أنت تدير مشاعرك بمهارة، إذًا أنت تشعر بالآخرين
أنت تدير مشاعرك بمهارة، إذًا أنت تشعر بالآخرين
دفء المشاعر هو المحور الثاني الذي يجب أن يتمتع به كل من يرغب أن يكون شخصًا مؤثرًا وكاريزماتيًّا، ولكي تصل إلى ذلك لا بد أن يستحضرك الآخرون في أذهانهم بأحاسيس دافئة ومبهجة، وذلك سيحدث عندما تنصت جيدًّا إلى الناس وتظهر اهتمامك بالحديث من خلال ذكر اسم محدثك مرارًا وتكرارًا في أثناء الكلام،والانتباه لمحدثك بصريًّا وجسديًّا دون الانشغال عنه بشيء جانبي.
وإذا كنت تريد أن تكون كالمغناطيس الذي يجذب الآخرين إليه، عليك بعدم مقاطعة حديث غيرك وترك مساحة نفسية له ليحكي عن تجربته كاملة، فقطعك لحديث غيرك والمزايدة عليه بذكر تجاربك الخاصة التي تعتقد أنها أكثر إثارة سينفر الآخرين من الحديث معك، لأنك بشكل غير مباشر تستخف بتجاربهم وتستهين بآلامهم، ولكن بحسن إصغائك وعدم مقاطعتك لحديثهم ستكسب قلوبهم، علاوة على ذلك، صمتك وانتظارك للاستماع لتجارب غيرك يُفسح بداخل عقلك مكانًا لاكتساب الخبرات، وتحليل تصرفات البشر وردود أفعالهم في المواقف المختلفة، وقد يُلهمك ذلك التصرف بحنكة في تجاربك الخاصة.
والتعبير عما يجول بالخاطر أيضًا من أبرز سمات الشخصية الذكية عاطفيًّا، فالشخص الذكي عاطفيًّا واجتماعيًّا لديه الشجاعة للتعبير عن رأيه، فهو لا يخشى الرفض، ولديه رؤية متزنة لذاته وسط مجتمعه ومجلسه، أما الشخص الذي يميل إلى تصديق كل ما يقال له ولو كان مخالفًا لمبادئه وأفكاره، خوفًا من عدم تقبل الآخرين له، فهذا شخص يحتاج إلى كثير من التغييرات لكي يُصبح مؤثرًا وكاريزماتيًّا، إذ إن طبيعة البشر تنجذب إلى كل ما هو مختلف، وتميل إلى تصديق من يخالفها الرأي،وعلى الجانب الآخر، فالأذكياء عاطفيًّا ماهرون في تقبل اختلاف الآخرين، بل يعدونها فرصة لمعرفة كل ما هو غير مألوف لهم.
لذا تعد سعة الصدر وتقبل الآخرين -مهما اختلفت دياناتهم أو معتقداتهم أو خلفياتهم النفسية أو أوضاعهم الاجتماعية عنا- أحدَ المفاتيح الذهبية للدخول إلى قلوبهم وعقولهم من دون استئذان.
الفكرة من كتاب هل أنت غبي عاطفيًّا؟ رحلة التغيير لفهم نفسك، وتحسين علاقتك بالآخرين.
هل سألت نفسك يومًا ما سر الشعور بكيمياء وألفة عند مقابلة بعض الأشخاص لأول مرة، ومع بعض الأشخاص يحصل النقيض تمامًا مهما اختلف زمن اللقاء أو طريقته؟
إن المتحكم الخفي وراء تلك المواقف التي نمر بها وشبيهاتها هو “الذكاء العاطفي”، ذلك المسؤول عن 80% من درجة وسرعة نجاحك المجتمعي والعاطفي والمهني، بينما يكون الذكاء الكمي -المتمثل في قدرتك على الحفظ والاسترجاع والنجاح المهني- مسؤولًا عن 20% فقط من نجاحك في الحياة.
لذا نحن بحاجة إلى معرفة مفاتيح الثمانين في المئة تلك التي ستفتح لنا أبواب النجاح، وتُعيننا على فهم مشاعرنا ودوافعنا التي تنعكس على حضورنا وكلماتنا وسلوكياتنا في علاقتنا بأنفسنا وبالآخرين.
مؤلف كتاب هل أنت غبي عاطفيًّا؟ رحلة التغيير لفهم نفسك، وتحسين علاقتك بالآخرين.
نانسي صميدة: استشارية نفسية، ومدربة، وممارسة معتمدة لعلم البرمجة العصبية اللغوية، وحاصلة على دبلوم الإرشاد النفسي والاجتماعي من جامعة “سيجموند فرويد” بالنمسا. اختِيرَت للعمل التطوعي عام 2012م سفيرةَ اندماج ونموذجًا للمغتربين بأوربا من قبل “وزارة الاندماج والعمل” بفيينا، ومن خلال عملها سفيرةً للاندماج بفيينا، نشرت الوعي، وقدمت ورشًا وندوات لتحفيز المغتربين والمغتربات لاكتساب الثقة بالنفس والإيمان بدورهم كجزء من المجتمع.
من مؤلفاتها:
فيتامينات نفسية.