صراع الأجيال
صراع الأجيال
تهدف مفاهيم التسويق الحديثة إلى تحقيق أعلى معدل فاعلية ممكن، وتقف أمام ذلك ثلاثة تحديات حقيقية، التحدي الأول هو مراعاة الفجوة بين الأجيال الحالية، بمعنى أن الجمهور الآن ينقسم إلى خمسة أجيال رئيسة تتنوع حسب اختلاف البيئات الاجتماعية التي نشأت بها، كل جيل له خصائصه وتفضيلاته ونمطه الاستهلاكي الخاص، فالجيل الأول يُسمى جيل الطفرة السكانية وهم المولودون من 1946م إلى 1964م، ويمثلون الجانب الأكبر من قادة الشركات، ويفضلون تملُّك المنتجات ذات العلامة التِّجارية المعروفة.
أما الجيل الثاني فهو الممتد ما بين 1965م و1980م، ويُسمى الجيل العاشر، وهم أبناء جيل الطفرة السكانية، ويقفون همزة وصل ما بين الجيل القديم وجيل ظهور الإنترنت، وهو الجيل الثالث المسمى جيل الألفية ويبدأ من 1981م حتى 1996م، ومعه بدأ مفهوم الامتلاك يتغير من العلامات التجارية المعروفة إلى علامات تِجارية أخرى يختارها الأفراد من دون قيود بعد أن يُسائِلوا ويشككوا في العلاقات المفروضة عليهم، ثم جيل Z، الجيل الرابع منذ 1997م حتى 2009م وهو بداية نشأة العالم الرقْمي ومِنصات التواصل الاجتماعي، وتفضيل تجربة الخدمات على امتلاكها.
الجيل الخامس والأخير يسمى جيل ألفا | alpha، وهم المولودون في ظل العصر الرقْمي وتحت أعين التكنولوجيا الحديثة منذ عام 2010م حتى 2025م، يتميزون مع جيل Z بأنهم أكبر شريحة مستهلكة، ولا يتوقفون فقط عند المنتج أو الخدمة، بل يتطلعون إلى محتوًى تفاعلي، وقيمة حقيقية تقدمها العلامة التجارية إلى العالم والمجتمع من خلال عملها.
يمر أي فرد مهما كان جيله بأربع مراحل أساسية تختلف في الأولويات والأهداف وطول فترة المرحلة، وباختلافها يختلف سلوكه الشرائي، المرحلة الأولى هي المرحلة التأسيسية وهي فترة التعلم والاستكشاف، والثانية مرحلة الصدارة وهي العمل والاستقلال، والثالثة هي تكوين أسرة وتوجيه الأطفال، والمرحلة الرابعة والأخيرة الشيخوخة ومحاولة الحفاظ على الهدوء والسعادة ونقل الخبرات إلى الآخرين.
الفكرة من كتاب التسويق 5.0: الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة في خدمة الإنسانية
لم يعد التسويق يقتصر على المنتج أو الزبون ويهدف إلى بيع مباشر فقط، فقد مكّنت التكنولوجيا الحديثةُ، كالذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة وإنترنت الأشياء وغيرها، الشركاتِ من إحاطة الزبون بعالم مصمم خصيصى لكي يجرب المنتج أو الخدمة، ولا تنتهي العَلاقة بين الزبون والعلامة التجارية بمجرد إتمام عملية البيع، بل تدخل طورًا آخر من التسويق.
فلكي نتعلم كيفية مواكبة المفاهيم التسويقية الجديدة واستخدام أدواتها، يجب أن نفهم التغيير الجِذري الذي أحدثته التكنولوجيا الحديثة في مفاهيم التسويق، ونعرف التحديات الجديدة التي تواجه التسويق في ظل اختلاف شرائح الجمهور المستهدف وتباينها، ونلقي نظرة مستقبلية على عالم تتوغل فيه التكنولوجيا يومًا بعد يوم.
مؤلف كتاب التسويق 5.0: الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة في خدمة الإنسانية
فيليب كوتلر: عرّاب التسويق الحديث الذي ولد في عام 1937م في شيكاغو، حصل على الماجستير من جامعة شيكاغو والدكتوراه من جامعة MIT وكلاهما في الاقتصاد، كما أنه بروفيسور للتسويق في كلية كيلوغ للإدارة بجامعة نورث ويسترن، وأيضًا مستشار لعديد من الشركات الكبرى مثل جِنرال إليكترك، ومن أهم كتبه:
كوتلر يتحدث عن التسويق.
التسويق 4.0: الانتقال من التسويق التقليدي إلى الرقمي.
هيرماوان كارتاجايا: أحد أهم القادة المؤثرين في مفاهيم التسويق الحديث، ومؤسس ومدير تنفيذي لشركة ماركبلس إنك،حصل على عديد من الجوائز منها جائزة القيادة العالمية من رابطة الأعمال بجامعة نبراسكا لينكولن، ويعمل حاليًّا رئيسًا لمجلس آسيا للمشاريع الصغيرة.
إيوان سيتياوان: كاتب ومحاضر شهير، حاصل على ماجستير في إدارة الأعمال من كلية كيلوغ بجامعة نورث ويسترن، بجانب بكالوريوس الهندسة من جامعة إندونيسيا، كما أنه المدير التنفيذي في شركة ماركبلس إنك بجانب رئاسته لتحرير مجلة ماركتيرز.