أخطاء الأسرة والأصدقاء
أخطاء الأسرة والأصدقاء
لحسن الحظ ما زالت الأسرة هي صاحبة التأثير الأكبر في هويات أطفالها الجنسية، ولكن عندما يصدم الوالدان بطبيعة ما يمر به الابن من ارتباك أو اضطراب، يميل البعض إلى الإنكار أو الحيرة أو حتى تجاهل المشكلة، وأحيانًا تكون طبيعة العلاقة بين الوالدين غير مستقرة من الأساس، فتؤثر بذلك في دورهما التربوي، وقبل أي محاولة للعلاج عليهما البدء بإصلاح المشكلات الزوجية وتثقيف أنفسهم، وعدم الاستجابة لتأثيرات حملات الهجوم العنيفة في منظومة الزواج، لأنها تستهدف هدمها وتبطن الدعوة لتحرر جنسي للعلاقات بين أفراد المجتمع.
يكمن جوهر المشكلة في علاقة الابن بأبيه، وهناك أنواع عدة للآباء، فهناك الآباء غير الناضجين الذين يفرغون مشاعرهم السلبية وما يمرون به من أزمات على أبنائهم، وكذلك الآباء النرجسيون الذين يعاملون الأبناء كأجزاء ممتدة لهم أو كأشياء من ممتلكاتهم، وآخرون غير مؤهلين عاطفيًّا ونفسيًّا بل ويختفي دورهم التربوي عندما يتعلق الموضوع بالابن، هنا تتدخل الأم محاولة تعويض دور الأب أو علاقتها المضطربة مع زوجها، وتتحكم في أدق تفاصيل حياة ابنها.
يكون الابن في هذا المحيط لديه جوع كبير لعلاقة مع شخصية ذكورية تملأ الفراغ المسبب من غياب والده، وهذا الاحتياج العاطفي الطبيعي يفسر بالخطأ على أنه ميل جنسي للرجال، يبحث الابن بين أقرانه عن ذلك الاحتياج، ولا يزال يتألم بسبب تعرضه للرفض والسخرية والاستهزاء من عالم الرجال، ويعتبر ذلك بسبب دونيته وعدم أهليته، فيكوّن صورة خيالية لشخص لديه كل الصفات الذكورية الرائعة التي يتمنى أن تكون لديه، وعندما يجدها يبدأ تحت تأثير جميع العوامل التي سبقت في الانخراط بممارسة الشذوذ توهمًا بأن تلك هي الهوية الحقيقية.
الفكرة من كتاب الرجولة إنجاز: دليل الآباء لوقاية الأبناء من الشذوذ الجنسي
هل ترغب في تربية أبنائك تربية سليمة؟ ومن منا لا يرغب، ولكن الرغبة وحدها لا تكفي، ففي زمننا تجتاح الصعوبات عملية التنشئة السليمة، وتمتد آثارها إلى تهديد الصحة النفسية والجسدية بل وحتى وجود الطفل نفسه، وأحد أكثر تلك الصعوبات شهرة نتيجة لعوامل معاصرة عديدة خطر الشذوذ الجنسي.
لا يقف الشذوذ أمام الدين فقط بل والفطرة الإنسانية والتاريخ البشري بأسره، مع تصاعد الدعايا الإعلامية وتوغل ذلك الخطر في منصات التواصل الاجتماعي والأفلام والمسلسلات وكل ما يصل إلى أيدي أطفالنا، زادت ضرورة وقايتهم من ذلك الخطر.
ومن الملاحظ أن نسبة الشواذ الذكور أكبر منها في الإناث، وذلك يرجع إلى عوامل سلوكية وتربوية نفسية عدة سنتعرف عليها، وعلى أكبر الأخطاء التي يقع فيها الآباء في تربيتهم للابن.
كيف نحمي أولادنا في المراحل العمرية المختلفة من تأثيرات الشذوذ الجنسي؟ وهل بالفعل يعد الشذوذ الجنسي شيئًا طبيعيًّا كما يروج له، أم استجابة لضغوط سياسية؟ وما الفرق بين الارتباك والاضطراب والشذوذ الجنسي؟ وإذا حدث وأصيب ابني ببعض من تلك المشكلات، ما الذي علي أن أفعله؟ سوف نبني الخلفية العلمية الكافية من الصفر حتى نحمي أولادنا من عالم يهاجم فطرتهم.
مؤلف كتاب الرجولة إنجاز: دليل الآباء لوقاية الأبناء من الشذوذ الجنسي
جوزيف نيكولوسي: عالم نفس سريري أمريكي ولد عام 1947م، مؤسس ورئيس سابق للجمعية الوطنية لأبحاث وعلاج الشذوذ الجنسي، التي قادها لشن حملة علاج إصلاحي للشواذ المرضى، ومحاربة الترويج للشذوذ، قدّم مؤلفات لمساعدة الآباء على حماية أسرهم، من أشهرها:
العلاج الإصلاحي للمثلية الجنسية: مدخل جديد.
دليل الآباء لمنع المثلية الجنسية.
ليندا إمز نيكولوسي: زوجة د.جوزيف، وُلدت عام 1947م، وشاركت معه في بعض مؤلفاته.
معلومات عن المترجم:
ناصر بن مشاري الأومير: مُترجم سعودي الجنسية، من منطقة الزلفي.