مظاهر حب الله تعالى لعباده
مظاهر حب الله تعالى لعباده
إن الدليل العملي لمحبة الله لنا يكون بالتفكير في مظاهر حب الله لعباده، مع الاجتهاد في تجاوب المشاعر مع هذا التفكر، حينها تزداد المعرفة بالله الودود، وستستولي هذه المعرفة بإذن الله على الجزء الأكبر من مشاعر الحب في القلب، لتظهر الثمار الطيبة لهذا الحب بصورة تلقائية ودون تكلف.
فمن مظاهر حبِّه تعالى أن “سَبْق فضله عليك قبل وجودك”، فإن فضل الله (عز وجل) علينا، وحبه لنا سبق وجودنا على الأرض، فاختصَّه بنعمة العقل، ونفخ الروح، وغيرها من الاختصاصات التي لا توجد إلا في الإنسان، يقول تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾، كما أنه سبحانه قد خلق في عباده “الفطرة” التي بها يتعرَّف العبد بربِّه، فبالعقل والفطرة يستطيع المرء الاستدلال على وحدانية الله، وكذلك فإن الرسل والكتب السماوية التي أنزلها الله (عز وجل) تبيِّن للناس المطلوب منهم.
فقبل أن تولد وتخرج إلى الدنيا اختارك الله (عز وجل) لتكون من مخلوقاته، وأكرمك أكثر فجعلك واحدًا من بني آدم، واختارك لهذا الزمان ابنًا لأبوين مسلمين ناطقين بالعربية، وعافاك من كثير من الأمراض الخِلقية قبل أن تبدأ رحلتك على الأرض، واستمر فضله في نعمة العافية، فقد حفظك من الإصابة بأمراض كثيرة، كما أنه سبحانه حبَّب إلى قلبك الإيمان، وشرح له صدرك، وكرَّه إليك طريق الضلال والغي، فكن على يقين بأن الفضل الإلهي يحدث مع كل صلاة تصليها، وكل صوم تصومه، وكل صدقة تتصدق بها، وكل تسبيحة تسبحها.
الفكرة من كتاب كيف نحب الله ونشتاق إليه؟
إن الحب جزء أصيل من مشاعر الإنسان، وهو معاملة قلبية يشعر من خلالها المرء بميله وانجذابه إلى الآخر، ومع وجود قدر من حب الله في القلب إلا أن هناك شواغل تشوِّش عليه وتنازعه المكان مثل حب المال والزوجة والأولاد وغير ذلك، وليس المعنى هو تجريد مشاعر الحب من هذه الأمور، بل المطلوب أن يكون حب الله أكبر منها جميعًا، وإن من أعظم الوسائل لزيادة محبة الله في قلوبنا هو معرفته معرفة مؤثِّرة، لذا يسير بنا الكاتب في رحلة عن أهمية المحبة وثمارها ونقطة البداية لرحلة المحبة مع ذكر بعض الوسائل العملية التي من شأنها أن تسير بالإنسان قُدمًا في طريق حب الله (عز وجل).
مؤلف كتاب كيف نحب الله ونشتاق إليه؟
مجدي الهلالي: كاتب وطبيب وداعية مصري، قدَّم عشرات الكتب في الدعوة والتربية الإيمانية، التي تهدف إلى ارتقاء الفرد بنفسه والتخلُّص من مثبِّطات الهمم، له العديد من الخطب والتسجيلات والمقالات في مختلف الصحف والمواقع الإلكترونية، شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات المحلية والدولية، عمل بالسعودية فأقام في المدينة المنورة إلى أن توفي بها سنة 2005م.
من مؤلفاته: “التوازن التربوي وأهميته لكل مسلم”، و”حطِّم صنمك”، و”الإيمان أولًا فكيف نبدأ به”، و”تحقيق الوصال بين القلب والقرآن”.