المحتويات
مفهوم الخبرة
أثناء بحث جوشوا، عثر على نظرية تشرح كيفية وأسباب تحسُّن ذاكرتنا لكاي. آندريس إركسون. فتواصل جوشوا مع إركسون وذهب إلى معمله، فلاحظ جوشوا تجربة يجريها إركسون عن استجابة أفراد شرطة متفاوتين في الخبرة لرؤية شخص يسير نحو مدرسة بشيء مربوط بصدره، والنتيجة أن أصحاب الخبرة الطويلة أطلقوا النار فورًا على الشخص، في حين أن أصحاب الخبرة الأقل تركوه يمر، وكان هدف هذه التجربة تحليل مفهوم الخبرة والتعرُّف على قواعدها الإدراكية، واتضح أن الخبراء يرون العالم بشكل مختلف ويحلِّلون المعلومات بطرق أكثر تعقيدًا.
تعمل ذاكرتنا العادية المؤقَّتة على الفصل بين وعينا تجاه العالم وذاكرتنا طويلة الأمد حتى لا تغرق الذاكرة الطويلة بمعلومات غير مهمة، وقد اكتشف إركسون طريقة تُدعى التقسيم تُمكِّننا من إرسال المعلومات مباشرةً إلى الذاكرة طويلة الأمد، ويحدث هذا بأخذ معلومة بلا معنى وتحويلها إلى معلومة أخرى مرتبطة بمعرفة مُخزَّنة لدينا في الذاكرة طويلة المدى، وهذا ما يقوم به الخبراء فيستعينون بذاكرتهم لرؤية العالم بشكل مختلف.
وهذا ما يحدث مع أبطال العالم في الشطرنج الذين يرون رقعة شطرنج مختلفة عما يراها الهواة، وثَبَتَ امتلاكهم لذاكرة خارقة فيحفظون ترتيب القطع بنظرة واحدة لأنهم يرسلونها إلى الذاكرة طويلة الأمد، كما يرى أبطال الشطرنج أفضل حركة ممكنة فورًا عند أول نظرة للرقعة لأنهم يستعينون بخبرات المباريات العديدة التي لعبوها، فالذاكرة العظيمة لا تساعد على تكوين الخبرة، بل هي جوهر الخبرة.
الفكرة من كتاب رقصة القمر مع آينشتاين: فن وعلم تذكُّر كل شيء
يسرد هذا الكتاب رحلة شخصية للصحفي جوشوا فوير، وقد بدأت بفضول حول أبطال الذاكرة، وانتهت بفوزه ببطولة الولايات المتحدة الأمريكية للذاكرة عام 2006؛ هذه ليست حكاية لبطل خارق أو عبقري مكبوت، وإنما حكاية شخص عادي ذي ذاكرة متوسطة، تمرَّن وقرأ وبحث لمدة عام واحد حتى حقَّق ما حقَّقه، وهو يدعونا للتعلُّم من رحلته وفك شيفرات ذاكرتنا.
مؤلف كتاب رقصة القمر مع آينشتاين: فن وعلم تذكُّر كل شيء
جوشوا فوير : صحفي وكاتب مستقل أمريكي، ولديه اهتمام كبير بالعلوم، وفاز ببطولة ذاكرة الولايات المتحدة لعام 2006.
من أعماله: Atlas Obscura: An Explorer’s Guide to the World’s Hidden Wonders.
معلومات عن المترجم:
محمد الضبع: مُترجم وشاعر سعودي من أصل يمني، ولد عام 1991 في جدة، وأنجز الكثير من الترجمات في مدونته “معطف فوق سرير العالم”.
من ترجماته: “كتاب الراحة”، و”سنة القراءة الخطرة”.
الموضوع التالي
