صعود الديناصورات
صعود الديناصورات
استمرت التغيرات المناخية من الفترة البورمية في التأثير خلال العصر الترياسي الذي استمر قرابة 50 مليون عام، وفي خلال فترة تقدر بـ 10 ملايين عام منذ ظهرت الديناصورات، استقرت هذه المجموعة في المناطق الرطبة بعيدًا عن الأراضي الحارة القاحلة في القارة “بانجيا” وبدا أنها لا تنوي المغادرة أبدًا، ثم تغيرت الأمور؛ في البداية لوحظ انخفاض في أعداد الكائنات الضخمة من آكلي العشب، وفي بعض المناطق اختفت تمامًا، ولا يوجد تفسير واضح لهذا الاستنتاج، ولكن النتيجة كانت في صالح الديناصورات الآكلة العشب “السوروبود” Sauropod التي وجدت مساحة فارغة للاقتناص في النظام البيئي ونجحت في الفوز بها. ومن ناحية أخري، بدأت بعض أفراد الديناصورات في الهجرة إلى النصف الشمالي من القارة (المتمثل في جنوب غرب أمريكا الشمالية حاليًّا)، تؤكد هذه المعلومة الحفريات الخاصة بالديناصور “سيلوفيسس” Coelophysis التي تم العثور عليها في ولاية نيو ميكسيكو في القرن الماضي، وهو أحد الأعضاء الأوائل لأسرة “الثيروبود” Theropods التي ينحدر منها “تي ريكس” T-Rex، و”فيلوسيرابتور” Velociraptor،
إضافة إلى الطيور. بالرغم من هذه التطورات، لم تتفوق الديناصورات على أقرانها من التماسيح أو أشباه الديناصورات الأخري من جهة التباين المورفولوجي morphological disparity، الذي يقيس مدى التنوع بين أفراد الفصيلة الواحدة بناءً على اختلاف الصفات التشريحية وتفرعها، ومن ثم كلما زاد التنوع بين أفراد النوع الواحد زادت فرصته في مقاومة عوامل الطبيعة والازدهار. وفي نهاية الفترة الترياسية كانت الديناصورات حاضرة ولكنها لم تكن سائدة.
الفكرة من كتاب صعود وسقوط الديناصورات: تاريخ جديد لغطاء العالم المفقود
يعتقد العلماء أن فصيلة الديناصورات نجحت في البقاء على سطح الأرض لمدة تقدر بنحو 150 مليون عام، هذه المدة تنطوي على بعض الحقبات الجيولوجية التي شهدها كوكب الأرض، والتي ساهمت في تشكيل الطبيعة الجغرافية والمناخية حتى وصلت إلى صورتها الحالية بمرور الوقت. لم تسكن الديناصورات في عالم يشبه عالمنا على الإطلاق، بل تنوعت صورة الحياة ووسائل التأقلم بين أنواع الفصيلة الواحدة، على اختلافها فقد اجتازت اختبارات البقاء وترأست مراكز القوة معلنة قيام إمبراطورية واسعة الهيمنة انتهت بصورة درامية مفاجئة. هذه ليست قصة كائنات فشلت في التعايش مع الكوارث الطبيعية مما أدي إلى انقراضها كما يوضح الكاتب، وإنما دراسة لنوع مميز من الحفريات التي تروي لنا كيف عاشت الديناصورات وما الذي حدث خلال هذه الفترة من التاريخ.
مؤلف كتاب صعود وسقوط الديناصورات: تاريخ جديد لغطاء العالم المفقود
ستيفن بروست: عالم حفريات أمريكي، متخصص في دراسة الجوانب التشريحية ونظريات التطور المتعلقة بالديناصورات. حاصل على بكالوريوس من جامعة شيكاغو ودكتوراه من جامعة كولومبيا، وله عدة أوراق بحثية، من مؤلفاته في المجال:
Dinosaurs(2008)
Dinosaur Paleobiology(2012)
ملحوظة: الكتاب غير مترجم للغة العربية.