بإمكانك الابتعاد عن هاتفك
بإمكانك الابتعاد عن هاتفك
قد تجد أن عملية التخلي عن الإمساك بالهاتف المحمول صباحًا شاقة في بداية الأمر، فتقول لنفسك: “لا ضرر من تصفح السوشيال ميديا لمدة نصف ساعة فقط”، ولكن سرعان ما تتحول النصف ساعة إلى ساعتين وأكثر، حتى إذا بدأت في مهمتك الثقيلة تجد نفسك تعود إلى الهاتف مرة أخرى كل عشر دقائق، حتى يصبح من الصعب إنجاز المهام التي يمكن إنجازها بسرعة، لذا يجب أن يكون لديك وعي حقيقي بأهمية تخفيف اعتمادك على الهاتف، وستحقق ذلك عن طريق اتخاذ بعض الإجراءات.
عليك أولًا التخلص من جميع الإشعارات الصوتية والبصرية حتى تتجنب ضعف النفس وإثارة الفضول للإمساك بالهاتف، وستحتاج أيضًا إلى إخلاء شاشتك الرئيسة من التطبيقات التي تسرق الوقت، وتحريكها إلى مكان يصعب الوصول إليه، وسيفيدك كذلك تسجيل الخروج من التطبيقات التي تسرق وقتك، حتى لو اضطررت إلى تنزيلها يوميًّا بعد الانتهاء من عملك.
وأهم خطوة على الإطلاق هي غلق هاتفك بمجرد استيقاظك، حتى لا تضعف وتبدأ يومك بالتشتت وضياع الوقت، ولا تغفل تحديد وقت لاستخدام الهاتف، والابتعاد عنه قبل ميعاد نومك الفعلي بثلاث ساعات على الأقل، وبدلًا من ذلك مارس أنشطة تلهمك وتمنحك طاقة إيجابية.
حاول أن تفهم لماذا تشعر بالرغبة الشديدة في إمساك الهاتف، وما النتائج التي قد تحدث إذا استجبت لتلك الرغبة، سيساعدك ذلك على أن تصبح أكثر إدراكًا لأهمية التخلي عن الهاتف والتركيز على عملك، وبعدها درب نفسك على الابتعاد عن الهاتف تدريجيًّا، بدءًا من ساعة واحدة ثم زيادتها تدريجيًّا حتى تتمكن من الابتعاد عنه لفترات طويلة.
لا تتردد أبدًا في طلب مساعدة أحد المقربين إليك، اطلب منه تغيير كلمة المرور لحساباتك على تطبيقات التواصل الاجتماعي كل صباح، وإخبارك بها بعد الانتهاء من كل أعمالك، حتى يتسنى لك التركيز على إنجاز تلك الأعمال بسرعة ومن دون تشتت.
الفكرة من كتاب تبدأ الحياة خارج منطقة راحتك
هل تعلم لماذا تختار دومًا كوبًا معينًا لشرب القهوة في كل مرة؟ وما الدافع وراء حفاظك على نمط ثابت من الألوان في ثيابك؟ ولماذا -عندما تذهب إلى مطعم- تطلب الأطباق نفسها التي طلبتها مئات المرات؟
إنها منطقة راحتك يا عزيزي، تلك المنطقة التي يتشبث بها عقلك اللا واعي خوفًا من تجربة أي شيء جديد وغير مألوف لديه، إنه الشعور الزائف بالسعادة والاستقرار الذي يقنعك به عقلك الباطن عندما تعتاد مرارًا وتكرارًا فعل الشيء نفسه.
حسنًا، كيف يمكن التغلب على ذلك الشعور بالتشبث بدائرة الراحة؟
قبل الإجابة عن ذلك السؤال سنحتاج أولًا إلى فهم كيفية عمل مخ الإنسان، وماذا يدور في باطنه يمنعنا من التحرر من القيود التي نضعها لأنفسنا، حتى نتمكن من تغيير عقليتنا ونظرتنا إلى الأمور من حولنا، ويصبح التغيير حينها سهلًا، ومن ثم يصبح الخروج من دائرة الراحة تلقائيًّا.
مؤلف كتاب تبدأ الحياة خارج منطقة راحتك
لبنى الحَو: هي كاتبة ومهندسة مصرية تشتهر بشغفها بالقراءة والطبخ، لديها صفحات على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي تحت عنوان “عالم لبنى الحو”، حيث تشارك تجاربها ونصائحها في تنظيم المنازل وترتيبها، بالإضافة إلى ذلك هي مؤلفة كتاب “بيت أنيق ودفتر تخطيط”، وتسعى دائمًا إلى مشاركة خبراتها المنزلية ومساعدة الأمهات في إدارة بيوتهن وتنظيمها، من مؤلفاتها:
بيت أنيق ودفتر تخطيط.