التعامل مع النّفس
التعامل مع النّفس
كثيرًا ما سمعنا عن مفهوم الحدود النفسيّة، إنها تلك المسافات الآمنة بين وبين من أمامك، وهذه الحدود تُبنى بوعي من الطرفين حتى تلائم كليهما، المهم أن يكون كل شخصٍ منهما مدركًا لمساحته واستقلاليته، إذ إنّ الفوضوية وتداخل الأولويات تجلب لنا أشخاصًا استغلاليين أنانيين لا يحترمون حدودنا، وينبغي عدم الخلط بين”الحدود” و”السدود” فالسدود هي التي تمنع التواصل، أمّا الحدود فهي التي تعطينا شيئًا من المساحات المرنة التي تجعل العلاقة آمنة دون صراعات، وأنتَ حينما تُطالب بحدودك تعلَّم أن تفعل ذلك بشكل أصيل وبنبرة محترمة، وهذا ما ستكتسبه عبر الذكاء العاطفي الذي يجعلك مدركًا للغة الحوار المناسبة لكل شخص، فإذا كنتَ قد تعثرت سابقًا في علاقاتك أو وقعت في الاستغلال، فعليكَ إعادة رسم حدودك كي لا يتكرر هذا الأذى.
ولكن.. ماذا لو كانت نفسك ذاتها هي التي تضغط عليك؟ وهذا هو الشيء الذي تقع فيه حينمَا تجلد ذاتك، ويقسو عليك صوت ضميرك الذي بالطبع سيخبرك بأنك مذنب طوال الوقت، وهو ذلك الصوت الذي يقارنك بالجميع أيضًا ثم يقول لك أنت كومة من الفشل، متناسيًا اختلافات الظروف واختلافات القدرات الفردية، بينما أنتَ يا صديقي لستَ بمتأخرٍ ولا بسابقٍ لأحد، أنتَ تعيش الآن مرحلتك المناسبة لك، فابحث عن الأنسب لتكون انعكاسًا لنفسك لا انعكاسًا للآخرين، واعلم بأن جلد الذات ليس مرضًا بحد ذاته ولكنه مسبب لكثيرٍ من الأمراض.
والآن اسألني.. كيف ندلل ذواتنا؟ ودعني أخبرك يا صديقي بأن الضغوط شيء لا بد منه في هذه الحياة، والعبرة في كيفية إدارة هذه الضغوط، وإعطاء مساحة الرفاهية لأنفسنا، والسماح للنّفس بالخطأ وتفريغ المشاعر، والاهتمام بصحة الجسد. ومن صور تدليل الذات: تقدير محاولاتها ومكافأتها بالكلام الإيجابي والعطاء الذي لا يُفسد ولا يُوقِع في الغرور أو النرجسيّة.
الفكرة من كتاب مساحة نفسية.. مفاتيح التوازن والسكينة الداخلية
هذا الكتاب انعكاس لرحلات علاجيّة أشرف عليها الدكتور مصطفى النحاس، إذ ساهمت جلساته مع المرضى في فهم المعاناة النفسيّة، التي اتضح أنها تتشابه لدينا جميعًا على الرغم من اختلاف الظروف والتحديات والتجارب، فجميعنا نحتاج إلى مساحات نفسية، وهذا ما سنعرفه في هذا الكتاب.
مؤلف كتاب مساحة نفسية.. مفاتيح التوازن والسكينة الداخلية
د. مصطفى النحاس: استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان، حاصل على ماجستير أمراض المخ والأعصاب والطب النفسي، ومدير مركز سبيل للطب النفسي وعلاج الإدمان، وصاحب محتوى تفاعلي على مواقع التواصل الاجتماعي، ويُقدِّم المقاطع المفيدة على موقع الإنستجرام.
ومن مؤلفاته:
خانة إليك.
أكواد السعادة.