تبعات تأثير القنوات الفضائية في الأسرة والمجتمع
تبعات تأثير القنوات الفضائية في الأسرة والمجتمع
مع وجود المئات من القنوات والتي يتعمَّد بعضها الإضرار بالمجتمعات العربية والإسلامية من خلال ما تنشره من مفاهيم مغلوطة ومعلومات مضللة تسعى إلى تجميل الوجه القبيح للحضارة الغربية وتسويق القيم والسلوكيات الغربية لتذويب الانتماء الإسلامي مثل حقوق المرأة والمبالغة في تحريرها بما لا يتناسب مع قيم ديننا، وحرية الأبناء وتمرد الفتاة على الآداب والتقاليد؛ نتيجة أن تلك المفاهيم مستوردة وليست منبثقة من روح الأمة ومعتقداتها الدينية والاجتماعية والتاريخية، ولما فشل الأعداء في حرب المواجهة وجدوا أن إشاعة الفتنة في المجتمع تأتي من استهداف الأسرة وبخاصة المرأة والطفل، فكان هدف معظم الفضائيات التركيز على الأسرة حيث إنها أخطر وسائل الدمار على الرجال والأمة، فهي العنصر الضعيف العاطفي ذو الفاعلية الكبيرة والتأثير المباشر، فحرَّضت المرأة على الشريعة، وقالوا إن الحجاب مجرد قيود وأغلال، والزواج ظلم وتعسُّف، وخدمة الزوج تسلُّط وجبروت وقسوة، وغير ذلك من مظاهر الابتذال الذي ساعد على سلخ الهوية الإسلامية والقيم وتزيين المنكرات وقلب الحقائق وهدر الطاقات وتضييع الأوقات.
ولم تعد الأسرة هي الحاضن الوحيد والمناسب للنشء بعد أن وفَّرت التكنولوجيا أنماطًا من وسائل الترفيه واللهو مما جعل دور الأسرة هامشيًّا، ومن ثم يكون الدور التربوي والتوجيهي للقنوات الفضائية أكثر خطورة على تنشئة الأبناء بما تغرسه في شخصياتهم من قيم وسلوكيات تؤثر فيهم على المستوى الديني والاجتماعي والدراسي، بل وعلى مظهرهم الخارجي، ذلك أن التفكُّك الأسري الذي تعانيه الأسر العربية وتعيشه الآن ما هو إلا ضريبة الحياة الاستهلاكية التي تم استيرادها من الغرب دون محاولة التوازن، وهذا التوازن نتج عنه مفاهيم خاطئة ودخيلة علينا كغياب احترام الوالدين والرغبة في الانفلات من القواعد، كما أن البرامج والأفلام تؤثر تأثيرًا مباشرًا في نفسية الأطفال والمراهقين وتدفعهم إلى تقليد ما يشاهدونه من مشاهد ومواقف سلبية.
الفكرة من كتاب الفضائيات وأثرها على المجتمع
تعدُّ القنوات الفضائية سلاحًا ذا حدين، فلها دور بارز وخطير للتأثير في المجتمعات الإنسانية، ولكن الشق السلبي لها من مشكلات وأخطاء وأضرار على كل المستويات من العقدية والأخلاقية والسلوكية والاجتماعية أكبر من الجوانب الإيجابية، حيث يشمل تأثيرها كل الفئات العمرية بدايةً من الأطفال والمراهقين والشباب حتى المسنين، خصوصًا ونحن في عصر ما يسمى “العولمة”، حيث الانفتاح على العالم وسهولة الوصول إلى أي مكان أو حدث على مستوى العالم.
والناظر في معظم هذه الفضائيات يرى أنها تتسبَّب في تشكيل ثقافة المجتمع وتوجُّهاته بنسبة لا يستهان بها، وواقع معظم الفضائيات العربية اليوم هي وأخواتها من وسائل الإعلام مقروءة ومسموعة مؤسف ومحزن، ولا تزال الخطوات والتوجُّهات يغلب عليها جانب اللهو والعبث بعيدًا عن واقع الأمة وحاجتها إلى من ينهض بها من كبوتها.. يسلِّط هذا الكتاب الضوء على الفضائيات وأثرها في مجتمعاتنا وأسرنا، ويعرِّفنا بمدى خطورتها إذا لم توجَّه توجيهًا يتناسب مع واقع وقيم مجتمعاتنا، وما اللازم من الخطوات الفعلية الواقعية لتصحيح الأوضاع وإصلاح الأحوال؟
مؤلف كتاب الفضائيات وأثرها على المجتمع
علي كنعان: شاعر وكاتب ومترجم سوري، عمل في الصحافة والإذاعة السورية نحو 25 سنة، محررًا ومشرفًا، وانتُدِب إلى اليابان لتدريس اللغة العربية في جامعة طوكيو، وهناك عمل ثلاث سنوات مدرسًا للأدب العربي، وهو عضو مؤسس في اتحاد الكتاب العرب بدمشق 1968، وشارك في العديد من المؤتمرات الأدبية ومهرجانات الشعر، وله عدة دواوين شعرية ومؤلَّفات أدبية، كما حصل على جائزة حامد بدرخان في دورتها الأولى.