ما علاقة العبقرية بالجنون؟
ما علاقة العبقرية بالجنون؟
دائمًا يقترن في ذهن الناس أنه لكي يكون الشخص عبقريًّا فلا بدَّ أن يكون مجنونًا ومصابًا بأمراض عقلية، وهناك عباقرة كانوا مثالًا على العبقري المريض عقليًّا، من بينهم فان جوخ الذي كان مصابًا باكتئاب حاد وتم قطع أذنه، والمفارقة أن أشهر لوحاته حول العالم وأكثرها إبداعًا، كانت في آخر سنتين في حياته حيث زاد اضطرابه العقلي حتى أطلق النار على نفسه وله من العمر سبع وثلاثون سنة، ولكن هل انتشار حالات شبيهة بحالة فان جوخ دليل قاطع على الارتباط الوثيق بين الاضطراب العقلي والإبداع الاستثنائي؟ وكيف انتشرت هذه الفكرة هذا الانتشار وأصبحت مقترنة بعقل كل إنسان حول العالم إذا سمع أن فلانًا عبقريًّا فيأتي في ذهنه تلقائيًّا أن ذلك الشخص لديه اضطرابات عقلية؟!
إن السبب وراء انتشار هذه الفكرة هي كثرة تحريف الروايات المنقولة عن هؤلاء المشاهير عبر العصور واختلاق تفاصيل تزيد القصة تشويقًا، لكن في معظم الروايات نجد أجزاء غير صحيحة وإن كانت صحيحة فهي ليست دليلاً على الاقتران بين العبقرية والاضطراب العقلي، فالعباقرة أنفسهم لا يجزمون أنهم يبدعون عندنا يصيبهم اضطرابات عقلية كالاكتئاب الحاد وغيره، فالآراء بصدد هذا الأمر متناقضة.
ولا شك أن الهوس يزيد الإنتاجية لكن هل هذا الأمر إيجابي؟ إذا كان الشخص المبدع يتسم بتدفُّق دائم من الطاقة والثقة بالنفس، فالهوس سيحدث تأثيرًا إيجابيًّا على إنتاجيته، ولكن في نفس الوقت قد يعوق الهوس الملكة الانتقادية اللازمة للإبداع الاستثنائي، التي تنقِِّح بهدوء ما تم إبداعه بحماس زائد، والسؤال هنا يكون: هل يعزِّز الجنون العبقرية أم يضعفها؟
الفكرة من كتاب العبقرية: مقدمة قصيرة جدًّا
نرى كثيرين من حولنا سواء في مجال الفن أو الرياضيات أو العلوم عندما يفعل شيئًا يتخطَّى حدود المعقول والمتعارف عليه في هذا الزمن وهذا المكان فننعته بالعبقري دون تفكير، لكن هل توقفنا للحظة وسألنا أنفسنا ما العبقرية وما السبب وراءها وهل هناك عوامل مؤثرة لأن تكون عبقريًّا؟
يطرح الكاتب كل هذه الأسئلة وأكثر ويحاول الإجابة عنها بالأدلة، لكي يساعد أصحاب الموهبة على تنميتها، وأن يصلوا إلى العبقرية إذا كان الوصول إليها ممكنًا.
مؤلف كتاب العبقرية: مقدمة قصيرة جدًّا
أندرو روبنسون: ممثل تلفزيوني ومسرحي وأستاذ جامعي وروائي وكاتب ومخرج.
ولد في الرابع عشر من فبراير عام ألف وتسعمائة واثنين وأربعين، في الولايات المتحدة الأمريكية في نيويورك.
ألَّفَ نحو عشرين كتابًا في شتى موضوعات الفنون والعلوم. من بينها كتاب “هل العبقرية فجائية؟”، وأيضًا له خمس سِيَر ذاتية لمبدعين استثنائيين، أبرزها: “أينشتاين: مائة عام من النسبية” و”ساتياجيت راي: العين المستبصرة”، و”توماس يونج: آخر مَن عرفوا كل شيء”.