الفيزياء الكمية ليست سحرًا
الفيزياء الكمية ليست سحرًا
تبدو النظرية الكمية للوهلة الأولى نوعًا من السحر الذي لا يخضع للقوانين ويمكنه صنع المعجزات، ولكن الفيزياء الكمية، على غرابتها، نظرية علمية تخضع لأسس فيزيائية ولا تخالف المنطق، وهناك عديد من المحاولات لاستغلال غرابة النظرية الكمية ونشر ادعاءات زائفة لجني المال، فما أشهر هذه الادعاءات؟
إدعاء الطاقة الحرة: فمع ظهور نظريات الكم ظهر عديد من المحتالين الذين ادعوا قدرتهم على اختراع آلة دائمة للحركة مستغلين ما يعرف بالطاقة الصفرية، وهو مصطلح كمي يعني أقل حالة ممكنة للنظام بعد استخراج كل طاقته وعزله عن أي تفاعل خارجي قد يغير طاقته الكامنة، وتعد الطاقة الصفرية واحدة من الآثار الناتجة عن الطبيعة الموجية للجسيمات ومن المستحيل استخراج طاقتها، ومن المشاريع المشابهة لمشروع الطاقة الصفرية مشروع طاقة الفراغ الذي ادعى قدرته على استغلال الجسيمات الافتراضية التي تظهر في الأنظمة الكمية المختلفة، ولكنه كغيره مشروع غير منطقي، إذ تظهر هذه الجسيمات بشكل عشوائي وتختفي في أجزاء من الثانية.
كما طالت الادعاءات المزيفة عن الكم مجالات الطب والصحة كذلك، إذ ظهر ما يعرف بالشفاء الكمي، وهو نوع من العلاج يعتمد على تأثير زِينو الكمي، ويدعي أن معاينتك المستمرة لصحتك تحافظ عليها في حالتها الأولى، وهنا عديد من المغالطات، فكما شرحنا سابقًا أن تأثيرات الكم تصعب ملاحظتها كلما كان حجم النظام الذي نتعامل معه أكبر، كما أن القياسات الكمية عشوائية ولا يمكن التنبؤ بنتيجة قياس منفردة قبل عملية القياس.
وكان أكثر هذه الادعاءات تطرفًا ما يعرف بالشفاء الشبحي أو الشفاء عن بعد، الذي اعتمد على لا محلية الكم وادعى المؤمنون به وجود واقع أعمق تترابط فيه كل الأجسام، ويمكن للمعالجين شفاء الناس من خلال هذا الترابط دون لمسهم، وسُمِّيَ هذا الترابط بالمجال الموحد وهو المستوى الذي تظهر فيه حواس البشر الخارقة أو ما يطلق عليه الحاسة السادسة، وتستند هذه الادعاءات إلى معلومات مغلوطة بشأن الكم، إذ لا تحتوي الفيزياء الكمية على مجال موحد، ولو احتوت عليه فلن يمثل الوعي البشري أي جزء منه.
الفكرة من كتاب كيف تعلم كلبتك الفيزياء الكمية
تتعامل الفيزياء الكمية مع العالم المصغر المختبئ داخل عالمنا المألوف الذي يخضع لقوانين خاصة تختلف تمامًا عن قوانين الفيزياء الكلاسيكية.
ولعلك الآن تتساءل عن العلاقة بين الفيزياء الكمية والكلاب؛ للكلاب أفضلية على البشر، فهي تنظر إلى العالم من دون توقعات مسبقة أو تصورات ثابتة، وهذا ما نحتاج إليه خلال رحلتنا لتعلم الكم.
إذًا هل يمكننا السفر من مكان إلى آخر في أجزاء أقل من الثانية؟ وهل توجد عوالم موازية لعالمنا؟ وهل يخضع العالم لقوانين ثابتة تتيح لنا التنبؤ بحركة كل أجسامه؟ يجيب كتابنا عن هذه الأسئلة الغريبة وغيرها الكثير.
مؤلف كتاب كيف تعلم كلبتك الفيزياء الكمية
تشاد أورزيل: بروفيسور في علم الفيزياء ومؤلف كتب علمية شهير، ولد في مدينة نيويورك، وعمل باحثًا في الفيزياء الكمية في جامعة ييل، ثم حصل على الدكتوراه في مجال الفيزياء الكيميائية من جامعة ميريلاند، اهتم تشاد بتبسيط المبادئ الفيزيائية لغير المتخصصين، وتُرجِمَ كتابه “كيف تعلم كلبتك الفيزياء الكمية” إلى أكثر من تسع لغات، وله عديد من المؤلفات العلمية منها:
How to Teach Relativity to Your Dog
Breakfast with Einstein: The Exotic Physics of Everyday Objects
معلومات عن المترجم:
موسى جعفر: مترجم لدى صفحة أخبار العلوم التي تعمل على ترجمة المقالات والأخبار العلمية المختلفة، ترجم كتاب “كيف تعلم كلبتك الفيزياء الكمية” ترجمة غير ربحية بالكامل.