هل ولدوا هكذا؟
هل ولدوا هكذا؟
هل الشواذ لديهم جينات معينة مسؤولة عن سلوكهم الجنسي المنحرف، ومن ثم فإن الأمر ليس باختيارهم، ويجب تقبل طبيعتهم البشرية على ذلك الحال؟
تلك تسمى في الأوساط الطبية بخرافة الحتمية البيولوجية، لسببين: أولهما أن من الصعب تحديد الجين المسؤول عن سلوك ما على عكس الصفة، وثانيهما أن الجين يرفع فقط من احتمالية ممارسة السلوك أو احتمالية امتلاك صفة، ولكن العامل الأكبر هو المؤثرات الاجتماعية، فلو ولد طفل لديه جين يزيد من قابليته للسمنة، هل نتقبل طبيعته ونطعمه بغض النظر عن النتائج الصحية الكارثية للسمنة، أم ستتدخل العوامل الاجتماعية كالأسرة لتوليه رعاية خاصة لمعالجة ذلك الأمر؟
يقع الطب النفسي تحت ضغوطات سياسية كبيرة أدت إلى تسييس الأبحاث والدراسات، والتحيز لفئة الشواذ وتسهيل نشر ما يوافق اتجاههم وإعاقة كل ما يمكن أن يكون ضده ونبذه اجتماعيًّا، بل كل من يتحدث عن إمكانية العلاج يقابل بسيل من اتهامات الكراهية والعنصرية، وتتغافل المؤسسات النفسية الكبيرة عن باقي العوامل التي تدخل في معادلة التربية مثل الأسباب الاجتماعية والنفسية التي تكّون السلوك أو الميول الشاذة، وعدم تقبل طرح الشذوذ أصلًا على أنه مشكلة ومحاولة حلها، بل صارت أحدث الأبحاث والدراسات غير مكترثة بهوية الأفراد الجنسية.
العلم يصف الأشياء ويفسرها، لكنه لا يخبرنا عما يجب أن تكون عليه هذه الأشياء، وما القيم التي سوف نتجه إليها، وهل من الصحيح أن نستمر على هذا الوضع. كل هذه الأسئلة الغائية يجيب عنها الدين الذي استبعد من الحرب الأيديولوجية لفرض الشذوذ على العالم، رغم مخالفته لفطرة الإنسان وتصميمه البيولوجي، ولكن هناك محاولات تعسفية لجعله مكونًا أساسيًّا من مكونات هوية الفرد الذي يتمتع بالحرية المطلقة في تحديدها.
الفكرة من كتاب الرجولة إنجاز: دليل الآباء لوقاية الأبناء من الشذوذ الجنسي
هل ترغب في تربية أبنائك تربية سليمة؟ ومن منا لا يرغب، ولكن الرغبة وحدها لا تكفي، ففي زمننا تجتاح الصعوبات عملية التنشئة السليمة، وتمتد آثارها إلى تهديد الصحة النفسية والجسدية بل وحتى وجود الطفل نفسه، وأحد أكثر تلك الصعوبات شهرة نتيجة لعوامل معاصرة عديدة خطر الشذوذ الجنسي.
لا يقف الشذوذ أمام الدين فقط بل والفطرة الإنسانية والتاريخ البشري بأسره، مع تصاعد الدعايا الإعلامية وتوغل ذلك الخطر في منصات التواصل الاجتماعي والأفلام والمسلسلات وكل ما يصل إلى أيدي أطفالنا، زادت ضرورة وقايتهم من ذلك الخطر.
ومن الملاحظ أن نسبة الشواذ الذكور أكبر منها في الإناث، وذلك يرجع إلى عوامل سلوكية وتربوية نفسية عدة سنتعرف عليها، وعلى أكبر الأخطاء التي يقع فيها الآباء في تربيتهم للابن.
كيف نحمي أولادنا في المراحل العمرية المختلفة من تأثيرات الشذوذ الجنسي؟ وهل بالفعل يعد الشذوذ الجنسي شيئًا طبيعيًّا كما يروج له، أم استجابة لضغوط سياسية؟ وما الفرق بين الارتباك والاضطراب والشذوذ الجنسي؟ وإذا حدث وأصيب ابني ببعض من تلك المشكلات، ما الذي علي أن أفعله؟ سوف نبني الخلفية العلمية الكافية من الصفر حتى نحمي أولادنا من عالم يهاجم فطرتهم.
مؤلف كتاب الرجولة إنجاز: دليل الآباء لوقاية الأبناء من الشذوذ الجنسي
جوزيف نيكولوسي: عالم نفس سريري أمريكي ولد عام 1947م، مؤسس ورئيس سابق للجمعية الوطنية لأبحاث وعلاج الشذوذ الجنسي، التي قادها لشن حملة علاج إصلاحي للشواذ المرضى، ومحاربة الترويج للشذوذ، قدّم مؤلفات لمساعدة الآباء على حماية أسرهم، من أشهرها:
العلاج الإصلاحي للمثلية الجنسية: مدخل جديد.
دليل الآباء لمنع المثلية الجنسية.
ليندا إمز نيكولوسي: زوجة د.جوزيف، وُلدت عام 1947م، وشاركت معه في بعض مؤلفاته.
معلومات عن المترجم:
ناصر بن مشاري الأومير: مُترجم سعودي الجنسية، من منطقة الزلفي.