علِّم ابنك كيف يكره أخاه!
علِّم ابنك كيف يكره أخاه!
قد تتساءل هل حقًّا أنا من أعلِّم ابني أن يكره أخاه أو أخته؟ ستعرف إجابة هذا السؤال حين تعلم كيف يكره بعضهم بعضًا، فحين يخبر الأم طفلها الأول برغبته في اللعب فتجيبه ومعها طفلها الرضيع: “لا أستطيع، ألا ترى أنني أطعم أخاك، أو أحمِّمه”، وهكذا؟ بدلًا من ذلك فعليها أن تخبره بانشغالها، وبأن غدًا من الممكن الذهاب؛ فهو هنا يشعر بتفضيل الرضيع عنه، وأنه قد تحوَّل إلى عائق لكل نشاط يريده هو.
وحين تمنع الأم ابنها من ممارسة حياته اليومية رغبةً منها في نوم الرضيع أو تهدئته أو أنها لا تريده أن يتعلَّم مثل هذه اللعبة، فهو يشعر بأنه حبيس هذا الصغير، فبدلًا من ذلك على الأم أن تجعل ابنها الأكبر من بداية الحمل يشاركها حركات أخيه في رحمها وتُطلِعه على صورة الأشعة، ثم بعد أن يولد تخبره كم مرة تُطعمه وكيف يشارك بعض المهام في شراء احتياجاته مع شكره على ذلك، واللعب معه وتذكيره كيف كان وهو رضيع، ومن الممكن إهداؤه بأشياء يحبها وإخباره أنها من الصغير لشكره على اهتمامه وحبه له.
وحين تشتري الأم ألعابًا للصغير والكبير فأحدهما سيكسر لعبته، وفي الغالب الصغير من يفعل، وهنا ستشير الأم إلى الكبير بأن يعطي لعبته للصغير لتهدئته وتهديده بأنه لو لم يعطِه إياها سيصبح ولدًا سيئًا، وهنا تكمن المشكلة، فهذا تعدٍّ واضح على حق ملكية الطفل الأكبر وظلم له، بل من الضروري الاستئذان منه والحث على مشاركته أخيه اللعب ويكفي، وحين تقارن الأم بينهما، وتُفضِّل أحدهما في المعاملة وتميِّز بينهما، ولا تعدل بينهما حتى في الكلام أو الهدايا أو الدعوات، وحين تسمح لمدرسيهما بمدح واحد عن آخر وتفضيله فذلك تفريق بينهما، وحين تنتقد أحدهما دائمًا ولا تمدحه في خيرٍ فعله كأخيه، كل هذا ينزغ الشيطان بينهما كإخوة يوسف بالأفعال والسلوك.
الفكرة من كتاب علِّم ابنك كيف يكره أخاه
إن التربية علم كباقي العلوم يجب التعلُّم فيه، فتربية أبنائك واجب عليك وتعلُّمك إياها يزيد من تدارك الأخطاء الفادحة التي قد تسبِّب الأذى بأبنائك، وأكثر ما يُقابِل الآباء هو الغيرة بين الأبناء أو المشاحنات بينهم التي قد تصل بهم إلى الكره، كما حدث في قصة سيدنا يوسف (عليه السلام) من قبل، وفي كثيرٍ من البيوت يكون الوالدان هما السبب في هذا دون قصد، ولأن بيوت المسلمين أولى بتربية أبنائهم على الحب والتعاون لأن الحب في الله أقوى وأصدق وبخاصة حب الإخوة، إلا أن كثيرًا منهم يسقط في هذا أيضًا.
مؤلف كتاب علِّم ابنك كيف يكره أخاه
عبد الله محمد عبد المعطي: خبير تربوي، وله عدة مؤلفات تربوية مهمة، منها: “بالحب نربي أبناءنا”، و”أطفالنا: خطة عملية للتربية الجمالية سلوكًا وأخلاقًا”، و”حياتنا الأسرية بدون عصبية”، و”علِّم ابنك كيف يسأل ربه وكيف يشكو حزنه إلى الله”.