اضطراب الحب
اضطراب الحب
هو مرضٌ نفسي يظهر نتيجة لتعلُّق شديد موجَّه إلى طرف غير متاح لإنشاء علاقة مريحة؛ كالحب من طرف واحد، أو التوتُّر الشديد في العلاقة مع تمسُّك طرف بالعلاقة ورفض الآخر، والوقوع في حب شخص متلاعب، وهذا المرض يسبِّب تعطُّلًا كبيرًا في حياة المريض، فيؤدي إلى تضرُّر كل جوانب حياته، ويصل إلى تغير شديد في السلوكيات وربما شخصيته بالكامل، وهناك أسباب عضوية: كفرط إفراز الهرمونات السابقة، ونفسية: تتمثَّل في الثقة الزائدة بالنفس، أو تدنِّي الثقة؛ فما يحدث هو رهان بين المرء ونفسه على نجاح العلاقة في حالة الثقة الزائدة وامتلاكه إمكانيات عالية، فيسبِّب ذعرًا شديدًا للطرف المقابل وتخوُّفًا من العلاقة، وبالتالي يتسبب في إنهائها، خصوصًا مع افتقار الطرف المريض إلى التواضع، والحالة الأخرى منعدم الثقة بالنفس، فيدخل علاقة أقل منه على كل المستويات حتى يضمن نجاحها بسبب شدة خوفه من الرفض، وقد يكون المريض كلتا الشخصيتين، فيكون لديه إمكانيات عالية لجذب الآخرين كالجمال وغيره، أو كالشخصية النرجسية، ولديه ثقة في نجاح العلاقة ولكن لتكرار رفضه وعدم تطويره لذاته وشخصيته، تقل ثقته بنفسه ويصبح داخليًّا متيقِّنًا من عدم نجاح العلاقة، فيبدأ الدخول في حب الرهان؛ فكلما تخوَّف من فقد العلاقة؛ يزيد في تقديم التنازلات الشديدة كالتجاوز الجسدي أو إرشاء الطرف الآخر بالأموال، والأعراض تتمثَّل في: عدم القدرة على الانشغال بشيء سوى المحبوب، واقعًا وخيالًا، وبذل محاولات مستميتة لمعرفة تفاصيله غير المهمة، وقد يصل إلى اختراق حسابات التواصل الاجتماعي للمحبوب، ومحاولة التقرُّب من كل محيطه وإقناعهم بالتوسُّط، وتقديس وتفضيل حتى على الدين والأهل، التبريرات غير المنطقية عند تكرار الرفض، وتتطوَّر الأعراض إلى أمراض مصاحبة كاضطرابات القلق والوسواس القهري، والاكتئاب الشديد، والهوس، والفصام؛ كانعزال العالم والعيش في خيال موازٍ مع المحبوب، والهلاوس السمعية والبصرية الخاصة بالمحبوب.
الفكرة من كتاب حبيب نفساني
مَن منَّا لم تشغله كلمة الحب! فالحب العاطفي بين الجنسين من أسمى العلاقات الإنسانية، ويرى الكاتب أن الناس تنظر إليه كمصدر للسعادة في الحياة بجانب المال، لكن الناس عادةً ما تأخذ معلوماتها عن الحب من السينما أو القصص الرومانسية التي تعتمد غالبًا على الجانب الشاعري منه فقط، وربما تصدَّرت لنا العديد من القصص المُسيئة على أنها قصص مثالية يحلم العديد أن يحظى بمثلها؛ لذا في هذا الكتاب يستعرض الكاتب الحب من رؤيته لزواياه المختلفة المبنية على خبرته كطبيب نفسي، وتجاربه الاجتماعية والنفسية، فيتناول الحب منذ نشأته، مرورًا بكيميائه داخل جسم الإنسان، ومكونات العلاقة الصحية، ومراحل الحب المختلفة، وصولًا إلى العلاقات المسيئة وكيفية التعافي منها.
مؤلف كتاب حبيب نفساني
حاتم صبري: طبيب مصري من مواليد عام 1988م، حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة، ماجستير الطب النفسي وأمراض المخ والأعصاب وعلاج الإدمان، وتدرَّب على يد عدد من أساتذة التحليل النفسي في مصر، وهو رئيس مجلس إدارة والمدير الفني لمستشفى الشمس للصحة النفسية وعلاج الإدمان، ومؤسِّس مؤسسة “بيرسونا” للطب النفسي وعلاج الإدمان، ومحاضر في العلاج النفسي.