التربية الأخلاقيَّة للطفل
التربية الأخلاقيَّة للطفل
الأخلاق هي مجموعة من الضوابط ذات المنشأ العقلي أو الإلهي، وهي تسهم في ضمان الرابطة الاجتماعية السويَّة والصحيحة، ولذا فإن تحمُّل مهمة التربية ليس بالشيء السهل لأن المربي مأمور بنقل المبادئ السليمة لأبنائه وتلاميذه، فقيمة الإنسان تنبع من أخلاقه، والمجتمع كلُّه يرقَى بأخلاقه، ورسالة الأنبياء جاءت تحثُّنا على القيم الكريمة، فمهما بلغ تطوُّر العقل وتفكيره، ستميل النفس إلى الخلق الحسن.
والأخلاق السيئة بمثابة المرض الذي يتفشَّى في المجتمع، لذا نحن بدورنا لا بد أن نسعى لتربية الطفل منذ نعومة أظفاره، وخصوصًا سنته الثالثة، فلا بد أن نعلِّمه التفريق بين حسن الأعمال وقبحها، وهو بحاجة إلى الوقت اللازم حتى يتعلَّم الفضائل، لذا لاينبغي لنا أن نتوقَّع منه التعلُّم ما بين يوم وليلة، بل الأمر يحتاج إلى بذل الجهود والوقت.
وللعائلة دور مهم للغاية في النمو التربوي للطفل، بل هي الركن الأساسي، فإذا كانت أعمال الوالدين تتم وفق ضوابط أساسية، فسوف يتعلَّم الطفل منهما ويأخذهما كقدوة لأن القدوة والتأسِّي هما المحرِّك للطفل، كما يجب أن ينال الطفل قسطًا من المعلومات في مجال المسؤولية الفردية، وحول العلاقات مع الناس، وحول السنن والشعائر والآداب واحترام القوانين، ويجب أن يتعلَّم أيضًا أن الخلق الكريم هو الباعث على النشاط، وهو العامل المساعد على التقدُّم.
ولتقوية التربية الأخلاقية لا بد أن نشجِّع الطفل على استمرار سلوكه الحسن، وأن نشعره بالرضا والقبول عند التصرُّف السليم، وأن نذكر له الأمثال والقصص التي من الممكن أن يتأثر بما فيها من تصرُّفات فضيلة، وكذلك على الجانب الآخر ربما من الضروري أن نلجأ إلى فكرة العقوبة والجزاء والتخويف قدر المعقول لكي يتعظ ويعتبر.
وبعامَّةٍ فالطفل لديه القابلية التربوية، ونحن بدورنا نكون كالعامل المساعد له، حيث إنه يتسم في داخله بالروح الفطرية السليمة، وهو كذلك يحب دور البطولة والتقمُّص والتقليد لما يراه، ولديه روح اجتماعية ورغبة في الحصول على الرضا والتعايش، فعلى المربِّي أن يحتاط في أساليب الخشونة والجمود، وكذلك عليه ألا يبالغ في اللين والعطف والجوائز المادية الباهظة لأن هذا سيسبِّب له الوقوع في الإحراج مستقبليًّا.
الفكرة من كتاب الأسرة والمشاكل الأخلاقيَّة للطفل
لقد ركَّزت الدعوة الإسلامية على الأخلاق والقيم والترفُّع عن الرذائل، وباعتبار أن الأسرة هي الدعامة الأساسية للمجتمع المسلم، فقد كان عليها الدور الرئيس في غرس الأخلاق الفاضلة للشخص منذ طفولته، وفي هذا الكتاب سيحدِّثنا الكاتب عن أخطر الصفات التي من الممكن أن يتصف بها الأطفال والعلل المتسبِّبة فيها وكيفية معالجتها.
مؤلف كتاب الأسرة والمشاكل الأخلاقيَّة للطفل
علي القائمي: كاتب إيراني مهتم بمجال التربية السوية ومجالات علم النفس، وله العديد من المؤلفات الرائعة فيما يخصُّ الاضطرابات النفسية وتنمية المشاعر الداخلية الصحية لدى الأطفال والشباب.
من مؤلفاته: “أسس التربية”، و”الوسواس والهواجس النفسية“، و”دُنيا الفتيات المراهقات”.