التقدُّم في العمر
التقدُّم في العمر
يُعدُّ تقدُّم الجسم في العمر وبخاصةٍ قبل الأوان والمشكلات العديدة المتعلِّقة به إحدى المشكلات الصحية التي يواجهها المجتمع اليوم، وفي عام 1983م أشارت أكاديمية العلوم الأمريكية إلى أن الجسم البشري يكون قادرًا على الاستمرار في الحياة بصحة جيدة لمدة مائة وخمسة وعشرين عامًا، وما يحدث لجسم الإنسان على مدى الحياة هو أننا نستخدمه بطريقة خاطئة عن طريق الجلوس بطريقة غير ملائمة أو على أثاث غير ملائم، أو مد الجسم للوصول إلى أشياء موجودة على ارتفاع عالٍ جدًّا ورفع الأشياء بطريقة خاطئة، وحمل الأشياء بطريقة غير صحيحة وارتداء الملابس غير الملائمة وغيرها، فليس ضروريًّا أن يصاحب التقدُّم في السن الإصابة بالآلام والندم على العمر.
وقد نرى أجدادنا يعانون الأمراض المزمنة التي تعوق قدرتهم على السير أو التحرك داخل المنزل أو ارتداء ملابسهم بأنفسهم، فنضمر أننا لا نريد أن نصل إلى هذه المرحلة، لذا يجب أن نتحمَّل مسؤولية الحفاظ على أجسامنا في أفضل شكل ممكن حتى يتسنَّى لنا التقدُّم في العمر بصحة جيدة، ولن نتمكَّن من ذلك إلا بتعديل الكثير من الأفعال والعادات التي نمارسها.
وتؤثر العادات الجسمانية السيئة وأوضاع الجسم في أثناء القيادة والنوم وأوقات الفراغ وفي أثناء ممارسة الأعمال المنزلية في الصحة على نحو ملحوظ، ويعود سبب ذلك إلى الثورة الصناعية، حيث ركزت على الآلات لتقليل التكاليف وعناصر الإنتاج، ومن ثم لم يعد هناك فهم أو احترام لجسم الإنسان واحتياجه إلى اللياقة البدنية، وبسبب الانشغال بالتقدُّم الصناعي والتكنولوجي تراكمت المشكلات الناتجة عن اتخاذ الأوضاع الجسمانية الخاطئة في أماكن العمل.
ومن جانب آخر تم إهمال الحصول على رعاية صحية مناسبة، ومن ثم انتشرت هذه الوضعيات وتم تقبُّلها طبيعيًّا، وتكمن مخاطر هذه العادات في أنها تسهم في تقدُّم الجسم قبل الأوان وتزيد من الإجهاد والإرهاق وتقلِّل من جودة الحياة، لقد استغرق الأمر العديد من الأجيال لمعرفة تأثير نقص الرعاية الملائمة لأجسامنا وطريقة تفاعلنا مع البيئة كأفراد ومجتمع، مما أدَّى إلى تأصُّل تلك العادات غير الملائمة التي تعلمناها من الآخرين خلال سنوات التكوين الأولى مع الوقت وبالتكرار.
والاستغراق في أحداث الحياة اليومية والتوقُّف عن الاهتمام باحتياجات أجسامنا سندفع ثمنه جهلًا غير مقصود عندما نشعر بالألم والإصابات الجسدية المتكرِّرة والإرهاق والتغيُّرات الجسدية التي من الممكن تجنُّبها، ومع ذلك فهناك طريقة لتغيير الأمور إلى الأفضل.
الفكرة من كتاب صحة عقلك وبدنك
يعدُّ هذا الكتاب دليلك لمقاومة الشعور بالتعب والإرهاق وتنظيم عادات النوم وزيادة القدرة على التركيز والتمتُّع بصحة جيدة بدنيًّا وذهنيًّا، ولكي يعمل العقل والجسم بأفضل طريقة يجب أن تكون قدرات الإنسان العقلية والجسمانية مستقرة؛ فالاستقرار والاتزان النفسي والبدني يحقِّق للإنسان ظروف عمل أكثر فاعلية، مما يتطلَّب بذل أقل جهد ممكن للعمل على نحو أفضل، وأحد أهداف هذا الكتاب هو مساعدة قارئه لاستخدام جسده بصورة فعالة حتى يتمكَّن من توفير طاقته، ومن ثم القيام بمهام أخرى وتقليل فرص تعرُّض الجسم للإصابات أو الإجهاد وتوفير طاقة كافية للاستجابة لأي حدث غير متوقَّع يتطلَّب المزيد من الطاقة.
مؤلف كتاب صحة عقلك وبدنك
سكوت دونكين Scott Duncan: كاتب ورجل أعمال أمريكي، ولد عام 1983 في الولايات المتحدة.
جيرارد ماير: طبيب هولندي.
لهما العديد من الكتب والمؤلفات من بينها كتاب “صحة عقلك وبدنك”.