الطمع والكذب
الطمع والكذب
من التصرُّفات الخطيرة التي تُلاحظ على الأطفال هي الطمع والكذب، وكلاهما يترتب عليهما أضرار ومفاسد، فالطمع قد يوجد بشكل كبير لديهم، ولكن نسبة الطمع تختلف باختلاف نوع الحياة وسن الإنسان، والأطفال الذين يتصفون بذلك هم الذين ينظرون إلى مصلحتهم، ويلجؤون إلى تحقيق رغباتهم بأساليب ملتوية، ويريدون الحصول على الأفضلية دائمًا، فكأن الطفل يعيش لنفسه غير مبالٍ بمن حوله، والإنسان عامَّة لديه نزعة للطمع ولكن لا بد من تهذيبها، حتى لا تتطوَّر هذه الصفة وتجعل الطفل ينظر إلى كل ما في يد الآخرين ولا يرضى بشيء، وهو بهذا يفقد عزة نفسه، كما أن الإنسان الطماع معرَّض للانكسار والإحباط السريع إذا لم يحصل على ما يريده، لذا فالطمع يُشكِّل ألمًا وحسراتٍ لصاحبه.
وهناك عوامل تقوِّي هذا الداء منها كثرة الدلال والعيش في الترف ووجود صفة الحسد، فمن الضروري أن نعوِّد الطفل الكرم والعطاء والرضا .
أمَّا الكذب فهو مشكلة متفشِّية لدى الكثير، حيث يلجأ البعض للكذب والحيل ويسبِّبون الكثير من المتاعب، بسبب تحريف الحقيقة لإغواء الأفراد وإثبات النفس، فنجد أن البعض قد يختلق حوارات لا أصل لها أو يخفي الأخطاء بطرق ملتوية، والآباء يمكنهم أن يلاحظوا الأسباب والعوامل التي تجعل الطفل كاذبًا، وغالبًا في السنوات ما بعد الخامسة يحصل الكذب لخداع الآخرين والتأثير فيهم، حيث يسعى الطفل لكسب منفعة بسلوك غير مطابق للحقيقة.
والكذب قد يتحوَّل إلى صورة مرضية ويدل على علامة عيب كبير في الشخصية، لأنه وبكل أنواعه وأشكاله يعدُّ وسيلة دفاعية واهية، وهو ينتج عن عدة علل نفسية، حيث يتوقَّع الطفل أنه بهذا التصرُّف سيكون شخصًا مناسبًا أو مهمًّا، وقد يكون لدى الطفل نقص في العاطفة وإحساس بالضعف والنقص، كما أن شعور الخوف يمثل 71 % من عوامل الكذب، وقد ذمَّ الإسلام الكذب، بل واعتبره تمهيدًا لذنوب أشد خطورة وتأثيرًا ومفسدة، لذا يجب إرشاد الطفل وعقوبته إن لزم ذلك، ومن الضروري أيضًا البحث عن جذور المشكلة لكي نعالج نقص الطفل من الداخل.
الفكرة من كتاب الأسرة والمشاكل الأخلاقيَّة للطفل
لقد ركَّزت الدعوة الإسلامية على الأخلاق والقيم والترفُّع عن الرذائل، وباعتبار أن الأسرة هي الدعامة الأساسية للمجتمع المسلم، فقد كان عليها الدور الرئيس في غرس الأخلاق الفاضلة للشخص منذ طفولته، وفي هذا الكتاب سيحدِّثنا الكاتب عن أخطر الصفات التي من الممكن أن يتصف بها الأطفال والعلل المتسبِّبة فيها وكيفية معالجتها.
مؤلف كتاب الأسرة والمشاكل الأخلاقيَّة للطفل
علي القائمي: كاتب إيراني مهتم بمجال التربية السوية ومجالات علم النفس، وله العديد من المؤلفات الرائعة فيما يخصُّ الاضطرابات النفسية وتنمية المشاعر الداخلية الصحية لدى الأطفال والشباب.
من مؤلفاته: “أسس التربية”، و”الوسواس والهواجس النفسية“، و”دُنيا الفتيات المراهقات”.