مندل يفتتح علم الوراثة
مندل يفتتح علم الوراثة
كانت البداية في عام 1865م، حين تقدم راهب إلى جمعية التاريخ الطبيعي المحلية ويُدعى “جريجور مندل” ببحث عن انتقال الخصائص الوراثية في نبات الجلبان العطري، ملخصها أن الخصائص المختلفة تظهر بنسب محددة لا تتغيَّر على الأجيال، وبسَّط ذلك بأنه إذا كان هناك نسختان من نبات الجلبان من النوع نفسه، فستكون الأجيال القادمة من النوع ذاته، أما إذا كان العاملان مختلفين فسيهيمن أحدهما على الآخر ليظهر في الجيل القادم، ليؤسس مندل بذلك علم الوراثة وهو لا يعلم، إذ لم يلقَ التقدير المطلوب آنذاك.
ولكن في عام 1900م أعاد بعض علماء النبات اكتشاف تلك القواعد العامة “قواعد مندل” ثم في عام 1905م ظهر الباحث الدانمركي “ولهلم جوهانسن” الذي أطلق اسم “الجينات” على عوامل مندل، واشتقها من الكلمة اليونانية “genea” كما أطلق على العاملين المختلفين “المهيمن والمتنحي” اسم allele وتعني المناقض.
وبالعودة إلى مندل، فلم يكن غريبًا على العلماء ملاحظة انتقال الخصائص الوراثية، لكن كان الغريب هو اعتقاد مندل أن سبب انتقالها داخلي، واعتقدوا أنه يعود إلى تأثير البيئة المحيطة فقط، وظهر من هؤلاء العلماء المعارضين “توماس مورغان” وأجرى تجربة على ذبابة الخل بتعريضها تحت تأثير مواد كيماوية لإثبات تسبُّب ذلك بتغيير خصائص الأجيال القادمة للذبابة، ولاحظ وجود ذبابة بأعين بيضاء وسط باقي الذباب، وركز على دراستها بالتحديد، ليجد أن خصائص تلك الذبابة تظهر وتختفي عبر الأجيال حسب ما تنبَّأت به قوانين مندل بالضبط، ليجد أن قوانين مندل تُطبَّق على الحشرات أيضًا وليس النبات فقط، ثم وجد العلماء أيضًا أن الجينات تنتقل من جيل إلى جيل عبر مجموعات، وليس بطريقة مستقلة، وأطلقوا على هذه المجموعات “الصبغيات”.
الفكرة من كتاب ما الجينات؟
استطاعت معرفة البشر الدقيقة للجينات تحسين ظروف البشرية بصورة كبيرة، إذ ضاعفت الإنتاج الزراعي فقضت على مجاعة كانت تنتظر العالم الذي كثر سكانه، كما ساعدت البشر على معرفة الأمراض الوراثية وفهمها للحد منها، حتى وصل الأمر مع التطور الذي سبَّبه البرنامج الدولي “الجينوم البشري” إلى النظر في جينات الإنسان نفسه عن فرضية أن الموروثات الجينية هي التي تقرِّر كل شيء في حياتنا من خصائصنا البيولوجية إلى سلوكياتنا الاجتماعية والثقافية.
يتحدث هذا الكتاب عن الجينات وأهمية الحمض النووي، وكيف تنتقل معلوماتنا الوراثية، هل يمكن للبشر تعديل خصائصهم الوراثية؟
مؤلف كتاب ما الجينات؟
شارل أوفراي: كاتب ومتخصص في علم الجينات الجزيئي، يعمل مديرًا للأبحاث في المركز الوطني للبحث العلمي، كما يُعدُّ أحد العاملين الرئيسين في مجال برنامج الخريطة الجينية البشرية الدولي.
من أهم مؤلفاته: كتابا “الخريطة الجينية البشرية”، و”ما الحياة؟”.