الأنسولين ومركبات أخرى
الأنسولين ومركبات أخرى
بدايةً، علينا أن نتعرف على الأنسولين حتى نتمكن من التعامل معه، فما الأنسولين؟
هو هرمون من مَنشأ بروتيني تفرزه خلايا “بيتا” في البنكرياس، وظيفته الأساسية هي نقل السكر الموجود في الدم إلى داخل خلايا الجسم ليُستهلَك بصفته مصدرًا للطاقة فيخفض مستوى السكر في الدم، لذا فإن نقصه أو مقاومة الجسم له تصيب الشخص بمرض السكري إما من النوع الأول أو الثاني، وحينها قد يحتاج بحسب الحالة إلى جرعات خارجية من الأنسولين أو من المركبات الأخرى التي تعمل على ضبط مستوى السكر في الدم وتعديله
وهناك أنواع وطرائق متعددة للعلاج بالأنسولين، فهناك مثلًا الأنسولين السريع التأثير بأنواعه، الذي يعمل على تقليل السكر بعد الطعام، والأنسولين البطيء التأثير الذي يضمن سيطرة جيدة على مستوى السكر في الليل وبين الوجبات، والأنسولين المتوسط التأثير الذي يؤخذ عند الصباح أو المساء، والأنسولين الخليط من السريع والمتوسط التأثير الذي يؤخذ قبل وجبة الإفطار والعشاء، والأنسولين كغيره من المركبات الدوائية، قد تكون له آثار جانبية تختلف من حالة إلى أخرى.
أما عن طرائق إعطائه، فيمكن ذلك من خلال الاستنشاق كما في النوع السريع التأثير، أو عن طريق الأقلام الجاهزة للحقن وهي من أسهل الأنواع في طريقة الاستخدام، وتُستعمل في مناطق معينة من الجسم كأعلى الذراعين والبطن والفخذين الأمامين والإليتين مع تغيير موضع الحقن كل مرة، أو عن طريق ما يُسمى بالمضخة الحديثة التي تعمل بالبطارية ويشبه عملها عمل البنكرياس من ضخ لدفعات من الأنسولين قبل الوجبات.
ومن المهم العناية بحفظ الأنسولين حسب نوعه، والحرص على اتباع تعليمات الاستعمال خصوصًا عند الحقن أو عند استعمال المضخة.
هناك أيضًا مركبات أخرى تعمل على تقليل السكر في الدم وتُستعمل خصوصًا مع النوع الثاني من السكري، وهي أنواع منها ما هو حبوب تؤخذ عن طريق الفم، ومنها ما يؤخذ عن طريق الحقن، وهناك عديد من الأنواع نذكر منها: مركبات السَّلْفُونِيلْ يُورْيَا بأنواعها، التي تعمل على حَثِّ البنكرياس على إفراز كمية أكبر من الأنسولين، والتي يمكن أن نجمع معها النوع الثاني وهي مركبات المِيغْلِيتِنَيدْ التي تنبه البنكرياس أيضًا إلى سرعة إفراز الأنسولين، بالإضافة إلى مركبات تثبط امتصاص النشويات وتحولها إلى سكر في الجسم فتمنع ارتفاع السكر السريع بعد الطعام، وهناك أيضًا مركبات مخفضة للكوليسترول وغيرها من المركبات الدوائية.
الفكرة من كتاب تعايش مع السكري واستمتع بالصحة
في ظل الأجواء المتسارعة التي نعيشها، والإحاطة بشتى وسائل الراحة والرفاهية، يصبح الحفاظ على الصحة إما جِهادًا لأُولي العزم والجِد وإما تساهلًا من قِبَل من غرتهم الحياة بمتعها، وأحد أخطر أمراض اليوم الذي تُصاب به شتى الفئات العمرية هو مرض السكري، الذي يفتح أبوابًا على أمراض أخرى لا حصر لها، فتعالوا نعطي أجسامنا بعضًا من حقها بإلقاء نظرة سريعة على هذه المعلومات المفيدة البسيطة في ما يتعلق بمرض السكري من كل جوانبه.
مؤلف كتاب تعايش مع السكري واستمتع بالصحة
ميسون صيداوي خوري: خبيرة تثقيف بمرض السكري، وليس لها سوى هذا المؤلَّف الذي نُشِرَ من خلال الدار العربية للعلوم ناشرون، بيروت.