طرائق أفضل للتوجيه والتشجيع
طرائق أفضل للتوجيه والتشجيع
هل فكرت من قبل في الطريقة التي تمدح بها أبناءك؟ هل تخيلت أنها قد تضر أكثر مما تنفع؟! في حقيقة الأمر هناك أنماط كثيرة من التشجيع والمديح قد تأتي بنتائج عكسية، ومن أكثر هذه الأنماط شيوعًا المديح باستخدام عبارات مثل: “أنت ولد عظيم”، “أنتِ فتاة ذكية”، “لم أرَ في حياتي مثل طيبتك”، وإذا لاحظت معي فستجد أن كل هذه العبارات تشترك في كونها موجهة إلى شخصية الابن وتتسم بالعموم أو لا ترتبط بموقف معين، ولفهم مشكلة هذا النمط من المديح أتركك تتخيل شعاعًا مباشرًا من الضوء نفذ إليك في غرفة مظلمة بشكل مفاجئ، ألن يكون ذلك مزعجًا؟ إن المديح العام والموجه إلى شخصية الابن مثله مثل شعاع الضوء المفاجئ، يبدو بالنسبة إليه حملًا ثقيلًا وقد يسعى إلى الخلاص منه، فإذا وصفته بأنه مؤدب ومطيع ينظر إلى ذلك على أنه مسؤولية كبيرة
ولأن الأطفال بطبعهم لا يحبون تحمل المسؤوليات، سيسعى إلى التخلص من أوصافك عن طريق أفعال شغب وعناد، ولهذا لا تتصور أن المديح ينتهى بكلمات لطيفة تصدر منك، ولكن ضع في عين الاعتبار التأثير الذي تتركه في نفوس أبنائك، فالمديح له قسمان: ما نقوله للأبناء، وما يتردد في أنفسهم عقب ذلك.
إذًا كيف نمدح أبناءنا؟ المديح المطلوب هو الذي يُوجه إلى المجهود بدلًا من الشخصية ويرتبط بموقف معين ويحمل قدرًا وافرًا من البهجة والاحترام والإعجاب، ويقدم إلى الأولاد معلومات حول أنفسهم بدلًا من إشعارهم بأنهم محل تقييم وأحكام.
وإليك أمثلة من المديح المساعد وغير المساعد لبعض المواقف:
مديح مساعد: لقد استلطفت بطاقتك التي تتمنين لي الشفاء فيها، لقد كانت في غاية الجمال واللباقة.
مديح غير مساعد: إنك تراعي الآخرين دائمًا. مديح مساعد: قصيدتك مست قلبي.
مديح غير مساعد: إنك لشاعر عظيم. كذلك يكون التفهم المتعاطف للصعوبات التي تواجه الطفل من أهم وسائل التشجيع وتأثيره يفوق النصح والمديح والحلول الفورية الجاهزة، ويمكننا تشجيع الطفل بقدر أكبر عندما يشعر بأن الصعوبات شيء مقبول ومفهوم.
الفكرة من كتاب التربية المثالية للأبناء
ماذا نقول لضيف نسي مظلته عندنا؟ تفضل مظلتك، ويمر الأمر ببساطة، أليس كذلك؟ لكن ماذا لو كان طفلنا من نسيها؟ ينهمر عليه سيل من الجمل مثل: “دائمًا ما تنسى أشياءك قبل خروجك”، أو “لماذا لا تكون كأخيك الصغير”، أو “أراهن أنك كنت ستنسى رأسك لو لم يكن مثبتًا فوق كتفيك!”، إلى آخره من عبارات النقد والسخرية وحتى الإهانة.
فيا تُرى ما الذي نفتقر إليه في تعاملنا مع أولادنا؟ وهل يمكننا أن نحظى بتواصل أكثر فاعلية معهم؟ وكيف نتجاوز هذا الفارق بين استجابتنا للضيف والطفل؟ كل هذا وأكثر سنعرفه معًا في الأسطر القادمة.
مؤلف كتاب التربية المثالية للأبناء
هايم جينو: هو عالم نفس متخصص في معالجة مشكلات الأطفال وتطوير أساليب التربية، وقد أنشأ مجموعات إرشادية وتثقيفية للآباء ليساعدهم على أن يكونوا أكثر فهمًا وتعاطفًا واحترامًا لأولادهم، كما تهدف كتبه إلى تحقيق تواصل فعال بين الآباء والأبناء.
من مؤلفاته:
– المعالجة النفسية الجماعية للأولاد.
– الأولاد والمراهقون.
– المعلم والطفل.