مهارات الاتصال عند الاطفال (اللغة/ الحديث/ الاستماع)
مهارات الاتصال عند الاطفال (اللغة/ الحديث/ الاستماع)
مهارات الاتصال هي مجموعة من السلوكيات تساعد الفرد على التفاعل مع الآخرين بكفاءة ليحقق أهدافه بنجاح، وتعتمد على أدوات أهمها اللغة والاستماع والحديث.
فاللغة هي مجموعة من الرموز المتعارف عليها بين أفراد الجماعة الواحدة، تتيح للفرد التواصل مع الآخرين والتعبير عن أفكاره، واللغة ليست فقط الأصوات التي يطلقها الفرد، بل تشتمل على إشارات كاللمس والنظر، وكذلك الصمت وإيماءات الرأس، وتعتبر اللغة مهارة أساسية للتواصل في مرحلة الطفولة المبكرة، فعندما يبدأ الطفل في التفاعل مع الآخرين ويكتسب اللغة يصبح قادرًا على التعبير عن نفسه، ويتأثر النمو اللغوي للطفل بالبيئة الأسرية خصوصًا الأم، فإذا كانت بيئة الطفل لا تشجعه على الحوار تَضعُف قدراته اللُّغوية، لذلك يجب على الوالدين توفير مثيرات لُغوية تساعده على اكتساب اللغة وتطويرها، وتعتمد عملية اكتساب اللغة على محاكاة الطفل لما يسمعه وينطقه المحيطون به خصوصًا والديه، وتُعزَّز لغته وتثبت عندما يستجيب الكبار لما ينطقه الطفل فيتحول الكلام إلى أفعال إجرائية.
أما الاستماع فهو وسيلة الطفل الأولى للاتصال بالآخرين خصوصًا في سنواته الأولى، وهو شرط أساس لتعلم مهارة الحديث والقراءة والكتابة، ويمر الاستماع بعدة مراحل حتى يصل إلى التحدث وهي: السماع بتلقائية عن طريق الأذن، يعقبه تفسير المعلومات التي استقبلها المستمع، ثم تحليل الحقائق التي تضمنتها هذه المعلومات، تنتج عنها استجابة كلامية أو غير كلامية مع المتحدث، ثم تذكُّر تلك المعلومات وتخزينها.
وأخيرًا الحديث؛ يبدأ عند الأطفال في سن مبكرة، إذ يتعلم تسمية الأشياء من خلال ترديد المفردات اللغوية التي يستمع إليها من المحيطين به، ثم يتعلم تكوين جملة من كلمتين في سن الثانية تمكنه من وصف الأشياء، وتزداد قدراته حتى يصل إلى سن السادسة فيصل إلى مستوى الإبانة وهي صياغة جمل كاملة صحيحة في قواعدها اللُّغوية.
الفكرة من كتاب مهارات الاتصال والتفاعل والعلاقات الإنسانية
الإنسان مدني بطبعه لا يستطيع أن يعيش منعزلًا عن الآخرين، ومنذ ولادته وهو في حالة دائمة من الاتصال بالمحيطين به، فأي نشاط إنساني لا بد أن يَصدر عن مجموعة من السلوكيات تعتمد على استخدام الأفراد لمهارات تواصل ينتج عنها تفاعل اجتماعي بينهم، فتنشأ علاقات إنسانية اجتماعية بغرض إشباع رغبات واحتياجات معينة تختلف من علاقة لأخرى، وفي زمن تراجعت فيه القيم الإنسانية والأخلاقية وزاد الشعور بالعزلة والاغتراب، أصبح من المحتم علينا أن نتعلم مهارات التواصل ونتقنها حتى نرتقي ونسمو بالعلاقات الإنسانية، ما يساعد على تحقيق الاستقرار النفسي والسعادة داخل المجتمع.
مؤلف كتاب مهارات الاتصال والتفاعل والعلاقات الإنسانية
أماني عبد الفتاح علي، من مؤلفاتها:
ثقافة الطفل.
المدخل إلى رياض الأطفال.
أساليب الاتصال في الأسرة وأثرها على النضج الاجتماعي.