الحرية
أصدر الملك لويس الرابع عشر مجموعة من القواعد تنُصُّ على كون تجارة الرق قانونية في جزر السكر الفرنسية، لكن حينما هرب اثنان من العبيد إلى فرنسا، أُفرِج عنهما، وتم الإعلان أنهما امتلكا حريتهما بمجرد وصولهما إلى أرض فرنسا، فلم يوافق أسياد العبيد على ذلك، حيث يريدون أن يتمتَّعوا بإدراج عبيدهم كممتلكات أينما ذهبوا، لكن أثناء ذلك ناصر البعض العبيد قائلين إن “جميع البشر متساوون”، فكان ذلك بمثابة شمس جديدة في السماء، في عصر كانت العبودية أكثر وحشية من أي وقت مضى، حيث كان السكر العقدة التي تربط بين العبودية والحرية، ففي الوقت الذي تحوَّل فيه العبيد إلى آلات كان الأوروبيون أنفسهم يرفضون أن يكونوا أدوات بأيدي الملوك! فأدَّت سنوات طويلة من السكر وآلام العبودية إلى ظهور الاضطرابات وعصر الثورات، فنشب الصدام النهائي الكبير بين الحرية والعبودية في أمريكا الشمالية، ثم إنجلترا، وفرنسا.
فهل تستوعب أن في كل ثانية من كل يوم كانت هناك أرواح بشرية يتم سحقها دون أي اكتراث! وكان الإنجليزي الذي يستهلك حوالي 8 أرطال من السكر في السنة، لا يعرف سوى القليل عن حياة الأفارقة المُستعبدين، وكان الإنجليز يزدادون ثراءً لأنهم يتعاملون مع الأفارقة بصفتهم ممتلكات، لكن رأى الداعمون لإبطال العبودية أنه حتى لو كان الإنجليز يستفيدون من تجارة الرقيق، ستظل هناك فرصة لمكافحة العبودية إذا تمكَّنوا من قلب الوضع، عن طريق جعل المستفيدين من تجارة العبيد يرون أهوالها ونتائجها.
فقام الداعون لإبطال العبودية بإنشاء حملة علاقات عامة قوية، فتم نشر شهادات من البحارة والأطباء الذين وصفوا الفظائع التي رأوها على سفن الرقيق، وأيضًا رأى القائمون على الحملات أن عمل العبيد ذو قيمة لأنه يُنتج سكرًا رخيصًا يريد الجميع شراءه، لكن إذا توقَّف الناس عن شراء هذا السكر، فإن نظام الرقيق كله سينهار، وتم تطبيق هذا التكتيك بالفعل، فتوقف حوالي 400000 شخص إنجليزي عن شراء السكر الذي صنعه العبيد، فأصبحت العبودية غير مقبولة، وشكلًا من أشكال التنصُّل من الإنسانية، وبحلول أواخر القرن الثامن عشر تجمَّع قادة أغنى مزارع السكر ودمَّروا كل ما له علاقة بالسكر، واشتعلت النار في العديد من حقول القصب، وتم تحطيم المطاحن، وتدمير المستودعات، وأصبح للكفاح ضد السكر زعيم.
الفكرة من كتاب كيف غيَّر السكر العالم؟ قصة عن السحر، التوابل، العبودية، الحرية، والعلم
عندما يُذكر السكر في الصحف، يتكلَّم النقاد عن كمية الطعام الذي نأكله، وليس الذين عملوا في صناعته، ويحذِّر الأطباء من كون الشباب يكتسبون وزنًا كبيرًا من تناول الوجبات الخفيفة السكرية، ويقلق أولياء الأمور على صحة الأطفال الذين يستهلكون الكثير من المشروبات الغازية، لكن لا أحد يفكِّر من أين تأتي هذه الحلاوة.
فيحاول المؤلفان هنا عرض ما أحدثه السكر من تغيُّرات في العالم، وكيف ارتبطت صناعته بتجارة العبيد في العالم؟ وما علاقة السكر بالسحر والعبودية؟ وما تأثير إنتاج السكر في العالم اقتصاديًّا وثقافيًّا!
مؤلف كتاب كيف غيَّر السكر العالم؟ قصة عن السحر، التوابل، العبودية، الحرية، والعلم
مارك أرونسون: أستاذ، ومتحدث، ومحرِّر يؤمن بذكاء الشباب وقوة عاطفته، ويرى أن مهمته هي إلهام الشباب لطرح الأسئلة، وله العديد من المؤلفات، منها:
Traped.
One Death, nine stories.
مارينا بودوس : مؤلفة حائزة على جوائز عدة في مجال الكتب الخيالية والواقعية، وبما في ذلك جائزة ALA، ومن مؤلفاتها:
Ask Me No Question.
Watched.
The Long Ride.
المترجمة: فاطمة نعيمي