ذات البالغ
ذات البالغ
ذات البالغ هي المرتبطة بالتفكير الرشيد الذي ينظر به الشخص إلى الحقائق ويحلل الاهتمامات قبل أن يتّخذ أي قرار، وذات البالغ تجعل الشخص ذا قدرة على التفكير الموضوعي الواضح، وهي تنمو مع الطفل في مراحله الأولى وتستمر معه لباقي حياته إذا لم يحدث ما يعطّلها، والأم هي التي سوف تلاحظ التطورات الرشيدة في طفلها، وسوف تلاحظ أيضًا طريقة تركيزه وحذره واستكشافه ومدى استجابته للكلمات.
وذات البالغ لا تبدأ في الظهور إلا مع بداية الشهر الثامن للطفل وتنتظم مع اكتمال شهره العاشر أي بعكس الذات الوالدية وذات الطفولة اللتان تعملان منذ لحظة الولادة.
ويغذي ذاتَ البالغ التعليمُ والخبرات والمعلومات المكتسبة والأشياء التي يعايشها الشخص ويشاهدها، وذات البالغ تتعامل مع الناس وتتفاعل معهم وتنظم العلاقات وتقدر الاحتياجات قبل القرار، وتتعامل مع دواخلنا أيضًا فتفيدنا في التصرف الرشيد المهذب، ويمكنها أن تقف كالحكم بين الذات الوالدية وذات الطفولة، لأن ذات البالغ هي التي تدرك المواقف بوضوح، مع العلم أنها ربما تشوش بسبب الذات الوالدية المتحيزة لشيء معين، أو تختلط بذات الطفولة التي بدورها تمشي وراء العواطف والخيالات.
فأنت بالتأكيد لن تترك نفسك للطفل المستهتر ولا للشخص المتعصب، لأنك تريد الاستمتاع الصحي والعيش بالقيم السوية، وهنا يأتي دور ذات البالغ لتضبط ذكرياتك.
والآن.. لقد أصبحت تدرك حالات انتقالك من ذات إلى أخرى، ومن الضروريّ أن تعلم أن هذا التحوّل يكون مهمًّا جدًّا في بعض الأحيان، لأننا بحاجة إلى استخدام كلّ ذات في وقتها المناسب، ومشكلة البعض أنه يحبس طاقته النفسية باستخدام ذات واحدة أو ذاتين فقط، لذا تطغى عليه تصرفات معينة قد لا ينفك عنها إذا لم يتدارك الأمر.
فالذات الوالدية تميل إلى الانتقاد الدائم أو الرعاية الشديدة وتبرير أخطاء الآخرين، أمّا ذات الطفولة فتستجيب للمشاعر والعواطف والانفعالات، وذات البالغ تجعل الشخص تحت سيطرة التحليل وجمع الحقائق، فالمطلوب هو توازن الذوات كلها حسبما يتطلّب الموقف.
الفكرة من كتاب مباريات سيكولوجيّة
يتحدّث الكاتب في كتابه عن ثلاثة أنواع للذات التي توجد بداخلنا، أولها: الذات الوالديَّة التي نتصرّف بها بناء على تأثرنا في السنوات الأولى بالشخصيات الوالديَّة والتي يرمز لها عادة بالرمز (واو)، والذات الثانية: ذات الطفولة التي تتحيز للانفعال والمشاعر والأحاسيس، ويرمز لها بالرمز (طاء)، وأخيرًا.. ذات البالغ التي يكون فيها تفكير الشخص رشيدًا موضوعيًّا، ويرمز لها بالرمز (باء)، هذه الذاوات هي التي تحرك كل شخص فينا وتفسر تصرفاته، وهذا ما سيبينه لنا الكتاب بالتفصيل.
مؤلف كتاب مباريات سيكولوجيّة
عادل صادق عامر عبد الله: طبيب نفسي ألَّف كثيرًا من الكتب في علم النفس، ولد في 9 أكتوبر عام 1943، وتوفي في 14 سبتمبر 2004، وحصل على زمالة الجمعية الأمريكية للطب النفسي، وزمالة الكلية الملكية للأطباء النفسيين بلندن.
من أبرز مؤلفاته:
مشكلات عاطفيّة.
في بيتنا مريض نفسي.
حكايات نفسيّة.
روعة الزواج.