السلع والنقد
السلع والنقد
لعل من الإسهامات الكبيرة التي أسهمت بها الرأسمالية هي التحول الثوري في نظرية الثروة المجتمعية، فبعدما كانت المدرسة التجارية تنظر إلى ثروة الدولة على اعتبار معيار الذهب، أي مقدار ما تحوزه من كميات الذهب والفضة نجد أن الرأسمالية تقرِّر أن ثروة المجتمع إنما تقاس باعتبار معيار الإنتاج، أي كمية السلع والخدمات التي تنتجها، غير أن الرأسماليين يرون أن القيمة التبادلية للسلعة هي ما تتمايز به السلع بعضها عن بعض وليس القيمة الاستعمالية التي يشترك فيها الجميع، كما أوضح ماركس أن كمية العمل المبذول لإنتاج أي سلعة هو المعيار الذي تتفاضل على أساسه القيمة التبادلية، فسلعة استغرق العمل المبذول فيها ساعتين لإنتاجها تساوي التبادل ضعف قيمة نظيرتها التي احتاجت ساعة واحدة فقط.
وإذا تطرقنا إلى تحليل عملية تبادل السلع نجد أنها لا تعدو أن تكون علاقة بين إرادتين هما البائع والمشتري، ولكي تتم عملية التبادل لا بدَّ أولًا أن تكون هناك رغبة متبادلة بين الطرفين واعتراف متبادل في ملكية كلٍّ منهما للشيء موضوع التبادل، ففاقد الشيء لا يعطيه، وهنا لا يكون ثمة معنى للتبادل إذا لم يملك كلٌّ منهما ما يتبادله مع غيره، وإذا عمَّقنا النظر قليلًا نجد أن التبادل ينشأ عندما تفقد السلعة قيمتها الاستعمالية بصورة أو بأخرى لدى مالكها، وهنا يرغب في الاستفادة من قيمتها التبادلية من أجل الحصول على قيمة استعمالية أخرى يحتاج إليها.
ولكن ثمة مشكلة تعترض عملية التبادل تلك، ففي ظل تلك الاختلافات الكبيرة بين السلع والصعوبات التي تنشأ من عملية توافق الإرادات عند التبادل بنظام المقايضة، فضلًا عن صعوبة الاحتفاظ بالقيمة لفترة طويلة، نشأت الحاجة إلى معيار عام مشترك يصلح وسيطًا للتبادل ومستودعًا للقيمة يمكن الاحتفاظ به، ومن هنا كانت نشأة النقود التي تطورت صورها عبر السنين إلى أن استقرت إلى شكل البنكنوت المعاصر، فالنقود عبر وظائفها المتعددة تعمل على دوران السلع والخدمات بين المجتمع، وبالتالي تكمن خطورة ظاهرة الاكتناز في كونها تشكل تسربًا من الوعاء النقدي مما يحول دون أداء النقود وظيفتها على الوجه الأمثل.
الفكرة من كتاب موجز رأس المال
لعل من الإسهامات الكبيرة التي أسهمت بها الرأسمالية هي التحول الثوري في نظرية الثروة المجتمعية، فبعدما كانت المدرسة التجارية تنظر إلى ثروة الدولة على اعتبار معيار الذهب، نجد أن الرأسمالية تقرِّر أن ثروة المجتمع إنما تقاس باعتبار معيار الإنتاج..
يعد هذا الكتاب مدخلًا لإعادة كتابة المفاهيم الاقتصادية من جديد، يسلط فيه الكاتب الضوء على مفهوم القيمة التبادلية والاستعمالية للسلع المختلفة وكيف تتحدَّد أجور العمال، بالإضافة إلى كيفية تكوين الربح الرأسمالي واستشراف المصير المتوقع للرأسمالية.
مؤلف كتاب موجز رأس المال
فريدريك إنجلز Friedrich Engels:كاتب وفيلسوف ورجل صناعة ألماني يُلقَّب بأبي النظرية الماركسية إلى جانب كارل ماركس، ولد في 28 نوفمبر 1820 في ألمانيا، وفي عام 1848م أصدر مع ماركس، بيانهما المشهور والمعروف ببيان الحزب الشيوعي الذي يسمى اختصارًا البيان الشيوعي، توفي في 5 أغسطس 1895 في لندن.
له العديد من المؤلفات منها: “مبادئ الشيوعية” و”بيان الحزب الشيوعي” بالاشتراك مع ماركس، و”ظروف الطبقة العاملة في إنجلترا”، و”مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي”.