تَحدٍّ
يواجه العديد من الأطفال تحدياتٍ بسبب إصابتهم باضطراب قصور الانتباه وفرط النشاط، تبدأ من مرحلة الطفولة وتستمرّ حتى البلوغ، ففي الطّفولة في المدرسة والبيت، يُعتبر عديد منهم مُهرّجي الصفّ، وكثيري الكلام، وسريعي الإحباط، ولا مُبالين بمشاعِر من حولهم، ولا ينتبهون في العائلة للإشارات الاجتماعيّة، ويُقاطعون الجميع بشكلٍ مُستمر، ويصعب عليهم تلقِّي الأوامِر، وغيرُ مرتّبين، وفي بعض الأحيانِ حالِمين، ورُبّما ينسحبون اجتماعيًّا، أو ينسونَ المهام المُوكلة إليهم، ويترتب على ذلك عديد من المُشكلات السلوكيّة، التي يتعرضون على إثرها لخطر الحوادِث
ويُعانون كذلك من مُشكلاتٍ في التواصل مع الآخرِين، والاستماع، والتحدّث واستخدام مدلولات اللغة التي تجعلهم عاجزين عن توضيح مقصودِهم من الحديث رغم كثرة كلامهم، كما يُواجه المُراهقين المُصابين بهذا الاضطراب عديدٌ من التحديات المُتمثّلة في إدارة الوقت والقيام بالواجبات، وتُصبح علاقتهم مع مُعلّميهم ورِفاقهم أكثر تعقيدًا، وينشغلون بالأنشطة اللا صفيّة، وحين ينتقل هؤلاء المُراهقون إلى المرحلة الجامعية يواجهون التحدّي الدراسيّ الأكبر وهو اختلاف طريقة تقديم المنهج التي باتت تعتمد على رغبتهِم وسعيهِم المُجرّد للتعلم وطلب المُساعدة،
،أمّا في مرحلة البلوغ، فيُواجهون تحدّياتٍ مُختلفة تتفاقم مع زيادة المسؤوليّات المُلقاة على عواتقِهم، فيبدون أشخاصًا غير قادرين على الالتزام وإتمام المهام المُوكلة إليهم في الوقت المُحدد، ويترتب على ذلك الكثير من الآثار السلبية الخطِرة في المُصابين بهذا الاضطراب، إذ إن 25 بالمئة مِن نُزلاء السجون من أصحاب هذا الاضطراب، وكذلك مُعظم الحوادث المُروريّة هي من صنيعهِم، وهم من أكثر الناس عرضة للطلاق، والبطالة، والإدمان، وبالرّغم من أنّ هناك العديد من الطُّرق التي يُمكن أن تحد من الآثار السلبية لهذا الاضطراب، فإنّهُ لا يُمكن الشِّفاء التام منه، بل هو اضطرابٌ حياتيّ، يُمكن فقط تخطّيه، والتحكُّم بأعراضِه.
الفكرة من كتاب الاستراتيجيّات العلاجيّة لاضطراب قصور الانتباه / فرط النشاط.. وصفة النجاح والتألق
إنّ اضطراب قصور الانتباه وفرط النشاط أُحِيطَ بكثير من الخُرافات التي عادت بالسلب على أصحاب الاضطراب والبيئة المُحيطة، مثل خُرافة أنّهُ يمكن تخطّي هذا الاضطراب بمزيد من الجُهد فقط، وأن الأمر سهلٌ ومُمكن باعتماد الفرد المُجرّد على نفسهِ في تحسين سلوكِه، وهذا الكِتاب إنما هو سعي دقيقٌ ومُكثّف لدحض هذه الخُرافات، ورسم الطريق لهؤلاء الأفراد، وآبائِهم، ومُدرّبيهم حتى يعبروا بسلامٍ إلى برِّ الأمان بأقلِّ خسائر مُمكنة، مع دعم نفسيّ وتوعية مُجتمعيّة، تُتيح لهم إخراجَ إبداعِهم الكامِن خلف هذا الاضطراب.
مؤلف كتاب الاستراتيجيّات العلاجيّة لاضطراب قصور الانتباه / فرط النشاط.. وصفة النجاح والتألق
هدى نهاد شعبان: استشاريّة تربوّية مصريّة وخبيرة في صعوبات التعلّم، عَمِلت في المجال التربويّ في الكويت منذ عام 1996م، ورأست الجمعية المُتخصصة في صعوبات التعلُّم، وكوتش مُعتمد من الاتحاد العالمي للكوتشينغ (ICF)