الحصون الفكرية
الحصون الفكرية
في عالم مليء بالأفكار والأقوال، كان من اللازم على الأبوين أن يبذلا جهدًا مع طفلتهما لتكوين فكرها بكل ما هو نافع من العلوم والثقافة والتوعية الفكرية التي تحتاج إليها، حتى ينضج فكرها وتكون قادرة على تمييز الصحيح من الخطأ، وتحسن الحُكم على الأشياء، وتكون قادرة على التحليل والاستنتاج.
ومن وسائل تعزيز الجانب الفكري للطفلة تعليمها القرآن الكريم والسُنَّة النبوية، وشرح الآيات والأحاديث المناسبة لعُمرها، كما أن تعليمها اللغة العربية وممارستها بمرح يفتح لها أبوابًا من العلوم المختلفة، فقراءة القصص وكتب الأدب والقصائد وأمثال العرب والعلم الشرعي يقوِّي اللغة عند الطفلة ويقوِّي فكرها.
ومن الوسائل المهمَّة التي تصلح للطفلة تعويدها على المطالعة الواعية لأنها تتمتَّع بمشاعر رقيقة، ورغبة في التعلُّم والاستكشاف، فمن الجمال أن يضع الوالدان بين يدي البنت مكتبة منزلية تزيد رصيدها من القيم الأخلاقية والروحية، وتوسِّع مداركها، فاختيار المدرسة والمُعلِّمات جانب ضروري في ضبط فِكر الطفلة أيضًا.
كما أن تدريبها على مزاولة الأنشطة البيتية من الأمور التي تطوِّر الجانب الفكري والمهاري لديها، كما أن اللعب يُعزِّز الجانب المهاري لديها لا سيِّما إن تم توظيفه فيما ينفعها، كلعبة التمثيلية وأن تكون القصَّة هادفة تتعلَّم عن طريقها الطفلة قيمة ما، ومن أمثلة تلك الأنشطة التفصيل والخياطة والتطريز والغزل والنسيج، وزراعة الأشجار واستخدام الحاسب الآلي.
وأجل شيء قد يقدِّمه الوالدان لابنتهما هو أن يعلِّماها كيف تُقسِّم وقتها، وتقوم هي بوضع أهدافها اليومية، وأن يعلِّمها كيف تكون مُستقلة بتفكيرها، فيأخذ الأبوان برأيها في الأمور التي تتعامل معها، وإن يُثيرا فكرها من وقت إلى آخر عن أمر ما، وأن يُتيحا لها الفرصة بالاجتماع بالناس والتعرُّف على مشكلاتهم وسماع آرائهم، إضافة إلى ما واجهت مشكلة تركا لها فرصة لتفكِّر هي وتقوم بحل مشكلتها بنفسها إذا كانت بسيطة لا تتطلَّب تدخُّلهما.
الفكرة من كتاب الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المُسلمة
إن للأبوين الدور الأول في توجيه حياة الطفل مُستقبلًا والتأثير في شخصه وطباعه ومعتقداته، وقديمًا كان الآباء يحتفون بالمولود الذكر دون الأنثى، إلا أن الإسلام ضبط هذه الأهواء، وحبَّب في تربية الإناث وتعليمهن منذ الطفولة، بل رتَّب أجرًا عظيمًا لمن رُزِق بفتاة أو أكثر وأحسن إليها وأدَّبها وعلَّمها فكانت له حِرزًا من النار، وبهذا كان للأنثى في طفولتها الحق في تقديم الرعاية والتربية الصالحة التي تجعل منها إنسانًا مُتزنة صالحة، تعبد ربَّها وتنفع مجتمعها.
وفي هذا الكتاب تقدم الدكتورة فصولًا في إرشاد الوالدين لتنشئة الطفلة على نحو سليم من الاتجاه العقدي والوجداني والفكري والجسدي والاجتماعي.
مؤلف كتاب الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المُسلمة
حنان عطيَّة الطوري الجهني سعودية الجنسيَّة، بروفيسور أصول التربية بجامعة الأميرة نورة بالرياض، حاصلة على درجة بكالوريوس دراسات إسلامية، ودرجة الدكتوراه بأصول التربية، كما أنها تشغل زميل أكاديمية التعليم العالي ببريطانيا.
من مؤلفاتها:
الفكر التربوي مدارسه واتجاهات تطوره
الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المسلمة.
القيم الجمالية وتنميتها بين الفكر الإسلامي والفكر الغربي (منظور تربوي).