آداب أخوية
آداب أخوية
يجب أن نرفع شعارًا، بل عدة شعارات لبناء بيت صالح، فيجب تعليم الأبناء قيمة أن يشاركوا بعضهم بعضًا في ملابسهم وطعامهم المفضل وألعابهم، فالأفكار السيئة التي يزرعها بعض الوالدين مثل (لا تعطِ أحدًا طعامك أو شرابك، احرص على ألعابك)، تعلِّم الأبناء الأنانية، بل يجب المبادرة بالإيثار والتبادل والمشاركة الأخوية التي تزيد من المحبة بينهم، فيجب أن تحرص – أيها الأب العزيز – على مشاركتهم الخير من إطعام الطعام والصدقات، وإمامة الصلاة بالبيت ومساعدة أمهم بالأعمال المنزلية وتعليمهم مقدار عظم هذا وأجره عند الله، والمدح والإشادة بما فعلوا لتشجيعهم.
واشترك معهم في لعبهم واسمح لنفسك ولهم أن تحيوا معًا على طاعة الله، فساعةً للعب والمزاح وساعةً للتشاور في أمور الحياة، وحثهم على الالتزام بالآداب والقيم السامية، ومنها أيضًا عدم شتم الأخ وضربه وقهره أو سرقة أشيائه واحترام كلٍّ منهم وجهات نظر الآخرين، فليس كل ما يحبونه يحبه الآخرون والعكس صحيح، أيضًا مما يهمله الآباء الاستماع العاطفي لأبنائهم، وهذا يؤثر فيهم سلبًا، فهم يغضبون ويبكون ويحزنون مثل الكبار، فيجب أن تكون سره وأمانه تستمع له بحب لا ظاهريًّا، ولا تتجاهله مطلقًا، بل عليك احتواءه وطمئنه “لا تقلق يا بني أنا معك”، “بم تشعر؟”، وحاول أن تفهِمه أنك تشعر به وستساعده، وأن الأمور تمر فيجب ألا يقلق أو يغضب، بل يتحدث معك وتتشاوران في الفعل الصحيح.
وحين يحدث هذا مع أحد أبنائك فعلِّم الباقين أن يحترموا ما يمر به ويحافظوا على مشاعره، بل أن يشاركوه ويحترموا خصوصيته عمومًا، فالاحترام ليس ظاهريًّا فقط، بل يكمن في أن يحترم كلٌّ منهم ملكية الآخر لأشيائه، ويعتذر لأخيه لو أخطأ في حقه ويمدحه ويكون عونًا له وقت الشدة، وأن يخبره دائمًا بحبه، فهذا يزيد من الميثاق بينهم، وحتى صديقه أو ضيفه إذا أتى فليكرمه الجميع، وعلِّمهم الإيثار بينهم ومع الآخرين، فكل هذا خُلقٌ طيب ومن القرآن واقتداءٌ بالنبي (صلى الله عليه وسلم).
الفكرة من كتاب علِّم ابنك كيف يكره أخاه
إن التربية علم كباقي العلوم يجب التعلُّم فيه، فتربية أبنائك واجب عليك وتعلُّمك إياها يزيد من تدارك الأخطاء الفادحة التي قد تسبِّب الأذى بأبنائك، وأكثر ما يُقابِل الآباء هو الغيرة بين الأبناء أو المشاحنات بينهم التي قد تصل بهم إلى الكره، كما حدث في قصة سيدنا يوسف (عليه السلام) من قبل، وفي كثيرٍ من البيوت يكون الوالدان هما السبب في هذا دون قصد، ولأن بيوت المسلمين أولى بتربية أبنائهم على الحب والتعاون لأن الحب في الله أقوى وأصدق وبخاصة حب الإخوة، إلا أن كثيرًا منهم يسقط في هذا أيضًا.
مؤلف كتاب علِّم ابنك كيف يكره أخاه
عبد الله محمد عبد المعطي: خبير تربوي، وله عدة مؤلفات تربوية مهمة، منها: “بالحب نربي أبناءنا”، و”أطفالنا: خطة عملية للتربية الجمالية سلوكًا وأخلاقًا”، و”حياتنا الأسرية بدون عصبية”، و”علِّم ابنك كيف يسأل ربه وكيف يشكو حزنه إلى الله”.