التباين بين المجتمعات

يُوضِح الكاتبُ أن الفرق بين البريطانيين وسُكان أستراليا الأصليين، أو الشعوب الغنية وتلك الفقيرة ليس أنهم أكثر ذكاءً أو أن لديهم حمضًا نوويًّا مختلفًا، بل هو نِتاج اختلاف البيئة الجغرافية، ومتعلق بتاريخ نشأة الاقتصاد. 

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

فقديمًا عندما ظهرت لغة للتحدث، ومن ثم قدرة الإنسان على زراعة الأرض وإنتاج غذائه بنفسه، بدلًا من الاعتماد على البيئة وحدها من صيد الحيوانات، وقطف الثمار التي لم يزرعها، فأصبح لديه مخزون فائض من الحبوب التي لا تفسد من عوامل المناخ.

ذلك الفائض -الذي يستطيع استخدامه في المستقبل- أنشأ أول عنصر في الاقتصاد، وأسفر بعد ذلك عن نشأة الكتابة في بلاد الرافدين مُبكرًا، لحاجتهم إلى تسجيل مقدار الفائض من القمح الذي يدين به الحاكم لكل مزارع، أجرًا لعملهم في الحقول، وكانوا يتلقون مقدارها مكتوبًا على أصداف تمثل النقود في يومنا هذا.

وتلك الأصداف اكتسبت قيمتها حقًّا من الثقة في قدرة السلطة على أن تسدد للعمال حصصهم في المستقبل، وحمايتهم من الأخطار الخارجية، ولن تستطيع السلطة فعل ذلك إلا بوجود جيش منظم.

ووجود رجال الدين من أجل خلق أيدولوجيا ذات معتقدات خرافية للحفاظ على هذا الاستقرار، بجعل طبقة المزارعين قانعين بفقرهم وراضين بحصتهم الضئيلة، ظنًّا منهم أنها مشيئة الإله، مما يتيح لأصحاب السلطة أخذ حصة أكبر وزيادة غناهم.

ومع تلك الأمور نشأت طبقة البيروقراطيين، لإدارة شئون الدولة، ونشأت الحاجة إلى التكنولوجيا من أجل صناعة المحاريث، وأنظمة الري.

كل ذلك أدى إلى ظهور مجتمعات لديها جيوش تمتلك أسلحة تكنولوجية، وأيضًا بيولوجية جراء حملهم للكثير من الجراثيم والأمراض في أجسادهم؛ بخلاف المجتمعات التي لم تكن في حاجة لاختراع تكنولوجيا زراعية مثل أستراليا؛ مما جعلهم يتفرغون للشعر والموسيقى والأساطير، وعدم قدرتهم على مواجهة الشعوب الأخرى أو حتى حماية أنفسهم.

هل يُمكنك أن تشرح الاقتصاد لطفلة لم تتجاوز التاسعة؟ وكيف يُمكن أن تشرح لها؟ هذا ما فعله كاتبنا مع ابنته الصغيرة، من شرح بعض المفاهيم الاقتصادية، والإجابة عن بعض الأسئلة مثل: “لماذا كل هذا القدر من اللا مساواة بين الشعوب؟”، و”كيف تكون مجتمعات السوق مثل إيكاروس؟”، و”لماذا لم يغزُ السكان الأصليون في أستراليا بريطانيا؟”، و”كيف تعمل البنوك؟”، في شكلٍ قصصي، ورَبطِها بأساطير مشهورة، مُبتعدًا عن المصطلحات الأكاديمية مثل مصطلح “الرأسمالية” الذي استبدل به مصطلح “مجتمع السوق” لتبسيط الأمر.

يانيس فاروفاكيس: اقتصادي وسياسي يوناني-أسترالي، وأكاديمي سابق في العلوم الاقتصادية، شغل منصب وزير مالية اليونان، وكُلِف بإدارة أزمة الديون للحكومية اليونانية.

له مؤلفات وكتب عدة عن الاقتصاد وأثره في السياسة، منها:
المينوتور العالمي – أمريكا وأوروبا ومستقبل الاقتصاد العالمي 
-And The Weak Suffer What They Must?: Europe, Austerity and the Threat to
Global Stability
-Adults in the Room: My Battle with the European and American Deep Establishment

معلومات عن المُترجم:
عماد شيحة: سوري الجنسية، مترجم وروائي، ترجم العديد من الكُتب مثل: “تاريخ الشك”، “منطق الكتابة و تنظيم المجتمع”، وألَّف رواية:  “بقايا من زمن بابل”، و”غبار الطلع”.