ماهية اللحظات الفارقة
ماهية اللحظات الفارقة
قبل معرفة ماهية اللحظات الفارقة يجب أن نسأل أولًا، “لماذا نتذكر تجارب معينة وننسى أخرى؟”، يقول علماء النفس إننا عندما نتذكر تجربة ما نميل إلى تجاهل معظم ما حدث ونركز على ثلاث لحظات فقط تتمثل في: القمة، أي أفضل لحظة، والقاع، أي اللحظة الأسوأ، والتحول، أي الاختلاف. أثبتت هذه النظرية أهميتها في مجال الأعمال الخدمية بالتحديد لأن النجاح هنا مرهون بتجارب العملاء، وحتى لا تُنسى هذه التجارب لا بد من فعل شيء فريد غير متوقع.
أدرك أهمية ذلك فندق “مَاجِيك كَاسِل” صاحب أفضل التقييمات على موقع “Trip-Advisor”، الذي يقدم عددًا من الخدمات المميزة لضيوفه كالوجبات الخفيفة والألعاب المجانية التي جعلتهم يشعرون بالبهجة، بالطبع لا تُعد اللحظات التي يقضيها الضيوف في الفندق لحظات فارقة في حيواتهم بشكل عام، وإنما تعد فارقة في إطار الإجازة عند تذكر هذا الفندق.
إذًا كيف يمكننا صنع لحظات فارقة في حياتنا؟ لنبدأ أولًا بتعريفها، اللحظة الفارقة هي تجربة قصيرة ذات دلالة وجديرة بالتذكر، واكتشف الكاتبان أن هذه اللحظات تُصنع من العناصر الأربعة التالية: البهجة والرؤية والفخر والتواصل، العنصر الأول هو البهجة، إذ غالبًا ما تُثير اللحظات الفارقة السعادة والسرور.
العنصر الثاني هو الرؤية، إذ تعيد اللحظات الفارقة تشكيل فهمنا لأنفسنا أو للعالم، وندرك في دقائق قليلة أن شيئًا ما قد يؤثر في حياتنا لعقود قادمة، وبالرغم من أن هذه اللحظات غالبًا ما تبدو مصادفة، فإن بإمكاننا التخطيط لها أو على الأقل التمهيد لحدوثها.
ثالث عنصر من عناصر اللحظات الفارقة هو الفخر، إذ تصور هذه اللحظات أفضل حالاتنا من الإنجاز والشجاعة.
العنصر الرابع والأخير يتمثل في التواصل، إذ تتسم اللحظات الفارقة بالطابع الاجتماعي، ومن ثم تلتصق بذاكرتنا أكثر لأننا نتشاركها مع الآخرين.
هذا لا يعني أن كل اللحظات الفارقة تثير عاطفة إيجابية، فبعضها يثير عاطفة سلبية كلحظات الغضب والصدمات، لكن بشكل عام تتضمن اللحظات الفارقة على الأقل واحدًا من هذه العناصر الأربعة، والمهم هنا ألا نترك حدوثها للمصادفة، وإنما علينا أن نُشكلها بأنفسنا.
الفكرة من كتاب قوة اللحظات: لماذا تُحدث تجارب محددة أثرًا استثنائيًّا علينا
نمر جميعًا في حياتنا بلحظات فارقة وتجارب ذات مغزًى، وأغلبها يحدث مصادفة، مقابلة شخص سيصبح شريكك بعد ذلك في الحياة أو خسارة مفاجئة تؤثر في حياتك، تبدو هذه اللحظات أنها خارج سيطرتنا، ولكن هل هذا صحيح فعلًا؟
تشكل اللحظات الفارقة حياتنا بالفعل، ولكن ليس علينا انتظار حدوثها، وإنما علينا صُنعها، تخيل التأثيرات الممكنة إن استطاع أحد المعلمين تصميم درس يتذكره الطلاب إلى الأبد! أو إذا عرف أحد المديرين كيفية تحويل لحظة فشل إلى نمو!
هذا ما يهدف إليه كتابنا، دراسة اللحظات الفارقة ومعرفة عناصرها، وإثبات أن بإمكاننا صنع هذه اللحظات بأيدينا لتحقيق التواصل مع الآخرين، وتحقيق النجاح في حياتنا العملية والشخصية من خلال تحسين تجربة العملاء والموظفين على حدٍّ سواء.
مؤلف كتاب قوة اللحظات: لماذا تُحدث تجارب محددة أثرًا استثنائيًّا علينا
شيب هيث : أستاذ إدارة الأعمال بكلية الدراسات العليا بجامعة ستانفورد، يُقدم دورات حول الاستراتيجية والمؤسسات، وساعد ما يزيد على 450 شركة ناشئة على تطوير استراتيجياتها التجارية ورسائلها.
دان هيث: مستشار في مؤسسة ديوك للتعليم المشترك، وهو أحد كبار الباحثين في مركز تقدم ريادة الأعمال الاجتماعية في جامعة ديوك، وباحث سابق في كلية الإدارة بجامعة هارفارد.
من أعمالهما:
أفكار وُجدت لتبقى.
الحسم: كيف تتخذ خياراتٍ أفضل في الحياة الشخصية والمهنية.