الولايات المتحدة الأمريكية
الولايات المتحدة الأمريكية
بعد الحرب العالمية الثانية أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية القوةَ الرئيسة المؤهلة للقيادة الاقتصادية والعسكرية في العالم، فالولايات المتحدة الأمريكية في عام 1950 كانت تمتلك أكبر سوقٍ اقتصاديةٍ في العالم، وكان التفوق التكنولوجي والصناعي من نصيب الأمريكان، وكانت الأيدي العاملة الأمريكية أكثر مهارة من نظرائها في دول العالم الأخرى، وكان المديرون الأمريكيون أفضل مديرين في العالم، وكان الشعب الأمريكي من أكثر الشعوب تعليمًا، وكانت الولايات المتحدة تمتلك أعلى معدلات الإنفاق على البحث والتطوير، لكن لم يدم الحلم الأمريكي طويلًا، فدولٌ أخرى كاليابان وألمانيا استطاعت بناء اقتصادات منافسة للولايات المتحدة، فالمؤسسات اليابانية في عام 1990 أصبحت أكثر تفوقًا في التطور التكنولوجي وفي عديد من الصناعات، كما بلغ إنفاق اليابانيين والألمان على البحث والتطوير معدلاتٍ أعلى بكثير من معدلات إنفاق الولايات المتحدة الأمريكية، وبراءات الاختراع بعدما كان الجزء الأكبر منها من نصيب الولايات المتحدة، تراجعت الولايات المتحدة إلى مراكز متأخرة مقارنة بالدول الأخرى المنافسة.
فهل الحلم الأمريكي في طريقه للانتهاء؟ إذا أرادت الولايات المتحدة أن تظل القوةَ الاقتصادية الرئيسة في العالم فستحتاج إلى إجراء تعديلات على نظامها الاقتصادي، فالقاعدة تقول: من يريد الفوز لا بد أن يتأقلم مع قواعد اللعبة الجديدة، لذلك تحتاج الولايات المتحدة الأمريكية إلى إجراء دراسة دقيقة للدول المنافسة ومقارنة أداء اقتصادها المحلي بمعدل أداء الدول المتفوقة، ومعرفة سبب التفوق وتحديد آلية اللحاق بهذه الدول، ولكي تستطيع الولايات المتحدة اللحاق بهذه الدول المنافسة تحتاج إلى تقليل الاستهلاك والعمل على زيادة الاستثمار وتنمية مهارات الأيدي العاملة.
الفكرة من كتاب الصراع على القمة مستقبل المنافسة الاقتصادية بين أمريكا واليابان
بينما يشكل الصراع على القمة أحد المحاور المركزية لفهم الاقتصاد العالمي، تقف كثير من دول العالم الأخرى في موقع المشاهد لما يحدث دون أي تأثير يذكر من جانبها، وباستثناء بعض الدول القليلة التي استطاعت تحقيق التنمية الاقتصادية كسنغافورة وتايوان، فإن كثيرًا من دول العالم تعاني القيود التي تجعل تحقيق النمو الاقتصادي أمرًا صعب المنال، وتمثل دراسة اقتصاديات دول العالم الكبرى وكيف استطاعت تحقيق النمو الاقتصادي إحدى الوسائل الهامة المساعدة في تحقيق النمو الاقتصادي في الدول الفقيرة، ويتضمن محتوى هذا الكتاب أهم الأسس الرئيسة للنظم الاقتصادية التي تقوم عليها دول العالم التي تتنافس على القيادة الاقتصادية للعالم في القرن الحادي والعشرين، بالإضافة إلى التحديات التي واجهتها هذه الدول في طريقها لتحقيق النمو الاقتصادي.
مؤلف كتاب الصراع على القمة مستقبل المنافسة الاقتصادية بين أمريكا واليابان
لِستر ثارو : خبير اقتصادي شهير، عمل أستاذًا لمادة الاقتصاد في إحدى المدارس التابعة لمعهد ماساتشوستس، وكان من أبرز أعضاء الهيئة التي تعد تقارير لجنة البنوك والعملات بمجلس النواب الأمريكي، أصبح كتابه “الصراع على القمة” أكثر الكتب مبيعًا في الولايات المتحدة في الوقت الذي نشر فيه، له عديد من المؤلفات الاقتصادية الهامة الأخرى من أهمها:
The zero-sum society.
Economics explained.
معلومات عن المترجم:
أحمد فؤاد بلبع: له عديد من الترجمات الحافلة خصوصًا في الشؤون الاقتصادية والسياسية، عمل مترجمًا ومراجعًا في مقر الأمم المتحدة ومكاتبها المختلفة في دول العالم الأخرى مثل روما وجنيف، من المؤلفات التي نقلها إلى العربية:
تاريخ الفكر الاقتصادي: الماضي صورة الحاضر.
العالم الثالث وتحديات البقاء.