المحتويات
الصحة النفسية وماهية المرض النفسي
يستطيع الإنسان أن يتعرف على كل ما هو ملموس وواقع في إطار إدراكه، فمن السهل تعريف الأمراض البدنية نظرًا إلى توافر المقاييس المحددة التي متى ابتعد عنها اعتُبرت مرضًا، فمثلًا درجة الحرارة العادية هي سبع وثلاثون مئوية فإذا وصلت إلى ثمانية وثلاثين فأكثر اعتُبِر الإنسان مصابًا بالحمى، أما المرض النفسي فالأمر يختلف كثيرًا عن ذلك، فليس هناك مقاييس محددة يمكن من خلالها قياس السلوك البشري في كل الأوقات لكل الناس، حيث يتحكم في ذلك عوامل مختلفة كالفروق الفردية والعوامل البيئية والثقافية والتربوية وغيرها.
وقد تعدَّدت المفاهيم عن ماهية الصحة النفسية ومدى ارتباطها بغياب الأعراض النفسية، مما يؤدي إلى إهمال الاضطرابات الشخصية التي لا تظهر على شكل أعراض محددة ولكن على هيئة تصرفات وسمات عامة، وهناك من يعد المرء صحيحًا ما لم يسعَ إلى طلب المساعدة الطبية مما يؤدي إلى إهمال الرعاية، ومن ضمن المفاهيم أن الصحة النفسية تقاس سلبيًّا بمدى إخفاق المرء في المجالات الأساسية الطبيعية للحياة كمجالات العمل والتكيُّف الاجتماعي.
ونظرًا إلى صعوبة تعريف الصحة النفسية من الناحية النظرية فلا بدَّ من الالتزام بتعريف عملي يمكن قياسه، فهي تعني القدرة على ممارسة الحياة العملية والنشاطات اليومية بفاعلية واستقلال، والقدرة على التكيف المجتمعي والتوازن الذاتي وغياب الدرجات الجسيمة من المعاناة، أي يمكن تلخيصها في الفاعلية والتوازن والتكيف، لذلك فإن كل ما يؤثر في فاعلية الإنسان وقدرته على التكيف الاجتماعي يعد من المرض النفسي.
الفكرة من كتاب المرشد في الطب النفسي
النفس البشرية عالم رحب، لا يمكن حصر جوانبها وما يعتريها من خلل في المراحل العمرية المختلفة، ولا يغفل أحد عن دور الطب النفسي في تعزيز سلامة الأفراد والمجتمعات على السواء والحماية من الانحرافات السلوكية، فيتناول بالدراسة والتحليل ما يتعرض له الشخص في جميع مراحل حياته منذ الولادة إلى اللحظات الأخيرة في الحياة، ويربط بين الصحة النفسية والسلوك ومدى تأثير العوامل الاجتماعية والاقتصادية والبيئية في الأفراد، وسنتناول في هذا الكتاب باختصار ماهية المرض النفسي وأعراضه وكيفية الوقاية وأمثلة لما يصيب الإنسان من أمراض نفسية في مراحل عمره المختلفة وطرق العلاج والتأهيل.
مؤلف كتاب المرشد في الطب النفسي
أعد هذا الكتاب نخبة من أساتذة الطب النفسي في كليات الطب المختلفة في الوطن العربي ضمن سلسلة “الكتاب الطبي الجامعي”، وهي مبادرة تابعة للمكتب الإقليمي لدعم التعليم الطبي باللغة العربية.
الموضوع التالي
