آلام الظهر بين التشخيص والعلاج
آلام الظهر بين التشخيص والعلاج
يبدأ الطبيب بأخذ التاريخ المرضي للمريض ويسأل عن الألم وطبيعته ومتى بدأ، وعما إذا كانت هناك أعراضٌ أخرى مصاحبة للألم أم لا؟
والجزء الآخر من التشخيص هو الفحوصات المعملية سواء عن طريق التحاليل أم الأشعة، فتحاليل الدم قد يُلجأ إليها على نحو روتيني إلا أن ألم الظهر في أغلب الأحيان يكون نتيجة لأسباب آلية (ميكانيكية) في العمود الفقري، لذا تكون تحاليل الدم كلها طبيعية، هذا عكس بعض الأمراض مثل التهاب المفاصل الروماتيزمي الذي يُظهر في تحليل الدم نوعًا من الأجسام المضادة يعرف بـ(HLA-B27)، فإذا وُجِدَت تلك الأجسام فمن المحتمل بصورة كبيرة أن يكون المريض مُصابًا بالتهاب روماتيزمي، لأن هناك احتمالية تصل إلى 8% أن تكون الأجسام المضادة موجودة في أشخاص طبيعيين، ثم يأتي بعد ذلك دور الأشعة بمختلف أشكالها، سواء أشعة (X-ray)، أم أشعة مقطعية (CT-scan)، أم أشعة الرنين المغناطيسي (MRI)، لكن أصبح الأكثر استعمالًا وأكثر دقةً هما الأشعة المقطعية وأشعة الرنين لأنهما تُظهران تفاصيلَ دقيقةً جدًّا مثل الخطوط والحدود الداخلية للفقرات العظمية والأقراص والغضاريف، ومن ثم تحدِّد بدقة ما إذا كان السبب عظميًّا أو غضروفيًّا أو أنه في القناة الشوكية أو في الفتحات والجذور العصبية.
علاج آلام الظهر يكون على حسب السبب إن كان من السهل تحديده، وعامةً تُمارَس الطرق العلاجية نفسها غالبًا في مختلف الأسباب مثل استخدام العلاج الطبيعي الذي زادت قيمته العلاجية في الآونة الأخيرة، إذ أصبح قادرًا في حالات عديدة على إعادة الحركة طبيعيًّا مرة أخرى، وفي أوقات سريعة، وهناك أشكالٌ مختلفةٌ للعلاج الطبيعي مثل التعرض الحراري (مصباح الأشعة تحت الحمراء) أو العلاج بكمادات الثلج، أو رش مهدئ، أو العلاج بالموجات فوق الصوتية، أو بالتدليك (المساج)، وبالطبع في الأمراض المزمنة لا تقوم تلك الوسائل بالعلاج الكامل، وإنما تسهم في استرخاء العضلات وتهدئة الألم الناجم عنها كتمهيد للطرق الجراحية والدوائية.
فالعلاج الدوائي عمومًا لا يتعدَّى دوره تسكين الألم وتخفيف حدَّة الالتهابات مثل الباراسيتامول والأسبرين، لكن كل الأدوية المسكِّنة لها أعراض جانبية تُنفِّر من استخدامها على المدى الطويل، أما الحل الجراحي فإنه يُستخدم كثيرًا جدًّا في حالات انزلاق الفقرات وتمزُّق الأقراص وغيرها، ويتم اللجوء إلى عمليات إزالة القرص أو إزالة الأجزاء العظمية المُضيِّقة على الأعصاب أو عمليات دمج الفقرات إذا كانت هناك حركة مُفرطة.
الفكرة من كتاب آلام الظهر
معظمنا -إن لم يكن كلنا- شعر بآلام في ظهره ولو لمرَّات قليلة، وهناك قدرٌ من المعاناة بالتأكيد مع كل نوبة ألم يتم الإحساس بها طالت أو قصرت.
يتحدَّث الكاتب عن آلام الظهر وأنواعها وأسبابها المحتملة، ويُفرد حديثًا مطولًا عن كيفية الحياة اليومية بصورة صحية وتصحيح العادات الضارة كوقاية من آلام الظهر، ثم يذكر آخر ما تم التوصُّل إليه في الطرق العلاجية.
مؤلف كتاب آلام الظهر
مالكوم چيسون Malcolm Jayson: زميل الكلية الملكية للأطباء في لندن، بروفيسور أمراض الروماتيزم، شغل منصب مدير مركز مانشستر وسالفورد لآلام الظهر، أجرى دراسات مكثَّفة عن وظائف العمود الفقري عند الإنسان وبنيته وطرق قياس العلاجات والتجارب العلاجية.