من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى
من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى
من أهم المبادئ التي يحسن بالوالدين توضيحها للطفلة بأن الأنثى كالذكر، كلاهما عبدٌ لله، خلقهما لعبادته، وأن يؤكِّدا أن التكاليف العباديَّة واحدة إلا ما خُصِّصت بِه، ومن ثم كان من الضروري زرع مبدأ “طاعة الله ورسوله والاستسلام له سُبحانه” عن طريق أن يتمثَّل الأبوان أوامر الله ويجتنبا نواهيه ليكونا خير قدوة للطفلة تجاه أحكام الدين، وربطها بالقصص التي تُناسب إدراكها فتدفعها للامتثال بأمر الله، كقصَّة هاجر (عليها السلام) حين فقالت لإبراهيم (عليه السلام): “إذن لا يُضيِّعنا”.
كما أن العديد من الأطفال يتقدَّم بهم العُمر وهم لا يعرفون غاية وجودهم في هذه الدنيا، بل يكونون في غفلة عنها بسبب التربية الخاطئة التي تربطهم بقضايا تافهة وتطلُّعات أرضية، فيفسد تصوُّرهم وتفسد غاياتهم، لذا ينبغي للوالدين أن يغرسا في نفس الطفلة العزَّة بإسلامها، وأن تتميَّز عن الكفَّار في كل أمر، وأن تستشعر أنها تنتسب إلى أمَّةٍ موصولة بالله، فيشجِّعانها على أن تكون مشاركة في تحقيق آمال هذه الأمَّة، فيفتحان آفاق الحياة أمام ناظريها، وأن يحِمّلاها بعض آلام الأمَّة بما يناسب عُمرها، لتتهيَّأ نفسيًّا على تأدية دورها، وسد الثغور وإعداد النفس.
ويجب على الوالدين أن يوجِّها تلك الحمية في نفس الطفلة لتتقرَّب إلى الله، عن طريق تشجيعها وترغيبها دون استخدام وسائل القوَّة والضرب، فلا تُعاقب إذا تركت أداء بعض العبادات ما دامت دون سن التكليف، وإنما تعوَّد العبادات والعادات شيئًا فشيئًا، وذلك لأن تكوين العادة في الصغر أيسر من تكوينها في الكبر، كأن تنوي بأكلها وشربها أن تتقوَّى على طاعة الله لتكون مطيعة لله في الأكل والشرب، وبهذا يرتبط قلب الطفلة بالله (عز وجل) في عاداتها اليومية، وعلى الوالدين أولًا وأخيرًا أن يتوجَّها إلى الله (عز وجل) بالدعاء لهداية طفلتهما، وأن يستعينا به ويُسلِّما لأمره.
الفكرة من كتاب الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المُسلمة
إن للأبوين الدور الأول في توجيه حياة الطفل مُستقبلًا والتأثير في شخصه وطباعه ومعتقداته، وقديمًا كان الآباء يحتفون بالمولود الذكر دون الأنثى، إلا أن الإسلام ضبط هذه الأهواء، وحبَّب في تربية الإناث وتعليمهن منذ الطفولة، بل رتَّب أجرًا عظيمًا لمن رُزِق بفتاة أو أكثر وأحسن إليها وأدَّبها وعلَّمها فكانت له حِرزًا من النار، وبهذا كان للأنثى في طفولتها الحق في تقديم الرعاية والتربية الصالحة التي تجعل منها إنسانًا مُتزنة صالحة، تعبد ربَّها وتنفع مجتمعها.
وفي هذا الكتاب تقدم الدكتورة فصولًا في إرشاد الوالدين لتنشئة الطفلة على نحو سليم من الاتجاه العقدي والوجداني والفكري والجسدي والاجتماعي.
مؤلف كتاب الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المُسلمة
حنان عطيَّة الطوري الجهني سعودية الجنسيَّة، بروفيسور أصول التربية بجامعة الأميرة نورة بالرياض، حاصلة على درجة بكالوريوس دراسات إسلامية، ودرجة الدكتوراه بأصول التربية، كما أنها تشغل زميل أكاديمية التعليم العالي ببريطانيا.
من مؤلفاتها:
الفكر التربوي مدارسه واتجاهات تطوره
الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المسلمة.
القيم الجمالية وتنميتها بين الفكر الإسلامي والفكر الغربي (منظور تربوي).