مقدمة بسيطة
مقدمة بسيطة
يُعَدُّ مرض السكري أحد أمراض العصر الشائعة، الذي لم يَعُدْ مُقتَصِرًا على الشيخوخة وحدها، وإنما يمكن أن يُصاب به الأطفال واليافعون أيضًا، إما بسبب العوامل البيئية ونظام الحياة بشكل عام وإما بسبب العوامل الوراثية، وقد يكون ناتجًا عن اعتلال أعضاء جسم الإنسان نفسها خصوصًا البنكرياس، المسؤول عن إفراز هرمون الأنسولين الذي يحمل جُزَيئات السكر القادمة من تحلل الكربوهيدرات أو السكريات إلى داخل خلايا الجسم لتخزنها أو تستهلكها كمصدر للطاقة
وينشأ الخلل الذي يقود إلى الإصابة بالسكري في هذه الحالة عند عجز البنكرياس عن إطلاق كمية كافية من الأنسولين أو من مقاومة الجسم نفسه لتأثير الأنسولين فيه، ويُكتشَف ذلك من خلال التحاليل الخاصة، كذلك الشعور بالعطش الشديد وكثرة التبول طوال الوقت، واضطراب الرؤية ونقصان الوزن بشكل غير طبيعي مع تأخر التئام الجروح، جميعها علامات على إمكانية وجود داء السكري في الجسم.
وبشكل عام، فإن المصابين بمرض السكري يقعون ضمن فئات وأنواع عديدة:
فهناك سكري النوع الأول، وسبب الإصابة به غير واضح إلا أن المشكلة واضحة، وهي عدم قدرة الخلايا على امتصاص السكر فيؤدي ذلك إلى بقائه في الدم بمستويات عالية، ويُصاب الشباب دون غيرهم عادة بهذا النوع، كما أنهم لايتسمون بالبدانة، وعلاج هذا النوع يتمثل في العلاج بالأنسولين مع تغيير نمط الحياة الغذائي والرياضي.
بينما النوع الثاني يتمثل في مقاومة الجسم لتأثير الأنسولين فيه، الذي يفرزه البنكرياس في سبيل تقليل كميات الأنسولين الزائدة في الدم، ومن ثم لا تمتص الخلايا الأنسولينَ فيرتفع سكر الدم، ونجد أن لهذا النوع عَلاقة بالعوامل الوراثية العائلية وكذلك السمنة وارتفاع ضغط الدم، والكوليسترول، وأمراض القلب، ويكون منتشرًا في شريحة كبار السن والأطفال، ويتضمن العلاج هنا نظامًا صحيًّا رياضيًّا متوازنًا مع متابعة ضغط الدم والكوليسترول إذا وُجِدَا، وفي الحالات المتقدمة يتطلب تدخلًا دوائيًّا.
هناك أيضًا نوع من السكري قد تصاب به بعض النساء الحوامل في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل، ثم تعود معدلات سكر الجسم إلى طبيعتها بعد الولادة، إلا أنّ مَن أصيبت به في أثناء الحمل تكون أكثر عرضة للإصابة بسكري النوع الثاني خلال عشر سنوات قادمة، خصوصًا إذا توافرت العوامل الأخرى كالسمنة والعوامل الوراثية.
الفكرة من كتاب تعايش مع السكري واستمتع بالصحة
في ظل الأجواء المتسارعة التي نعيشها، والإحاطة بشتى وسائل الراحة والرفاهية، يصبح الحفاظ على الصحة إما جِهادًا لأُولي العزم والجِد وإما تساهلًا من قِبَل من غرتهم الحياة بمتعها، وأحد أخطر أمراض اليوم الذي تُصاب به شتى الفئات العمرية هو مرض السكري، الذي يفتح أبوابًا على أمراض أخرى لا حصر لها، فتعالوا نعطي أجسامنا بعضًا من حقها بإلقاء نظرة سريعة على هذه المعلومات المفيدة البسيطة في ما يتعلق بمرض السكري من كل جوانبه.
مؤلف كتاب تعايش مع السكري واستمتع بالصحة
ميسون صيداوي خوري: خبيرة تثقيف بمرض السكري، وليس لها سوى هذا المؤلَّف الذي نُشِرَ من خلال الدار العربية للعلوم ناشرون، بيروت.