  • أخبرنا أكثر عن نفسك؟
  • كيف تصف نفسك؟
  • كيف تصف مديرك السابق؟ وظيفتك السابقة؟ شركتك السابقة؟
  • ما نقاط قوتك؟ ضعفك؟
  • ماذا تعرف عن شركتنا؟ ماذا تعرف عن تلك الوظيفة؟ طبيعة العمل لدينا؟
  • أين ترى نفسك بعد خمس سنوات؟ ما أهدافك للمستقبل؟
  • هل تجيد العمل تحت ضغط؟ مواقف صعبة؟ كيف؟
  • لمَ أنت مهتم بتلك الوظيفة؟ بالعمل معنا؟ ماذا تعتقد أنك ستقدم لشركتنا؟ لماذا نقوم بتعيينك؟ ما الذي يؤهلك لتولي الوظيفة؟
  • لمَ تريد ترك عملك السابق؟
  • أخبرنا عن خطأ قمت به؟ أكبر إخفاق؟
  • أخبرنا عن أكبر إنجاز حققته؟
  • ما هو الراتب المتوقع؟
  • كيف سمعت عن شركتنا؟
  • هل لديك أي استفسار أو سؤال لي؟