فروع الفلسفة
فروع الفلسفة
تتعدَّد فروع الفلسفة المختلفة نظرًا إلى تعدد ميادين بحثها، فنجد أن الفلسفة الطبيعية تختص بهذا العالم المادي المشاهَد والبحث في خواصه وتفاعلاته، ومن هنا تعد علوم كالفيزياء (الطبيعة) والكيمياء وغيرهما تنضوي تحت لواء الفلسفة بمعناها الواسع، فالفلسفة الطبيعية إنما تختص بالبحث في الحقيقة المادية للأشياء المشاهَدة، فلو تجاوزنا هذا السياج المعرفي لنبحث في أصل تلك الحقيقة المادية ذاتها نكون بذلك دلفنا إلى حمى فلسفة ما بعد الطبيعة/ما وراء المادة التي تبحث في الحقيقة المطلقة والعلة الأولى للأشياء.
ونتيجة لانقداح المعارف في ذهن الإنسان، التفت الإنسان إلى ذاته فاجتهد في إعمال فكره لفهم نفسه، وبذلك نزلت الفلسفة من البحث في السماء/الإله إلى البحث على الأرض/الإنسان، فدفعه ذلك إلى البحث في قضية التفكير نفسها، وكيف يتم تصوير الذهن للأشياء الخارجة عنه وكيفية تقرير الأحكام والتدليل عليها، فكان بذلك علم المنطق الذي يضبط قضية التفكير نفسها، ثم دلف الإنسان بعد ذلك إلى التعرف على تلك القوة الخفية التي تمكنه من الإدراك والشعور والحركة والإرادة إلى غير ذلك، فكان ما يسمى بعلم النفس، وبما أن الإنسان لا يمكنه العيش بمفرده منعزلًا عن الآخرين برزت هنا الحاجة إلى دراسة الجماعات وقوانينها النفسية، بالإضافة إلى التأثير المتبادل بين البيئة والفرد، فكانت تلك نواة ما يعرف اليوم بعلم الاجتماع، كذلك اهتمت الفلسفة عن طريق علم النفس بذاك الشعور الجميل الذي تستلذُّ به النفس وتطرب عند رؤيتها أو سماعها شيئًا جميلًا مبهجًا، فنشأ ما يسمى “علم الجمال” الذي يبحث في تلك العواطف التي تتقلَّب بين البهجة والنفور.
ولما كانت دراسة الإنسان لنفسه تكشف عما يعتريها من الشهوات والغرائز التي ربما لو أطلق لها العنان لاختلت موازين الحياة، فقد برزت من هنا أهمية علم الأخلاق، والذي يعد بمثابة الرقيب الذي يوجِّه ما هو كائن إلى ما يجب عليه أن يكون.
الفكرة من كتاب مبادئ الفلسفة
الكتاب على صغر حجمه يعد تذكرة للذهاب إلى استكشاف غياهب الفلسفة؛ ذلك العالم الذي حيَّر العقول، فهو يعرض لتاريخها وأهم مسائلها وفي أثناء ذلك يحاول جاهدًا تبرئتها مما علق بها من خرافات، فهو كالخارطة التي ستوقفك على أول طريق تلك المغامرة.
مؤلف كتاب مبادئ الفلسفة
أنجيلو سولومون رابوبرت Angelo Solomon Rappoport: كاتب مختص بالدراسات الفلسفية، وُلد عام 1871، في مقاطعة باتورين بأوكرانيا، وتوفي عام 1950، وألف العديد من الكتب أبرزها:
مبادئ الفلسفة.
إسرائيل القديمة.
تاريخ مصر.