السخرية والخداع
السخرية والخداع
قد نرى بعض الأطفال يتفنَّنون في السخرية من الآخرين وخداعهم، وعادةً فإن الأطفال الذين يمارسون حالات السخرية بكثرة هم الذين يختلقون أكاذيب ليضحكوا الناس أو يستهزئوا بهم، وهذا يدل على فقد الطفل للتربية والأدب وضعفه الأخلاقي، حيث لا بد أن نصل إلى مكنونات الطفل حتى نعرف سبب تصرُّفه بهذا الشكل، فقد يحدث للطفل شيء يظن معه أنه غير محبوب، ما يجعله يسعى لكسب الحب عن طريق إضحاك الغير ، وقد يكون في معاناة مع الصراعات الداخلية، ما يجعله يسعى لإبراز شخصيته بهذه الطريقة وكأنه ينتقم لنفسه بسبب ما يمر به من حرمان عاطفي، أو ربما هو مقلِّد لما يشاهده ويراه، لا سيما إذا كان وسط مجتمع يهوى التهريج والسخرية، ومع ذلك فكلُّ ما سبق ليس من المبررات، لأن هذا السلوك من منظورنا الإسلامي خاطئ وجارح وغير مقبول، لذا يتحتَّم علينا تنبيه الطفل وإشعاره بالاحترام والقبول، وتذكيره بفظاعة هذا الأسلوب.
أمَّا الخداع والاحتيال فالاتصاف بهما ينم عن الفساد الأخلاقي، فالمحتال هو الشخص الذي يدبِّر أفعالًا مخالفة للصواب تجنُّبًا للصدمات المحتملة، وهذا يتمثَّل لدى الأطفال في الحديث والادعاءات، أو التمارض، أو ارتكاب أعمال غير مناسبة ثم نسبها إلى الغير! والبعض قد يصل إلى التظاهر بالموت لكي يلفت نظر الناس إليه، والخداع يدل على العلل الداخلية لأن الطفل المخادع يعتبره نوعًا للدفاع عن ذاته، وللأسف فإن الخداع يظهر بصور متعدِّدة ومن جميع الأعمار البشرية، وقد يكون الطفل المخادع مريضًا باضطراب ما ونحن لا نعرف! أو متعطِّشًا للحنان والرعاية والحماية، ولهذا يجب أن نسعى لعلاج الخلل في شخصيته، وأن نكون قدوة حسنة له في المصداقية والشجاعة، فبعض الآباء يلقون بالوعود الكاذبة ولا يوفون بها، وهذا مما يكسب الطفل صفة الخداع، لذا لا بد أن نوعِّيه بأن الصدق والوفاء هما اللذان يوصلان إلى قلوب الناس.
الفكرة من كتاب الأسرة والمشاكل الأخلاقيَّة للطفل
لقد ركَّزت الدعوة الإسلامية على الأخلاق والقيم والترفُّع عن الرذائل، وباعتبار أن الأسرة هي الدعامة الأساسية للمجتمع المسلم، فقد كان عليها الدور الرئيس في غرس الأخلاق الفاضلة للشخص منذ طفولته، وفي هذا الكتاب سيحدِّثنا الكاتب عن أخطر الصفات التي من الممكن أن يتصف بها الأطفال والعلل المتسبِّبة فيها وكيفية معالجتها.
مؤلف كتاب الأسرة والمشاكل الأخلاقيَّة للطفل
علي القائمي: كاتب إيراني مهتم بمجال التربية السوية ومجالات علم النفس، وله العديد من المؤلفات الرائعة فيما يخصُّ الاضطرابات النفسية وتنمية المشاعر الداخلية الصحية لدى الأطفال والشباب.
من مؤلفاته: “أسس التربية”، و”الوسواس والهواجس النفسية“، و”دُنيا الفتيات المراهقات”.