العلاقة بين الشخصية والحدث والفعل
العلاقة بين الشخصية والحدث والفعل
الشخصية هي الهدف الذي أراد شكسبير من أجله البحث عن الجوهر، فالشخصية هي ما نعلمه عن الآخرين، وهي أيضًا ما نعلمه عن أنفسنا. والشخصية تقع في قلب أي قصة، لهذا تبدو لنا القصص مشوقة لأنها قريبة من جوهر الإنسانية وتدور حول فهم الآخرين، وعلاقتهم بنا، وفهم ذواتنا.
شهدت فكرة الشخصية تغيرات على مدار السنين، فالشخصيات الأدبية الأولى كانت ترتبط بالحدث، بحيث تصبح الشخصية تحديدًا للحدث والحدث إيضاحًا للشخصية، كشخصية أخيل في الإلياذة الذي اتسم بالعنف والكِبر وانبثق ذلك من الحدث الأول، الذي يتمثل في غضبه على قائد الجيش اليوناني في طروادة ورغبته في قتله، فنحن ندرك سمات الشخصية من أحداث تثير مشاعرها وتنتج عنها أفعال.
أما حاليًّا فتتمثل أهمية الشخصية في كونها مكونًا رئيسًا من المحاكاة الأدبية، لأن منها تنبع الأهداف والخطط والأفعال، ومن ثم تؤثر في الحبكة التي تقوم على الآثار غير المتوقعة لتصرفاتنا البشرية، لأننا لا نعرف دومًا ما نريده ونتصرف بناء على أسباب لا نفهمها. إن جوهر الشخصية في الأدب مجموعة من الأهداف تخرج من الجوانب العاطفية، ومن هذه الأهداف تخرج الأفعال التي نراها.
فرَّق الكاتب إي إم فورستر في كتابه (أركان الرواية) بين الشخصية المسطحة والشخصية المتحورة؛ تقوم الشخصية المسطحة على صفة واحدة، وعلى دافع واحد كالشخصيات الشريرة في قصص الأطفال، أما الشخصية المتحورة، فإنها تشعر وتفعل الأشياء بأكثر من دافع ولها صفات عديدة، وقد تعاني صراعات داخلية ولهذا تكون حقيقية ومقنعة أكثر.
الفكرة من كتاب كما الأحلام: علم النفس في القصص الخيالية
يتناول هذا الكتاب تأثير القصص الخيالية في عقول القراء، ودورها في زيادة فهم الإنسان لنفسه وعلاقته بالآخرين. ويسرد الكاتب نتائج من أبحاثه الخاصة بهذا الموضوع، التي أثبتت دور الخيال في تحسين القدرات الاجتماعية والإدراك الحسي، ومن ثم أهمية الأدب بالنسبة إلى التجربة الإنسانية.
مؤلف كتاب كما الأحلام: علم النفس في القصص الخيالية
كيث أوتلي: روائي إنجليزي كندي، درس علم النفس بجامعة كامبريدج، وحصل على درجة الدكتوراه في علم النفس من كلية لندن الجامعية. ويعمل حاليًّا أستاذًا فخريًّا في علم النفس المعرفي بجامعة تورنتو.
من أعماله:
The Case of Emily V
Emotions: A Brief History
معلومات عن المترجمة:
آيات عفيفي: تخرجت في كلية الآداب، قسم اللغة الإنجليزية، جامعة عين شمس، عام ٢٠٠٧م. عملت فور تخرجها في مجال الترجمة في مجالات متنوعة أبرزها الترجمة الصحفية والقانونية.
من ترجماتها:
الثقافة والكرامة: حوار بين الشرق الأوسط والغرب.