التعامل مع مصادر القلق عند الأبناء
التعامل مع مصادر القلق عند الأبناء
خلال رحلتنا مع التربية سيكون من المساعد أن نعرف بعض مسببات القلق لأبنائنا حتى نتعامل معها بشكل جيد، ومن هذه المصادر قلق الطفل من ألا يكون محبوبًا أو أن يُرفض ويترك وحيدًا، ولهذا ينبغي ألا يُهدد الطفل بتركه أو هجره ولو عن طريق المزاح. وكذلك نجد أن الشعور الزائد والدائم بالذنب قد يكون من أكبر مصادر القلق وانعدام الراحة للطفل، ولمنع الشعور بالذنب غير الضروري، يجب على الآباء أن يتعاملوا مع أخطاء أبنائهم وتجاوزهم مثلما يتعامل الميكانيكي مع سيارة حدث بها عطل ما، لا يوبخ مالك السيارة، ولكنه يكتفي فقط بالإشارة إلى ما ينبغي إصلاحه
، كما أنه لا يلوم أصوات السيارة المزعجة، بل يتخذها وسيلة لتحديد سبب العطل. ومن مصادر القلق أيضًا عدم الثقة بالطفل وانعدام الصبر على أخطائه ومراحل تعلمه، فلا بد أن نقدر احتياج الأطفال إلى فرص للتجريب والكفاح والتعلم دون أن نستعجلهم أو نهينهم. بالإضافة إلى كل هذه المصادر، هناك النزاعات بين الوالدين التي تعود بسلبيات كثيرة من بينها شعور الطفل بأنه السبب وراءها أو يصبح وسيلة للضغط وطرفًا في الحرب بين الوالدين المنفصلين،
كذلك فإن أحداثًا محزنة كالموت تشكل لغزًا ومصدرًا كبيرًا للقلق بالنسبة إلى الطفل، وعلينا ألا نستبعد الأطفال من مشاركة أحزان العائلة، ولكن نساعدهم على مواجهة خسارتهم بالتعبير عن مخاوفهم وتصوراتهم ومشاعرهم بشكل كامل، ومن أكبر ما يسبب القلق للأطفال، قدوم طفل جديد إلى العائلة، إذ يصاحب قدومه مشاعر الرفض والغيرة،
لذلك يجب على الأهل حسن التمهيد لاستقبال الطفل الجديد وعدم إغفال الطفل الأول أو تسخيره لخدمة إخوته الأصغر، ويجدر الإشارة إلى أن تقبل وجود مشاعر الغيرة يمثل جزءًا كبيرًا من التعامل معها وعلاجها، وعلينا أن ننمي علاقة مميزة وخاصة مع كل طفل، ونمضي بعض الوقت مع واحد من أطفالنا ونستمع له ونشعره بأنه ابننا الوحيد، وفي أثناء هذه الجلسة ينبغي ألا ننشغل بالأطفال الآخرين أو نتحدث عنهم، بل نوجه كل الاهتمام إلى الطفل الذي أمامنا.
الفكرة من كتاب التربية المثالية للأبناء
ماذا نقول لضيف نسي مظلته عندنا؟ تفضل مظلتك، ويمر الأمر ببساطة، أليس كذلك؟ لكن ماذا لو كان طفلنا من نسيها؟ ينهمر عليه سيل من الجمل مثل: “دائمًا ما تنسى أشياءك قبل خروجك”، أو “لماذا لا تكون كأخيك الصغير”، أو “أراهن أنك كنت ستنسى رأسك لو لم يكن مثبتًا فوق كتفيك!”، إلى آخره من عبارات النقد والسخرية وحتى الإهانة.
فيا تُرى ما الذي نفتقر إليه في تعاملنا مع أولادنا؟ وهل يمكننا أن نحظى بتواصل أكثر فاعلية معهم؟ وكيف نتجاوز هذا الفارق بين استجابتنا للضيف والطفل؟ كل هذا وأكثر سنعرفه معًا في الأسطر القادمة.
مؤلف كتاب التربية المثالية للأبناء
هايم جينو: هو عالم نفس متخصص في معالجة مشكلات الأطفال وتطوير أساليب التربية، وقد أنشأ مجموعات إرشادية وتثقيفية للآباء ليساعدهم على أن يكونوا أكثر فهمًا وتعاطفًا واحترامًا لأولادهم، كما تهدف كتبه إلى تحقيق تواصل فعال بين الآباء والأبناء.
من مؤلفاته:
– المعالجة النفسية الجماعية للأولاد.
– الأولاد والمراهقون.
– المعلم والطفل.