كيف تصمد الشركات الكبرى؟
كيف تصمد الشركات الكبرى؟
هناك نقاط ضعف يمكن ملاحظتها حتى في الشركات الكبرى، فمثلًا هم يُعرضون عن التبسيط ويكتفون بتطويرات وتغييرات ثانوية، ولا يتقبلون المصروفات العامة المرتفعة أو الأعمال ذات الهامش الأقل، كما أنهم يخشون المزاحمة الذاتية التي تتمثل في إدخال منتج آخر يحتوي على مخاطرة، فمثلًا أخطأت شركة “بارنز آند نوبل” -التي كانت أكبر بائع للكتب في العالم- عندما تأخرت في اتخاذ قرار إطلاق موقعها الإلكتروني عام 1997 بعد أمازون بسنتين، وبالتأكيد كان ذلك سببًا كبيرًا في جعل أمازون في الصدارة.
نصل هنا إلى أن أهم وسائل ترسيخ وجود الشركات الكبرى أمام المُبسطين الجدد هو التبسيط بشكل أكبر، وذلك إما بالتخلي عن المنتج الحالي الأكثر تعقيدًا، أو ببساطة الاستحواذ على تلك الشركات المبسطة الجديدة -وهو ما تفعله أغلب الشركات حاليًّا-، كما أن هناك حلًّا جيدًا يتمثل في إنشاء الشركات المنبثقة، وفيه تقوم الشركة الأم بفصل قسم خاص عنها وجعله شركة مستقلة، ولا شك أن أسرع الحلول لمواجهة مُبسطي الفكرة الصغار هو شراؤهم فور ظهورهم حتى لا يشكلوا تهديدًا، وهذا ما يفسر شراء جوجل موقع يوتيوب في السنة التالية فقط لإطلاقه، أو شراء فيسبوك لواتساب بـ19 مليار دولار!
عند البحث في نتائج تبسيط السعر، سنجد أن شركة فورد قد حققت نموًّا هائلًا ما بين عامي 1906 و1929 بإيرادات تضاعفت 20 مرة ومبيعات تضاعفت 782 مرة، ولننظر كذلك في هوندا التي تضاعفت القيمة السوقية لها بين عامي 1959 و2015 بنحو 377 مرة، فيما تضاعفت قيمة المنافس الرئيس لها “هارلي ديفيدسون” بنحو 33 مرة فقط، وهناك ساوث إيست للطيران التي أصبحت في 2011 شركة الطيران الأمريكية الأولى، كما كان لمُبسطي الفكرة النصيب الأكبر، وهذا ما تمثل في هيمنة قوية تمكنت منها أمازون التي تسيطر على 40% من إجمالي مبيعات الكتب، أو جوجل التي استطاعت أن تغزو عالم الإعلان وتضاعف قيمتها بنحو مليوني مرة بين عامي 1998 و2015.
الفكرة من كتاب بَسِّط.. كيف تنجح أفضل الأعمال التجارية في العالم
إذا تساءلنا حول الكيفية التي استطاعت بها أضخم الشركات في العالم أن تحقق ذلك النجاح وتلك الهيمنة، باحثين عن السبب الرئيس من البداية، سنجد أنها تمكنت من تحقيق نمو لا يقل معدله عن 10% سنويًّا على مدى عدة سنوات متتالية، وذلك عبر “تبسيط” أعمالها الضخمة إلى نموذج واحد صغير أنيق يمكن تكراره، لكن كيف فعلت ذلك أيضًا وسط تقلبات السوق ومعدلات التضخم وما إلى ذلك؟
إن الأمر كله يكمن في مبدأ تجاري يقول: “بسّط عملًا تجاريًّا وسوقًا”، ويناقش هذا الكتاب الاستراتيجيات التي اتخذتها عمالقة الشركات مثل فورد، وأيكيا، وماكدونالدز، وأبل، وجوجل، وأمازون وغيرها، لتحقيق تلك الهيمنة الاقتصادية، باستخدام مبدأين تجاريين، وهما: تبسيط السعر، وتبسيط الفكرة.
مؤلف كتاب بَسِّط.. كيف تنجح أفضل الأعمال التجارية في العالم
ريتشارد كوتش: هو كاتب بريطاني، حاصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال بكلية وارتون، وعمل مستشارًا مع مجموعة شركات بوسطن الاستشارية (BCG)، وهو أحد المؤسسين لشركة LEK العالمية للاستشارات الاستراتيجية، ومن أهم مؤلفاته:
مبدأ 80/20
قوانين القوة.
غريغ لوكوود: مُستثمر ومؤسس شركة بيتون كابيتال الاستثمارية، حاصل على درجة الماجستير في كلية كيلوغ للدراسات الإدارية العليا.
معلومات عن المترجم:
رفيف كامل غدّار: هو مترجم لبناني، ترجم العديد من الكتب في المجالات المختلفة، التي من أبرزها: الرجل الذي حسب زوجته قبعة، وكتاب تعرف إلى دماغك.