بيان المعلومات والبدء
بيان المعلومات والبدء
قبل البداية في مرحلة توليد الأفكار، من الضروري أن يعرف الأفراد بوضوح حدود الملعب الذي لا يسمح لهم بتخطِّيه، فلا تتمتَّع عملية التوليد بالحرية المطلقة لأن ذلك سيؤثر سلبًا في النواتج، بل يجب توافر القيود التي توضِّح مضمون الأفكار وأهدافها ومعرفة المعايير المستهدفة، لكي تركز الجهود الكبيرة على مساحة محددة واضحة، وحاول قدر المستطاع أن تبتعد عن التعليمات المبهمة، وتقع مسؤولية توضيح المعلومات المهمة للأفراد المشاركين في عملية التوليد على الإدارة وصناع القرار، ويجب أن تتوافر عناصر كاللغة السهلة والاختصار.
إنك لن تستطيع معرفة المعلومات إلا إذا طرحت الأسئلة مهما كانت تبدو غبية وغير متوقعة، ولكنها ستمدُّك بالتفاصيل التي قد تبدو بديهية بالنسبة للمتحدث، ولكنها ليست كذلك بالنسبة لك، ومن المهم جدًّا استخدام لغة مشتركة داخل المجموعات، وليس المقصود هنا لغة الحديث فقط، بل لغة تسيير العمل وعرض المعلومات وتلقِّي الردود وكيفية التواصل بين الأفراد.
وعند البدء بعملية التوليد، لا تقم بالتقليل من شأن أي فكرة مهما بدت سخيفة أو عادية، فهذا يعترض مجرى إبداع الفريق ويحبطهم، بل حافظ على تشجيعك للأداء الفردي وتسجيلك لكل فكرة، واختيار أشخاص محبوبين ليديروا تلك الجلسات، واهتم بتوليفة الأفراد داخل المجموعة، واجعلهم مختلفين وذوي صفات متنوعة فيما بينهم، وشجِّع روح المنافسة الداخلية.
استبعد التسلسل الهرمي من العملية لكيلا تعرقل البيروقراطية مجرى الأفكار، وأكِّد قيمة المشاركة لأن الفكرة تتطوَّر كلما زاد عدد المتفاعلين معها، ولكي تنزع الخوف من التنافس وزِّع الفضل والإنجاز بشكل جماعي لا فردي، واسمح بالتصادم بين العوالم المختلفة مثل الشباب المندفع ممثلًا عن العملاء، وبين صناع القرار.
الفكرة من كتاب ماكينة الأفكار: كيف يمكن إنتاج الأفكار صناعيًّا
إذا تعرَّضت لمشكلة ما وكان يجب عليك أو على فريقك أن تجدوا الحل في وقت محدد وإلا كانت الخسارة مكلفة، فكيف تتصرف؟ وإذا كان الحل يتطلَّب وجود فكرة جديدة لمعالجة المشكلة، هل ستعتمد على الطريقة القديمة وتنتظر الإلهام أو المجهود الفردي العشوائي وتتحمَّل تكلفة عدم ظهوره في الوقت المناسب أو انخفاض جودة الفكرة؟
الإلهام -مثلما قال الفيلسوف الألماني ماكس فيبر- ليس بديلًا عن العمل الجاد، ففي كتابنا ذا سنتعلم كيف يمكن أن نولِّد الأفكار الجديدة بطريقة منهجية، ونضمن عدم خرق الجدول الزمني وملاءمتها لمعايير الجودة.
مؤلف كتاب ماكينة الأفكار: كيف يمكن إنتاج الأفكار صناعيًّا
ناديا شنتزلر: رائدة في مَجالِ الإنتاج الصناعي للأفكارِ، كانت تعمل صحفية مدرسية، والآن تمتلكُ شركة استِشارِية خاصة بها، تُقدِّمُ من خلالها بعض الخَدَمات للأفرادِ والمؤسَّساتِ لتُساعدهم على النمو والتتغير إلى الأفضل.
معلومات عن المترجم:
محمد فتحي خضر: مصري الجنسية، له العديد من الكتب المترجمة في مجالات الثقافة العلمية والتاريخ والاقتصاد والسياسة أبرزها: “البدايات.. ١٤ مليار عام من تطوُّر الكون”، و”أخلاقيات الرأسمالية”، و”البدايات”، عمل بمؤسسة هنداوي من ٢٠١٢ إلى ٢٠١٩ في وظيفة مراجع أول ضمن فريق ضمان جودة الترجمة بالمؤسسة.