الموجة الثالثة للمستقبل
الموجة الثالثة للمستقبل
إن كل توقعات المستقبل تنبئ بتحول الإنسان إلى سلعة وشيوع الظلم والعنف وعدم الاستقرار، ووجود حرب عالمية على وشك الحدوث، ومن أجل إنقاذ البشرية من هذا المستقبل المظلم، سيكون على الموجة الثالثة للمستقبل أن تحدث قبل أن تقوم واحدة من الموجات الأولى التي تحدثنا عنها بالقضاء على البشرية.
إن الموجة الثالثة للمستقبل ستأتي لتجد عديدًا من الكوارث التي خلفتها الموجات السابقة من سطوة للعنف على الحياة اليومية، وندرة في الموارد، وزيادة في فروق الدخل، وحروب جماعية، لكن هذه الكوارث هي التي ستدفع الإنسانية إلى الإفاقة من نومها العميق، سيدرك الإنسان أن العنصر البشري لن يستمر في البقاء إلا إذا سادت قيم جديدة تدعو إلى الاجتماع والمشاركة والعطاء ومساعدة الآخرين، وترك العالم في صورة أفضل للأجيال القادمة.
وستبدأ المؤسسات في إنشاء نموذج اقتصادي آخر، ويكون الهدف الأكبر للشركات التي تعمل فيه هو تحسين مصير العالم، ومعالجة المشكلات التي تعانيها شعوب العالم.
سيعد الربح في هذا النموذج التجاري عنصرًا لا بد منه للبقاء، وليس هدفًا أسمى تسعى إليه الشركات، وستظهر مؤسسات وحكومات كونية كي تحكم العالم، ويُكتب دستور كوني يتضمن واجبات كل إنسان تجاه الطبيعة والإنسانية والحياة.
ستكرس هذه الحكومة الكونية عديدًا من الموارد لحماية الإنسانية والنهوض بالعوامل التي تجعل الحياة الإنسانية ممكنة على كوكب الأرض في المستقبل.
سيوفر هذا النموذج التجاري الجديد لكل إنسان احتياجاته الرئيسة التي كان يعجز عن الحصول عليها في ظل اقتصاد السوق، وتظهر برامج تحاكي ذكاء البشرية مجتمعة، وتساعد هذه البرامج الحكومات الكونية في التوصل إلى قرارات تعمل لصالح الإنسانية واستمرار الحياة على كوكب الأرض.
الفكرة من كتاب قصة موجزة عن المستقبل
يتقرر اليوم ما سيكون عليه العالم خلال الأعوام القادمة، وبحسب النهج الذي سوف تنتهجه المجتمعات سيتحدد ما إذا كانت الأجيال القادمة ستعيش في عالمٍ قابل للحياة، أم في عالم قد تدمرت معالمه.
يعيش العالم اليوم تحت سطوة النظام التجاري الذي جعل من الأنا والذات الفردية قيمًا مطلقة، وجعل حياة الأفراد أكثر انعزالًا وفقرًا، وحياة المجتمعات أكثر قسوةً وفوضى.
ولن تظل حال هذا العالم على ما هي عليه لكثير من الوقت، إذ تحمل تنبؤات المستقبل عديدًا من الأمور غير السارة التي تفيد أن العالم سيداوم على التغيير نحو ما هو أعظم من ذلك.
ولا يمكن تجنب العالم لهذا المصير غير السار دون محاولة فهم الأسس التي حكمت التاريخ على مدار القرون السابقة، لمعرفة أبرز التوقعات التي تتعلق بموجات المستقبل.
يحتوي هذا الكتاب على سرد تاريخي قصير لبعض الأحداث البارزة في الماضي التي كان لها أثر في ما وصل إليه العالم بشكله الحاضر، وأبرز التوقعات حول الخمسين عامًا القادمة في المستقبل.
مؤلف كتاب قصة موجزة عن المستقبل
جاك آتالي: كاتب وباحث وروائي فرنسي، حصل على الدكتوراه في علم الاقتصاد، وعمل أستاذًا في إحدى الجامعات المرموقة، كما عمل مستشارًا لأحد رؤساء فرنسا لما يقرب من العشرين عامًا، وعمل رئيسًا لإحدى المؤسسات المالية الكبرى.
له عديد من المؤلفات في السياسة والاقتصاد والأدب والفن، ومنها:
كتاب كارل ماركس أو فكر العالم.
كتاب غدًا، من سيحكم العالم؟
رواية أخوية اليقظانين.
معلومات عن المترجم:
نجوى حسن: حصلت على ليسانس حقوق من جامعة القاهرة، ثم حصلت على دبلوم في العلوم السياسية من جامعة باريس الثانية، لها عديد من الترجمات عن اللغة الفرنسية، كما ترجمت عديدًا من الملفات السياسية حول موضوعات العولمة والمستقبل.