ما قبل بدء الحديث
ما قبل بدء الحديث
سواء تم الحديث بين شخصين على انفراد أم بين شخص وجماعة زادت أو نقصت عن ثلاثة أشخاص، فيمكننا أن نقسم الحديث ثلاثة عناصر رئيسة: البداية، ولغة الجسد، والنهاية، وفي أغلب المواقف ولكي يتم الحوار بشكل طيب لا بد للمتكلم أن يتحلى بطابع إيجابي في كل من حركاته وسكناته وكلامه وإيماءاته، حتى يترك في من حوله انطباعات جيدة، وهذا في البداية فقط، فعلى المتحدث أيضًا أن يكون واثقًا، يشعر بأنه محبوب ومقبول ممن حوله، فسلوك الآخرين انعكاس لاعتقادك عنهم، والعكس بالعكس، فإذا اعتقدت أن من حولك متكبرون فستعاملهم على هذا الأساس وتجد منهم هذا التكبر، وإذا عاملتهم بود وثقة منتظرًا منهم الآذان المنصتة المهتمة فهذا ما ستجده.
وينعكس اعتقادك عن الآخرين وعن نفسك على لغة جسدك، فإذا كنت واثقًا بنفسك تحركت بهدوء ووقفت برازنة غير متصلب أو متكلف مما يدعو الناس إلى احترامك، أما إذا كنت تحني رأسك للأرض وتكثر من الالتفات ستعطي انطباعًا بأنك ضعيف وسلبي، بل وتنعكس أيضًا ثقتك بنفسك على حركاتك اللا إرادية المصاحبة للتوتر، كاحمرار الوجه وانقباض عضلاته أو الفتح والغلق السريع للعينين، كلها تختفي حالما تثق بنفسك، وإن لم تكن هذا الشخص الواثق يمكنك ببساطة أن “تتصرف كأنك” هذا الشخص، قد يصيبك بعض العشور بالتكلف في البداية ولكن مع الوقت سترتاح لتصرفك الجديد، ويصبح هو حالك العادي، ولا بد من التنويه ببعض الحركات التي يجب تجنبها كالاقتراب للغاية من المتحدث، أو الإكثار من الإيماءات والابتسامات العديمة الفائدة أو المغزى.
وقبل أن تبدأ محادثة لا بد أن تعرف الهدف الذي تريد تحقيقه منها، وتمثل هنا الدقائق الأولى من المحادثة الدقائق الذهبية بين الطرفين لإيجاد موضوع مشترك للحديث، إذ يكتشف كل منكما أشياء عن الآخر، تحدثه أنت قليلًا عن نفسك وهو يحدثك قليلًا حتى تجدا الشيء المشترك بينكما، ومفتاح النجاح بعد اكتشاف الموضوع المشترك هو عمل حوار به تنوع بين جمل وأسئلة وسرد المعلومات وطلب للاستفسارات مع التحلي بالقدر المناسب من المرح وروح الود، وقدر من اللباقة تخفض معه صوتك لدرجة تتفق مع من أمامك، لأن الحوار تبادل كلام وليس تنافسًا عليه، وأخيرًا لا تخجل من قول “لا أعرف” فليس معنى الثقة ادعاء العلم عن جهل.
الفكرة من كتاب فن الحوار والحديث إلى أي شخص.. المهارات الإنسانية اللازمة للنجاح في أي موقف
لا خلاف على أن اللباقة في الحديث من أهم المهارات التي تساهم في مدى نجاح الفرد سواء على المستوى المهني أم الشخصي، فبالرغم من أن الإنسان يتحدث طيلة حياته فإن قلة قليلة هي التي تلتفت إلى الطريقة التي تتحدث بها وتطورها؛ بحثًا عن طريقة أفضل في التعبير عما يريدون قوله أو فعله للآخرين.
تعرِض لنا الكاتبة عددًا من المهارات والملاحظات التي ستحسّن من لغة الجسد في أثناء الحديث وطريقة عرض مشاعرنا وكيفية الخروج من المواقف الصعبة والمحرجة بشكل واثق سلس، عن طريق تناول الطريقة التي نتحدث بها مع الآخرين وكيفيتها.
مؤلف كتاب فن الحوار والحديث إلى أي شخص.. المهارات الإنسانية اللازمة للنجاح في أي موقف
روزالي ماجيو: مؤلفة وكاتبة أمريكية، ألفت 24 كتابًا فاز عديد منها بجوائز، وترجمت لها كتب بأكثر من لغة، ومن أهم مؤلفاتها:
كيف تقول ما تريد.
فن تنظيم كل شيء.