التعبير عن الغضب
التعبير عن الغضب
إلقاء اللوم على الآخرين ومعاقبتهم مجرد تعبيرات سطحية عن الغضب، أما إذا أردنا أن نعبِّر عن الغضب تمامًا فالخطوة الأولى أن نخلي الطرف الآخر من أي مسؤولية عن غضبنا، وذلك من خلال التفريق بين المثير والسبب، فسلوك الآخرين في الغالب يكون هو المثير للمشاعر، ولكنه لا يكون سببًا لها، فالعبارات كقولنا “أنت تشعرني بالغضب” أو “أنت تجرح مشاعري” هي طريقة لخداع أنفسنا للتصديق بأن مشاعرنا تنشأ عما يفعله الآخرون، فبدلًا من ذلك هو أن نركِّز انتباهنا على مشاعرنا واحتياجنا، ومن خلال التعبير عن احتياجاتنا، فنقول “إنني غاضب لأنني أحتاج إلى…”، حينها تصبح احتمالات تلبية احتياجاتنا أكبر بكثير مما لو قرَّرنا في ذلك الحكم على الآخرين أو لومهم أو معاقبتهم.
كما أن غضبنا في الغالب ينشأ عن أحكامنا وأفكارنا المتعلقة بما “يجب” أن يفعله الناس، وما “يستحقونه”، وللتخلُّص من ذلك قم بعمل قائمة بالأحكام التي تتبادر إلى ذهنك بصورة متكرِّرة، وذلك بأن تكمل هذه العبارة “لا يعجبني من الناس من هم كذا”، ثم اجمع كل هذه الأحكام السلبية واسأل نفسك: “عندما أصدر حكمًا على أحد الأشخاص، فما الشيء الذي أكون بحاجة إليه في تلك اللحظة ولكنني لا أحصل عليه؟”، وبهذه الطريقة تستطيع تدريب نفسك على صياغة أفكارك في احتياجات لم تُلبَّ، بدلًا من أحكام تصدرها على الآخرين.
وحتى تعبِّر عن غضبك اتبع الخطوات الأربع الآتية: توقَّف وتنفَّس ولا تفعل شيئًا، ثم حدِّد أفكارك التي تميل إلى الحكم على الآخرين والتي كانت السبب الحقيقي وراء شعورك بالغضب، ثم تعرف على احتياجاتك، وعبِّر عن مشاعرك واحتياجاتك التي لم تتم تلبيتها، حينها يكون غضبك قد تحوّل إلى احتياجات ومشاعر مرتبطة بتلك الاحتياجات، غير أن التصريح بتلك المشاعر قد يتطلب قدرًا كبيرًا من الشجاعة.
الفكرة من كتاب التواصل غير العنيف
في أغلب الأوقات لا نعترف بالعنف الذي بداخلنا لأننا نجهل صورته الحقيقية، فالعنف بالنسبة إلينا يقتصر على الشجار والقتل والضرب، وهذه أشياء لا يفعلها الأشخاص العاديون، لكن بالنظر الدقيق نلاحظ أن العنف لا يقتصر على الأجساد والماديات فحسب، بل إنه أوسع من ذلك.
ونحن نسأل أنفسنا: كيف يُمكننا تربية نفوسنا على الحب والتفاهم والتقدير دون تكلُّف أو ضغط؟ وهل حقًّا حتى نستطيع النجاة في هذا العالم القاسي لا بدَّ أن نصبح قُساة أيضًا؟ ولكن هذا العالم هو الذي صنعناه، فلو أننا غيَّرنا أنفسنا، وغيَّرنا أساليبنا ولغتنا، سنخلق عالمًا تسوده الرحمة والتعاطف، وهذا ما يُقدِّمه لنا هذا الكتاب، فمن خلاله يُبيّن لنا الكاتب كيف يمكن تجاوز كل الأمور التي قد تتسبَّب في خلق حالة العنف التي نخسر أمامها الكثير.
مؤلف كتاب التواصل غير العنيف
مارشال بي. روزنبرج Marshall B. Rosenberg: كاتب وعالم نفس أمريكي، حصل على الدكتوراه في علم النفس الإكلينيكي من جامعة ويسكنسون، وهو مؤسس ومُدير الخدمات التعليمية بمركز التواصل غير العنيف، وهي مؤسسة دولية لصنع السلام، حاز جائزة جسر السلام، وجائزة Light of God expressing award الدولية، كما أنه درَّس التواصل غير العنيف في مئات المجتمعات والمؤتمرات، وفي أكثر الدول فقرًا وتمزقًّا بسبب الحروب.
من أهم كتبه وأعماله:
Being Me, Loving You
Speak Peace in a World of Conflict
Raising Children Compassionately
The Surprising Purpose of Anger