خطوات ثلاث
خطوات ثلاث
وللدخول في التطبيق العملي لأوراد الذِّكْر هناك خطوات ثلاث عامة جامعة، تشكِّل المسالك الرئيسة لسير العبد إلى الله في طريقه وأولاها أن تغتنم مجالس الذِّكْر وعلى رأسها مجلس القرآن الكريم، فهو خير أنواع المجالس وهي محبوبة عند الله تعالى يذكرها في الملأ الأعلى ويُثني عليها وتحفُّها الملائكة وتتنزَّل على أصحابها السكينة وتغشاهم الرحمة، ولا عجب من ذلك الفضل كله، فهي مجالس تخرج منها وقد انشغلت بالتعرف إلى الله سبحانه والتعريف به، وانشغلت بالقرآن الكريم، وأيضًا بمعرفة الأخلاق المحمدية للتخلق والتحلي بها.
وأما عن الثانية فهي الرباط، بأن تلتزم المساجد وتعمرها وتشهد الجماعات وتحرص على أوقات الصلوات، ففي الحديث عنه ﷺ: “ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط! فذلكم الرباط! فذلكم الرباط!”، وذلك يستدعي منك أن تتعهد صلاتك أيضًا فتقيم ركوعها وسجودها كما يجب وتترفَّع بها عن النقر والعجلة، فإن الرباط يحفظك بشكل أو بآخر عند المداومة عليه ويحصِّنك من الانحراف والزلل ويقف بينك وبين التردِّي والسقوط.
والخطوة الأخيرة هي تبليغ الرسالات والدعوة إلى الخيرات، فالمسلمون اليوم بحاجة إلى أن يُبصروا الدين على حقيقته وأن يتلقوا الوحي تلقِّيًا يقِظًا تحصل به حياة القلوب، وأن يتعرفوا على الله سبحانه وعلى سنة نبيه وعلى شرائع دينهم تعريفًا مُفضيًا إلى الحركة والعمل والسعي والتغيير والتبليغ، والتبليغ جزء من الذكر والتذكير ومن القيام بواجب العهد والميثاق.
الفكرة من كتاب ميثاق العهد في مسالك التعرف إلى الله
العبد في هذه الحياة مسافر سائر إلى الله تعالى وهو في سفره هذا مُحتاج إلى زادٍ دائم ولو كان قليلًا، زادٌ من عند الله يعينه ويثبته ويذكره إذا نسي، فالملهيات كثيرة والمشتتات تلتهم حياته وتسرق عمره والصوارف عن الطاعة تتطور حينًا بعد حين، لذا لزمه مُعين ومهوِّن وضابط.
عن هذا الزاد وأنواعه وفضله، وكيف يجعل العبد لنفسه منه نصيبًا، ومتى يتحراه وممن يأخذه، يمدُّ الكاتب يده بهذا وأكثر مزودًا هذا السائر المسكين بما يحتاج إليه حقًّا في سفر الحياة.
مؤلف كتاب ميثاق العهد في مسالك التعرف إلى الله
فريد الأنصاري: كاتب وعالم دين وأديب مغربي، وُلد بإقليم الرشيدية جنوب شرق المغرب وتوفي في تركيا لكنه دُفن في المغرب.
حصل على الإجازة في الدراسات الإسلامية من جامعة السلطان محمد بن عبد الله بمدينة فاس في المغرب، وكان عضوًا برابطة الأدب الإسلامي العالمية وأستاذًا بمركز تكوين الأئمة والمرشدات بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بمدينة الرباط. من أهم كتبه ومؤلفاته:
مفهوم العالِميّة.
كاشف الأحزان ومسالح الأمان.
هذه رسالات القرآن فمن يتلقاها.
الأخطاء الستة للحركة الإسلامية بالمغرب.